بقلم / محمد رمضان
إن الأحداث التى يمربها وطننا الغالى أرتريا تحتم علينا الولوج إلى عالم الكتابة رغم ضعف قدراتنا وقلة مهاراتنا لكننا نكتب من باب أننا مواطنون فى المقام الأول نريد التعبير عما بدواخلنا ودواخل الأخرين من بنى وطننا الأحرار الذين يحملون هم الوطن ويتلوون حزناً وكمداً على ما يصير داخل بلدنا فى ظل نظام أفورقى المستبد!
وهذه الإطلالة تحمل نبض الشارع الإرترى من جهة وتكون وصلاً لشعرة معاوية بينى وبين القراء من جهة الذين حالت ظروفى الخاصة لإنقطاعى عنهم فترةٍ،
لكننى على العهد والوعد ماضٍ حتى يتحقق الحُلم الذى يطمح إليه شعبنا الإرترى وهو بناء
دولة العدل، والحرية، والمساواة، على أنقاض نظام أفورقى وليس ذلك ببعيد لأن الشعوب هى الأبقى وكل الأنظمة إلى زوال! فإلى بعضاً من نبضات الشارع الإرترى:
خطاب إسياس أفورقى ( والحملة على إقتصاد دول الخليج) :-
إن خطاب أفورقى هو فى العادة خالى المضمون والهدف وهى قناعة وصل إليها الجميع لمتابعتهم خطابه على مدى عقدين كاملين ولم يجد غير التنظير والتكرار وللأسف حتى فى الأسلوب والطريقة والإخراج!
ولكن الإعلان عن خطابٍ للسيد الرئيس فى وقت غير مناسب والذى تم بثه خلال الفترة من 1 – 9 - مايو- 2011م على حلقات بالتلفزيون الإرترى على غير ما جرت عليه العادة حيث كانت إحتفالات البلاد على الأبواب حيث توقع الكل خيراً من خطابه ذات التوقيت غير المناسب فإذا به يظهر سعادته على الشاشة البلورية ويؤكد بأنه بعافيةٍ وصحةٍ جيدتين، وكأن الخطاب برمته كان رداً على تناول وسائل الإعلام عن مرضه وتدهور صحته فكانت إشاراته فى ذلك اللقاء بأنه بخير وعافية ويتناسى أن عمر الشعوب أطول منه رغم تبجه هذا فإنه يوماً سيزول.
لكن الغريب ماقاله السيد إسياس أفورقى عن إقتصاد دول الخليج العربى فى خطابه حيث قال :
(إننا نريد بناء إقتصاداً قوياً فى إرتريا وليس كالإقتصاد الذى يتم فى محيط دولنا المجاورة من إستيراد تربة من الخارج للزراعة عليها! وتحلية المياه من المحيطات لشربها( فى إشارة واضحة لدول الخليج) فنحن نريد بناء إقتصاداً إرترياً مختلفاً).(1).
إن دول الخليج التى يسخر من إقتصادها أفورقى قطعت شوطاً كبيراً فى مجال التنمية بفضل السياسات الحكيمة التى تدار بها دولهم وأصبحت دول الخليج يحج إليها معظم شعوب العالم للعمل فيها ومزاولة التجارة والإرتريين بالطبع فى مقدمة الشعوب التى تحتاج لتلك الفرص وأفورقى هو أول من يعلم ذلك لأن ضرائب المقيمين بالخليج هى التى التى تسير دولاب العمل فى حكومته ولا توجد فى وطننا أصلاً سياسة إقتصادية فضلاً عن أن تكون هنالك مشاريع تنموية توفر فرصاً للعمل ، وبعد كل ذلك يقلل سعادته من إقتصاد دول الخليج ويتناسى الدعم الخليجى غير المحدود لنظامه وينسى أفورقى فى غمرة خطابه الجنودالذين بعثهم نظامه للعمل بدولة قطر وتتقاسم حكومة إسياس مرتباتهم نظير عملهم بالخليج فى عمل ٍمشين ومهين تمارسه حكومة أفورقى على مواطنيها وهى ممارسة لاتمارسها الدول قطعاً بل تمارسها منظمات الإتجار بالبشر مع أن من يحكم بلدنا ليسو بأفضل حال منهم إن لم يكن أسوأ!
وإن نظاماً بهذه المواصفات وتلك الوضعية يتحدث فى إقتصاديات دولٍ ناجحة، وكان أولى على أفورقى أن يتوارى دعك من أن من ينتقص لإقتصاد دول تمضى قدماً فى التطور والنماء!
إستشهاد القائد عبد الله إدريس( ورحيل رجُل ):-
إن القائد عبد الله إدريس رجل قدم للوطن الكثير وله إسهاماته فى صفحة النضال الوطنى لايمكن إنكارها وتجاوزها فهو مناضلُ إرترى من سلسلة المناضلين فى أرضنا العزيزة!
وقد يختلف الناس حول مسيرة الرجل النضالية لكنهم حتماً لايختلفون على نضاله وبذله للوطن ! لكن ما زاد حزن كل مواطنٍ إرترى أن يعدم هو وأمثاله قبراً فى تراب وطن ناضلوا وأفنوا كل عمرهم من أجله، إنه لموقفُ محزن ومبكى !
لكن يوماً ستعود الحقوق لأصحابه والتاريخ إلى جادته وصوابه وأن الزيف يظل زيفاً مهما علا بريقه ولمعانه!
فنسأل الله أن يرحم الفقيد ويتقبله وكل الشهداء الأوفياء فى بلدى الحبيب.
إحتفالات البلاد بعيد إستقلالنا المجيد .(فوضى التغول على حقوق الأخرين) :-
الكثيرين يتابعون إحتفالات البلاد من باب الرجوع إلى حنين الوطن لعل ذلك يخفف من لوعة الشوق والحنين، لكن للأسف وعلى مدار الأعوام العجاف تعرض حكومتنا (الرشيدة) كل عروضها بلغة التجرنية وحتى التى تعرض باللهجات الأخرى يقدمها من ليسوا ناطقين بها إنه فوضى التغول على أبسط حقوق القوميات وهو الفن والغناء لكن الأدهى والأمر أن ترسل فرق بكاملها إلى سفارات الدول لإحياء إحتفالات البلاد وتكون كل تشكيلة الفرقة من الناطقين بالتجرنية مع كامل إحترامى للناطقين بالتجرنية ومحبيها لكننى هنا أشير بإعتبار أن المساواة فى عرض التراث هو أبسط الحقوق للمواطن الإرترى التى يجب أن تراعى ،ثم أنها ليست منة على المواطن ولكنه حق أصيل للمواطن ينبغى إحترامه والمحافظة عليه وعلى الدولة أن تخصص ميزاينة لكل الفن الإرترى لا أن تنهج التمييز فى التراث والفن الإرترى كما هو حاصل تماماً فى إرتريا .
وأن ما يحدث فى إحتفالات البلاد يمثل مهزلة حقيقية وسخف بإسم اليوم الوطنى لكن الإحتفال الحقيقى ليومنا الوطنى هذا لم يحن بعد وأن الإحتفال الفعلى قد شارف على القرب فهلا وحدنا الصفوف لنضع حداً لهؤلاء ونحتفل.
وأنا على ثقة بأن الشعب الذى شيد الوطن بالجماجم والأشلاء قادر على إستعادته للعدالة والحقوق وإن غداً لناظره غريب !
الفرقة اليوغندية فى عيدنا ال20.( وزراة إعلام – أم وزارة إعدام للقيم):-
كثيرين هم الذين يتابعون الحدث الوطنى رغم وجهة نظرهم الثابتة من النظام القائم وذلك فقط لإحياء سنة وطنية درج عليها المواطن الإرتري ولكن للأسف حتى هذه السمة التى لازمت الإرتريين لم تجد الإحترام من وزارة الإعلام حيث عملت هذا العام على إستضافة فرقة فنية من دولة يوغندا للمشاركة فى إحتفالات البلاد ولست هنا بسدد التقليل من قيمة الفرقة ولكن العتب يعود على وزراة الإعلام أليست لديها مواصفات ومقاييس للفن؟!
أليست لديها معايير محددة تراعى فيها قيمنا وعلى ضوء ذلك تعرض فنون الأخرين ومنتوجهم علينا ؟
أننى أعلم جيداً بعدم وجود وزارة أصلاً فى أرتريا لكن ألا يراعى القائمون على إحتفالات البلاد للذين يتابعونهم من الإرتريين وغيرهم فى جميع أنحاء العالم ؟
نعم فحين يحكم الشعوب من ليس لهم أدب، وقيم، وأخلاق، يتم عرض كل ما يتنافى مع الذوق والأدب ،
فتخيلوا معى أن يعرض التلفزيون الإرترى صدور الفتيات العاريات من الفرقة اليوغندية أمام أمهاتنا وأخواتنا وفى تلفزوين بلدنا الرسمى الذى يدار بمال الشعب الإرترى ولا يصرف عليه أفورقى وأتباعه من جيوبهم!
إن الدول جميعها تراعى مشاعر الرأى العام لديها وتراعى محيطها وجيرانها لكننا نحن تسلط علينا نظام لايراعى قيم وأخلاق مواطنيه لكن هذا مؤشرات للسقوط الحقيقى وللأبد!
تظاهرة شباب القاهرة (خطوة حقيقية نحو التغيير):-
ربما سبقت تظاهرة القاهرة تظاهرات عدة فى أوروبا وأستراليا وأمريكا لكن القاهرة لها نكهة مختلفة وإيحاءُ نضالى مختلف فالقاهرة هى الشرارة ومهد النضال الذى خط نهج التحرير فى الفاتح من سبتمبر فى أدال 1961م.
فقاهرة الأمس التى قادت الثورات العربية ضد الإستعمار تتصدر اليوم ربيع الثورات العربية وتُدرس الشعوب كيف تتخلص من أنظمتها المستبدة وهاهم طليعة المثقفين بدولة مصر يشاركون شعبهم ويساهمون وبكل قوة رغم عوامل كثيرة تمنعهم من القيام بذلك لكنهم بخطوتهم تلك يؤكدون المضى على خطى الأجداد والأباء للزود عن الوطن بكل غالٍ ومرتخص فالتحية والتجلة لهم ونقول لهم بوركت خطواتكم وإلى مزيد من البذل وحتماً بأمثالكم تسترد الحقوق .
(1). الخطاب بلغة التجرينة وهذه ترجمة لخطاب أفورقى بالعربى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق