بقلم الكاتب / محمد رمضان
إن الكاتب بطبعه يملك إحساساً مرهفاً يفرض عليه كتابة ما يحس به
ويشعر! فهو فى حالة إتصالٍ دائم مع القارىء حتى لو توقف فترة عن الكتابة لأنه ينقل
الحالات الإنسانية التى تقابله بكل أنواعها وتفاصيلها ويقرأ التاريخ
ليستخلص منه الدروس والعبر ،
تغيبتُ عن الكتابة على الرغم من إلتزامى الأدبى بمقالٍ شهرى لموقع قاش
بركة الذى خصص لى مشكوراً عموداً خاصاً بعنوان مسارات لتكون النافذة التى نطل بها
على الناس مع نوافذ أخرى محترمة ما يستلزم أن نقدم كتابات راتبة ووقورة ! لكنها ما
ظالت كتاباتى قاصرة عنما هو مطلوب،ولكن عزائى فى ذلك أننى أُقدم رسالةً وطنية
لقضية عادلة مسيرتها النضالية لن تتوقف حتى النصر
! ولذا فخط الكتابة مستمر طالما في الجسد قلبُ ينبض! ووفاءُ متوارث للقضية والشعب
نرعاه بأمانة أونموت دونها بشرف!
زرتُ أديس أبابا فى ديسمبر الماضى بمناسبةٍ
إجتماعيةٍ خاصة وقد كانت الزيارة هذه المرة بنكهةٍ سياحية وإجتماعيةً جميلة! مغطاة
بسياج السياسة الذى نلتف به فى حِلنا وترحالنا كشعب ! وزادت إشراقات المدينة بجوها
اللطيف وشوارعها النظيفة الواسعة إحساساً بالحياة وفوق كل ذلك كان للأعزاء الذين
أغرقونا بكرم الضيافة وحسن الرعاية تأثير فى النفس كبير لدرجة أن خروجنا من تلك
المدينة كان على مضض فأبت النفس الرحيل
وفضلت الإقامة لجمال المدينة وطيبة قاطنيها!
وأن ما يشُد إنتباه الزائر فى ذلك البلد إهتمام
الدولة الملحوظ بالبنية التحتية من طُرقٍ وجُسور ما سيكون له الأثر البالغ فى
البلاد نماءاً! وتطوراً! بينما تهتم قيادات النظام فى أسمرا فى إستجلاب إستخبارات
الدول فجعلت بذلك من بلدنا مرتعاً لصراعات الدول! لتقتات من وراء ذلك مالاً لخزينة
النظام الخاوية إلا من فتات المواطن المغلوب على أمره عبر الضريبة أوإبتزازه عند طلب
الجواز وتجديده ، أوعبر نشاط شركات النظام من عمليات التهريب التى تُديرها فى حدود
السودان وأثيوبيا فى مظهر من مظاهر التخلف المريع فى إدارة الدولة .
وعن السياحة فأثيوبيا خطت خطوات متقدمة فى هذا الجانب وهنالك منتجعات
غاية فى الروعة والجمال وأتسمت بالحداثة مع المحافظة على عراقة الماضى فمدن مثل
نازريت، ودبرزيت، وبحر دار، ومنتجعات مثل منتج أواسا، وبابايو، وكُرفتو ،وسودرى،
صارت معالم يقصدها السُياح من جميع أنحاء العالم ! وللمطاعم السودانية بأديس بريقُ
خاص ودفُ مستمد من حنان ورحابة أهل السودان وطيبة معشرهم فهى مرفأ للتلاقى ومكاناً
للتذوق وجسراً للتواصل !
وفى الجانب الأخر كان لمدير مركز الخليج للخدمات الإعلامية وهو المدير
الإقليمى لوكالة الأناضول التركية بالقرن الأفريقى والأستاذ القدير/ محمد طه توكل ،والقيادى
بالحزب الإسلامى للعدالة والتنمية ومسؤول قسم الإعلام بالمجلس الوطنى الأستاذ
الفاضل/ محمد سفر. والمناضلان القديران القياديين بجبهة الإنقاذ الوطنى الأستاذان/عبد
الله محمود و محمد جابر . وكذلك الإعلاميان الشابان بوكالة الأناضول التركية
الإستاذان/ أحمد رياض وإبراهيم صالح ، كانت لهذه الكوكبة دورُ فى إحاطتى بثوبٍ من
الرعاية والإهتمام كبير! وحُسن ضيافةٍ وكرمٍ أصيل ! ولاغرابة فى ذلك فأصالة
المنبت! وعراقة المعدن! وحُسن التربية! هى من تُورث مثل هذا التعامل الإنسانى
والأخلاقى الراقى الذى وجدته ويجده كل من يعاشر أمثالهم من النُبلاء ذوى الأخلاق
العالية الرفيعة!
وفى الجانب السياسى من الزيارة فقد كانت لى لقاءات عدة مع قيادات
سياسية وعسكرية على رأسها رئيس المجلس الوطنى الدكتور/ يوسف برهانو وقد أتسم
اللقاء معه بروح المسؤولية الوطنية تجاه قضية التغيير ودور قوى المعارضة وعلاقة
العمل المعارض بالدولة المضيفة وكان بحق لقاءاً مثمراً إتسم بالصراحة والوضوح فى
التناول!
وعن اللقاءات الأخرى مع القيادات الوطنية فكانت إيجابية تحمل هموم التغيير
والدفع بها للأمام من ناحية وشرحُ للسلبيات والعقبات التى تعترض عمل القوى الوطنية
من ناحيةً أخرى وكُلهم عزم فى مواصلة المسير حتى النصر!
ولكن فى تقديرى على الرغم من الجهود المبذولة من القوى الوطنية
وقياداتها إلا أن التغيير يحتاج إلى تضافر نوعى من الجميع حتى يكون واقعاً، وأن حالة التكلس والسكون إذا
أستمرت على ماهى عليه ستُفاقم حجم المشكلة الوطنية بشكل يُهدد الوطن وسيادته
وإستقراره !!!
وبالجملة فمدينة أديس أبابا صارت مصنع القرار السياسى لدول القرن
الأفريقى حسب قول السفير السودانى بأديس أببا فى إحتفال بلاده بالعيد الوطنى ال58
! ولهذا وغيره فقد تركت الزهرة الحديثة فى
جوانحى ذكرى أيامٍ جميلة ستظل راسخةً منحوتة فى سفر الحياة الخاصة بى! وأن الذين
سنحت لى الفرصة لمقابلتهم ووجدتُ منهم تعاملاً مُميزاً !سأظل أحفظ لهم ذاك الجميل!
ولعل كرةً أخرى من زياراتٍ قادمة ستجمعنى بهم نعيد عبرها شريط أيامٍ خلت من سجل
التاريخ لكنها باقية فى القلب لن تزول لأنها شكلت معانى البقاء الخالد فى روحى
للأبد! فشكراً للذين أسهموا فى رسم الفرحة والبهجة فى قلوبنا طيلة فترة تواجدنا
هناك ونتمنى لهم ولأهلهم حياة مُفعمة
بالسعادة والهناء والسرور دمتم ودام الجميع بخير ......
مقالى القادم بعنوان:
وكالة الأناضول التركية
بأديس أبابا ومديرها الهُمام محمد
طه توكل فى سطور!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق