سبتمبر وعواتى إجماع أمة وتاريخ شعب ..!!!
(1)
أحتفلنا فى الفاتح من سبتمبر بيوم إطلاق الشهيد البطل حامد إدريس عواتى رصاصة إعلان الكفاح المسلح فى أدال قبل 54 عاماً من اليوم ، وهو بالتأكيد إحتفالُ بمولد ثورةٍ عظيمة أستطاعت أن تهزم إمبراطورية ً قوية ، وحققت تلك الشرارة إنجاز التحرر الوطنى لبلداٍ إسمه أرتريا فى الخارطة العالمية !! وبالطبع كان لهذه الثورة الظافرة ثمن حيث أرتال الشهداء والمعاقين وحياة اللجوء عِوضاً عن الإنتاج والنمو والتطور والحرية …
(2)
لا يختلف المواطن الأرترى فى رمزية وأهمية هذا اليوم بل ينحنى إجلالاً لهؤلاء الأشاوس الذين سطروا بجُهدهم وعرقهم ودمهم أروع الملاحم البطولية وكتبوا بتفانيهم صور الإخلاص والتجرد فى مشهداٍ لايمكن المرور عليه دون أن ننهل من دروسه العظيمة ذلك يعود الفضل فيه للرموز الوطنية التى أرست دعائم متينة لعمل وطنى شريفٍ خالد …!!
(3)
الإحتفال بهذا اليوم يعنى إحتفال أمة رسم بعض الخُلص من أبنائها تاريخاً مُجيداً لشعب لم تكسره ألة القمع ووحشية العدو ومُمارسات الإجتثاث بل منحها ذلك قوةً ومناعة لتستمر وتنجح !! هكذا هى ثورات الشعوب تُحقق النجاح فى أحلك ظروفها حيث يتم تحويل الصعاب لإرادة تخلق التغيير وتبعث التجديد فى الأمة ..!!
(4)
ثورة الفاتح هى ثورة شعبية وُلدت من رِحم هذا الشعب لتبقى ! وهى نتاج عملٍ نضالى مُتراكم لعب الجميع فيها دوراً تمثل فيىما سبق من حراك الأحزاب السياسية إضافة للعمل المقاوم غير المنظم الذى كانت تخوضه المجتمعات فى ربوع مختلفة على أرض الوطن! فهى ثورة إستمدت فى إنطلاقتها من رصيد وتجارب شعبٍ بكامله ، فضلاً بأن إنطلاقتها كانت بمُباركة نُخب تُمثل معظم مكونات شعبنا الباسل !! وعلى ذات إرث الإجماع قاد مؤسسى الثورة سفينة التغيير بأمان حتى أينعت بلادنا حريةً وإستقلالاً بغض النظر على يد أى تنظيم كان!
(5)
فى مناسبة وطنية كهذه يتطلب منا وبالضرورة المرورعلى إبراز ملامح من ساهم بشكل مباشر أو غير مباشر فى بروز ثورتنا الفتية فى الفاتح من سبتمبر، تُذكرفيه القيادات الوطنية التى كان لها دوراً بارزاً فى خلق الوعى الجمعى الوطنى الأرترى ، على أن يكون ذلك تناولاً مسؤولاً يتسم بالحياد والإنصاف لنعكس عبر المناسبة الوطنية الصورة الكاملة للتاريخ بعيداً عن التعصب ، ورفض هذا التوجه من الإستعراض التاريخى يعنى ممارسة للإقصاء والتعمية ويكون بذلك دعاة التحرر وطلاب العدالة نسخةً مُشابهةً للنظام الذى يُمارس الإقصاء والقمع معاً ..!؟
(6)
ثورة الفاتح كانت ثورة شعب بإرادة اُمة ولم تكن ثورةً بقرار فرد! هذا هو التوصيف الحقيقى والدقيق لثورتنا فى أدال وأى توصيف خارج هذه الصياغة يتنافى ووصف الثورة فى الأصل ويجافى واقع الدعم والمساندة التى تلقتها ثورتنا المجيدة التى شارك الجميع فى تعزيزها والمضى بها قُدماً حتى غطت معظم ربوع أرتريا سهولها وجبالها ..!
(7)
ظهرت فى الأونة الأخيرة عبارات الثأر والإنتقام وهذا دليل على عدم الإتزان والنضج السياسى ويُوحى بقصوراٍ فى الفهم السياسى كبير، فى دول أفريقيا توجد صراعات سياسية حادة على السلطة تكون منطلقاتها غالبا المجتمع نتاج الإختلاف الثقافى والإثنى والعقدى ، وفى أرتريا هنالك حالة قمع خاصة لشعبٍ بأكمله مع حالة الفقر والبؤس والتشريد تستند للأسباب المذكورة أعلاه يُفعلها النظام لتحقيق إستمراره فى السلطة ! هذا الوضع يتطلب من الجميع القيام بعمل سياسى لإستعادة الحقوق وإزالة النظام والرجوع إلى القانون كفيصلٍ وحُكم بعيداً عن لغة الثأر والإنتقام التى يُطلقها بعض الناشطين ، لهؤلاء أقول إن خلق التعايش بين مكونات الشعب أساسه التقريب لا زرع الكراهية وقوامه القانون لا الثأر فهل إنتبه هؤلاء لتأثير ما يطلقونه من شعار..!
(8)
الفاتح من سبتمبر هى ثورة الشعب الخالدة وسيظل عواتى رمزاً لنضالنا التحررى فى أرتريا للأبد ! وكل الدعاوى التى تسعى لحصر رمزيته فى منطقةٍ مُعينة بقصد أو بغير قصد لن تنجح فى ذلك وكل الذين ُيشككون فى من سرد رموز الوطن الأخرين فى مناسبةٍ وطنية عظيمة كهذه نقول لهم إن التاريخ الوطنى أسهم فيه الجميع وأن ثورة عواتى كانت نتاج تفاعلات عدة لعبت فيها رموزاً وطنية أدواراً مُهمة فأن ذكرهم لن يكون خصماً على خانة البطل الشهيد حامد إدريس عواتى فهى ثورةُ ممتدة أصلها ثابت فى جذور التاريخ وفرعها فى كل بقعةٍ من سماء بلادى فأتركوا دعاوى التشكيك فتاريخ أرتريا تاريخ متصل والجميع يرى فيه نفسه وهو كذلك ! والتكامل فيه هو سيد الموقف ولايعلو فيه كتف أحداٍ على أحد ، ورحم الله شهداء الثورة وتقبلهم فى عليين.!!
بقلم محمد رمضان
كاتب أرترى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق