ستة أشهر من الصمود أطوت اربعون عام من الإستبداد..
بقلم/ محمد امان ابراهيم انجابا
فى البدء التهنئه لثوار ليبيا الأحرار على نصرهم الذى تحقق بعد استبسال وناضل منقطع النظير فنالوا ما أرادوا. ستة أشهر أنهت نظام عمره اربعون عاماً من القمع والقهر .
هل نحن الارتريون على إستعداد للعب غمار معركة بهذا الحجم والثقل هل نحن مستعدون لكى نقدم أرتالاً من الشهداء من أجل أن ننتزع حقوقنا ؟؟؟ هل نحن على إستعداد لتحمل معارك وحرب وما لها من تبعات وخسائر ماديه وبشريه؟؟ أم نسعى لتغيير النظام بالصياح والصراخ وعبر المؤتمرات ونظل هايمين فى الغربه سنين عددا !!!!!..
هل يقل نظام افورقى دمويةً عن نظام القذافى وهل هناك وجه شبه بين النظامين ؟؟؟ ولاسيما تربطهما صداقه وعلاقه قويه وكان القذافى النصير والحليف الأول لاسياس افورقى وبخروج القذافى من باب العزيزيه فقد اسياس أعز أصدقائه ورفاقه وأكاد أجزم أن افورقى فى تلك الليله التى دخلوا فيها الثوار الى طرابلس لم يهنىء بالنوم بل أكثر من ذلك من يوم إندلاع الانتفاضة الليبيه كان قلقاً جدا من تهاوى نظام القذافى فكان يرفع يده ويتضرع حتى لايسقط هذا الرجل . لولا خشيةً من إغضاب أمير قطر لأرسل فيلقاً لإنقاذ القذافى . افورقى ليس فى وضع يؤهله أن يلعب دوره القذر فهو فى أهون وأضعف حلقاته لذلك إنطوى وإنزوى على نفسه الآن يبحث عن بديل لتعويض فراغ القذافى وهاهو يشد الترحال الى يوغندا ليغازل موسفيني بعد جفاء ومقاطعة مزاجيه . هذه الزيارة القصد منها أن يجعل موسيفنى جسر عبور الى امريكا والاتحاد الافريقي وقام بدفع الفاتورة مقدما ومتمثله فى إستيراد عقاقيرالإيدز ، ماذا تصدر يوغندا سوي الإيدز وملحقاته!!..
نحن الارتريون يجب أن نستخلص الدروس والعبر من مثل هذه الثورات الشعبيه التى أسقطت الدكتاتوريات العتيقه ولاسيما الثورة الليبيه التى خلعت أكبر تمثال للدكتاتوريه حيث هناك قواسم مشتركة بين النظام الارتري والنظام الليبي فى حكمهم المزاجى ، واقرب اليهم النظام السوري المتبلد الذى يلفظ أيامه الأخيرة حيث لايمكن لشعب ثائر أن يتراجع بهذه السهولة حتى اذا جري مزيد من سفك الدماء لقد إنكسر حاجز الخوف والصمت ..
فهذه الأنظمة الثلاثه ليس مثل مصر وتونس هاتان الدولتان لديهما مؤسسه عسكريه ولاءها للدولة وليس ولاءها للرئيس وقبيلته انما كانت تخضع للإرادة الوطنيه الحرة وتملك القرار المستقل ، وثانيا لديهما دستور وبعض المؤسسات برغم من دورانها فى جلباب السلطان فهى تصلح لتكون ارضيه ويمكن ترميمها وإصلاحها وتطهيرها من الفاسدين بحيث تواكب العهد الجديد... اما فى ليبيا وارتريا عكس ذلك نجد هتين الدولتين مرتبطتين باسماء الطواغيت اسياس افورقى ومعمر القذافى . بعد زوال هذين النظامين سوف يخوض الشعبين معركة اخرى من أجل بناء وإرساء دعائم الديمقراطيه والمؤسسيه وهذه تحديات تختبر فيها مقدرات الثورة ومدى صمودها وها هى ليبيا تخوض معركة التغيير وتبدأ فى تأسيس وبناء الدولة فقطعت شوطاً طويل لتصل هذه المرحلة ولم يتم ذلك إلا عبر تضحيات جسام ، اما نحن تحت القاع ولم نبدأ بعد ولا احد يعلم عن وضعنا فى ارتريا..
نعم سوف يحتفل الليبيون بعيد فطر خاص المذاق برغم لفقدهم الكبير من الشهداء ، فقد حصدوا ثمار ثورتهم التى توشحت بلون دماء الشهداء بل كان ختام ثورتهم فى شهر رمضان المبارك هاهم يحصدون الأجر من عند الله وثم ينعمون بالحرية التى كانوا يمنون انفسهم بها . وها هم يطاردون فلول القذافى بعد ان كانوا مستضعفين ، وليس هناك طاغيه ولا كهنوت بعد اليوم وبذلك طوت صفحة الظلام الاربعينية السوداء ..
نحن الارتريون إذ نتطلع لمثل هذا اليوم وندرك ان الطريق وعر وشاق . نعم ليس لدينا سلاح سوي الإيمان بالله وهو نصيرنا ونعم المولى ونعم النصير .. بينما الليبيون بعد الله سبحانه وتعالى وجدوا من يناصرهم وينقذهم من الإبادة التى كانت سوف تحل بهم ولكن عناية الله ورعايته سخر لهم قوات حلف الناتو التى شلة سلاح الجو الليبي وقطعت على القذافى القوة التى كانت يراهن عليها . وثم ثانيا الإعلام العربي وقناة الجزيرة بالتحديد ولاسيما هى فقدت احد أعمدتها الميدانيين وهو الشهيد جابر قطرى الجنسيه الذى سقط شهيدا وخضب بدمه ارض ليبيا مما دفع بالقناة لكى تتخذ من القضيه الليبيه قضيتها الاولى . اما نحن لا نملك البترول الذي يجلب لنا هذا الحلف ولا غيره .. وثم ماذا عن قناة الجزيرة التى تدور فى فلك الدكتاتور اسياس افورقى فالى الله المشتكى وهو المستعان ..
هناك مشكلة كبرى تواجهنا اذ المجتمع الارتري ينقسم الى مجموعات اثنيه ودينه والنظام استطاع فى العشرون عام الماضيه ان يتلاعب على هذه الأوتار وخلق شرخ كبير بين مكونات الشعب الارتري وزعزع الثقة بينهم .. هذه الأسباب أضعفت قوى التغيير وجعلتهم فى حالة جمود وتأثيرهم محدود مما أدى الشعب الارتري للعزوف من الإلتحاق بالمعارضة .
شرط نجاح الإنتفاضة أن يتلاحم أبناء الوطن الواحد ويصطفون ويوحدون كلمتهم والكل يدفع بمايستطيع ..للأسف كانت لدينا فرصه قويه عندما إنطلقت إنتفاضة اكلى قوزاى قبل عامين ، لقد أهدرنا تلك الفرصه بسبب التباين الذى أوجده النظام الدكتاتورى بيننا لعشرون عاما فجعلنا ننشغل بقشور القضيه فخذلنا الابطال وتركناهم يخوضوا المعركة دون مدد وعون وتركناهم يواجهون المصير لوحدهم فى الجبال فليس هناك اي مبرر نتمسك به فإنه الخذلان ، فإذا كنا مسكنا بايدهم لكان لنا اليوم سبق الإنتفاضة فى المنطقه .
وللأسف هناك من ينضال وعينه على النظام ولايريد ان يفقد هذا الصراح ويعتبره مكسبا خاصاً وبزوال هذا النظام سوف يخسرون تلك المكتسبات التى تحققت فى غضون عشرون عام . وهذا الإسطوانة رسخها النظام فى عقول أتباعه ومن ينتمون لاثنيته وهؤلاء اسرى لافكار الدكتاتور واسرى لنظام ظلامى ويسعون لترميم أطرافه ببعض المساحيق التى استوردوها من الغرب ويصورن أنفسهم بانهم خليفه هذا النظام ويجب التمسك بالتركه التى سيتركها لهم الدكتاتور ، لذلك تجدهم لا يقتربون من شركاءهم كثيرا بل ينظرون اليهم بعين الشك والريب وللأسف حتى الاجيال التى لاتعلم عن الماضى شيئ ترسخت فى عقليتهم هذه المفاهيم ، بينما هناك من يتجرعون ويكتون بمرارات اللجؤ منذ ان خلقوا وهم خارج الديار فهل يستوى الألم والجرح !!!ومتى يحس الاخر ويتحرر من الأنانيه وحب الذات ويلامس جراح شركائه فى الوطن ويردم الهوة !!!!!! ..
فالنظام يسعى لتجسيد هذا التباين على ارض الواقع ، فنجد الدكتاتور احيانا يظهر ويدعى الحرص على وحدة الشعب الارتري واحيانا قومي طائفي حتى لا تسقط شعبيته التى يستند عليها ويتوارى خلفها لمدة عشرون عام واكثر .. واحيانا علمانى يساري وغير ذلك وهذا يؤكد وجه الشبه بينه وبين نظام القذافى وليس له إستعداد لكي يتخلى عن السلطة لا فى القريب ولا البعيد .. ولكن يجب إرادة الشعب الارتري تكون أقوى منه ومن سلوكه..
نتمنى ان نتوحد تحت صف واحد لابأس ان نعمل مع الاخريين ونتفق على كلمة بيننا وبينهم حتى نزيل هذا الطغيان . فهناك تحدي كبير يواجهنا ومعركتنا طويله جدا وتحتاج الى تضافر الجهود والعمل تحت منظومة نضاليه حديثه تستوعب كل المكونات الارتريه .. وإبتكار لإدوات ووسائل تعيننا فى رسم طريق المستقبل ويجب علينا أن نخرج من دائرة الشد والجذب التى نحاصر بها أنفسنا وتجعلنا لا ننطلق الى الأفضل ..
نتمنى ان نستجيب للقدر ونخرج من دائرة السخط والشجب الى العمل والنضال والنزال الى ارض المعركة ونقدم ارتالا من الشهداء من أجل أن نعيش أحرار فان الحريه لا تمنح ولا تعطى وانما تنتزع من فك الدكتاتوريات وخاصه أمثال اسياس لايفهمون لغة الصياح والصراخ وانما يستجيبون للغة السلاح والقوة فهذا إذا اردنا حياة كريمة ..
فهاهم الليبيون حققوا ما ارادوا بعد أن خضبوا ترابهم بدماءهم الطاهرة وفى شهر كريم فهل نحن مستعدون لذلك وهل نستطيع ان نقدم خيرة ابنائنا وشبابنا ؟؟ الإجابه تقف بإنطلاق إنتفاضة على الأرض وندعوا الله ان تعم هذه الإنتفاضة كل مرتفعات ومنخفضات وسهول وارياف ومدن وحضر ارتريا وتوحد كلمة الارتريين وتبعد عنهم الفراق والشتات اللهم امين...
كل سنة وانتو طيبين والعيد مبارك علينا وعليكم ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق