الاثنين، 11 يوليو 2011

وقفة مع الذات فى ظل غياب الحقيقه

بقلم / محمد امان ابراهيم انجابا
     كنت أتمنى ان لا يكون الدافع للكتابة والمساهمة فى القضايا العامة هكذا ولكن تأتى الرياح بما لاتشتهى السفن .. وفى مقابل ما أكتب لا إنتظر الثناء والشكر من أحد بل انه واجب أقوم به نحو وطنى وبنى وطنى ...
لقد إقتحمتُ عالم الكتابه ليس من باب الكفاءة والإحتراف والمقدرة .. بل من باب سد النقص وإظهار الحقيقه المخفيه ورد الظلم  ودفع عجلة التغيير من أجل خلق بيئه سياسيه تتعايش فيها التيارات الفكريه ويكون هناك جو سياسي صحى حتى يتحقق  الحلم الذى يراود شعبنا لعشرون عام ..
وفى هذه المشاركة سوف أسرد بعض المواقف التى واجهتنى فى طريق الحقيقه عبر جميع المنابر والنوافذ الإعلام الارتريه ..وايضا عبر البالتوك الذى كنت ابحث عن من يقاسمنى الهموم . لقد كانت محطات قاسيه وقد تجاوزتها برغم من ألمها ومرارتها ويهون كل شيء فى سبيل الوطن .. وعلى سبيل المثال :

لقد نُشر مقال فى مجلة النهضة بعنوان : مهلاً آل انجابا ... ردا على مقال لى ولأخى .. فتم شخصنة الموضوع وثم النيل من المجتمع الذى أنتمى اليه بصورة مسيئة وإكتفيتُ بعدم الرد حتى لا اسقط  فى متاهات انا فى غنى عنها ..
فهناك بعض المواقع التى تحسب على المعارضة  تتعامل وفق لرؤيتها الحزبيه والتنظيميه وتوجهها
الإجتماعي وتنشر ما يتوافق معها وتحجب وتمتنع عن الراي المخالف لها حتى لو كان المقال في طياته يحمل جزء من الحقيقه والموضوعيه وليس هناك اي معيار للمهنية والحرفيه فكيف لموقع يحسب على المعارضة يبث السموم عبر أفكار هدامه تنال من مجتمع بعينه وفيه نوع من الشخصنه .
وهناك بعض المواقع التى تمارس الرؤيه الأحاديه وتعمل وفق اجنده خاصة وضيقه لا ترتقى بالمستوى الوطنى ولا المناطقي فهى أقل من ذلك بل تمثل  صفحات اجتماعيه وبيوت ضيقه ولا داعى لذكرها والقارئ الارتري فطن ويدرك كل شىء . هذا فيما يخص المواقع الارتريه..
اما البالتوك وما ادرك ما البالتوك فهذه الوسيله برغم ضرورتها فى الحوار المباشر والإلتقاء عبر الصوت وتبادل الاراء وتتيح التناول للقضايا المعاصرة والاحداث الجاريه فى الساحه السياسيه الارتريه بطريقة أفضل.. ولكن هناك بعض الإتجاهات التى تحاول أن تنال عبر هذه الوسيله من كل شخص يعكس الحقيقه ويقف بجوارها عبر الإساءة والتجريح والشخصنه وبث السموم القاتلة وتكسير المجاديف وللاسف معظمهم يأتون متخفين وبإقنعه ويخشون الوضوح لانهم لا يملكون الجراءة والشجاعه  ..
اما عن شخصي فلقد واجهت الكثير من الإساءة وشخصنة الموضوعات بمجرد ابديت رأى فى القضايا العامه التى تخص الشعب الارتري وهذا حق مكفول به ..ولاسيما  كنت أعطى لهذه الوسيلة كثير من وقتى واحرم اسرتى ومن حولى حتى التقى  باشخاص أتقاسم معهم  الهموم والشعور والإنتماء وثم المساهمة فى القضايا المصيريه والملحة الآنيه والمستقبليه .... ولكن هيهات هيهات فالأمر عكس ذلك فهناك من يأتى ليترصد حتى ينال ويجرح الاخريين.. برغم من ذلك هناك اخوة افاضل ومواقفهم وطنيه ومشرفة وليس عليهم غبار .
والأسوء فى الامر عندما تتم دعوة ضيوف لكى يتحدثون للحضور وثم تتاح الفرصه للحضور من اجل طرح الاسئله والمداخلات فهنا المحك وتظهر الحقيقه المرة فنجد من يحاول ليها وخنقها وطمسها من اجل ان يظل اللقاء ملك لذلك التنظيم أو الشخص المعنى باللقاء .. ونجد كل السهام والرماح توجه الى من يريد ان يبين الحقيقه أو يفندها .. بالمعنى الواضح اما تلزم السكوت وتمرر كل ما يقال واما تواجه الاسلحة الفتاكه التى تتعدى شخصك ..ليتى الامر يتوقف هكذا بل فى الليله التى تليها يحضر من كان غائب ويسال عن تلك الليلة وما جرى فيها وماهى نوع الاسئلة التى طرحت الى جلالة الضيف الكريم ومن هو الذى ترجل وطرح ما هو غير مرغوب؟؟ وثم ياتى الحكم المسبق والتهم والتخوين وإختزال الليلة فى الرأي المخالف ولو كان يحمل جزء من الحقيقه وثم يتم تداول الشخص بصورة تثير للإشمئزاز . بل الإساءة المباشرة تكون حاضرة وثم الرجوع الى الخلفيه الإجتماعيه ويتم الحكم بناء على ذلك  ويتم تسويق الرأي بانه حقد على مجموعه إجتماعيه أو قبيله بعينها.. بمعنى ان لم تكن مطبل وترقص على أنغام الضيف تأخذ نصيبك من الإساءة والتجريح.
لاشك هذه الصورة الجميلة الرائعه التى تحمل معانى التصلب والتعصب الأعمى فهى نتاج طبيعي  للمجتمع الارتري الذى فرقته الأهوال منذ عهد الدرق والكوماندوس وثم تشرزم وإنقسم وإنحصر عندما دخلت جبهة التحريرالارتري الى السودان وإنقسمت على أساس قبلي بحت وإنشطارها بشكل رأسى وأفقى .. وثم قدوم النظام الدكتاتورى الذى يحاول أن يتلاعب بالحبال القبليه والقوميه تارةً ويروج لهذه الأفكار  من أجل أن تكون له الكلمة الاخيرة والحسم فى الصراع الداخلى ..
الموقف الذى أستدعانى الوقوف مع الذات كان بتاريخ : 09/07/2011 يوم السبت عندما كانوا أعضاء جبهة التحرير الارتريه ( الإنتفاضة ) أى التنظيم الذى خرج بعد إنقسام جبهة التحرير الإرتريه فى إنقلاب 25/ مارس 1982م التى انشقت حينها الجبهة الى ستة تنظيمات سياسيه بينما كانوا ممثلين لهذا التنظيم ضيوف فى احد غرف البالتوك وحضرت جزء يسير من ذلك اللقاء وقد سمعت رد الاخ الضيف على سؤال طرح عليه . وهو كان كالأتي هل جبهة التحرير الارتريه دخلت مع الغزو الاثيوبي الى ارتريا فى الحملة الاخيره ؟؟؟ وكانت الاجابه كالاتى : نحن لم ندخل مع اثيوبيا والامر متعلق باشاعات واكاذيب وأراجيف يرددها أبواق النظام .. وفى سياق الرد ذكر ان الجبهة الشعبيه تحالفت مع التقراي لضرب الجبهة  فى السابق .. أحرامٌ علينا ان ندخل مع اثيويبا اليوم !!!
لقد دفعنى الأمر الى المداخلة وقمت بتفنيد الخبر وأكدت دخول جبهة التحرير الى الاراضى الارتريه وهذه حقيقه لا يمكن نكران اما عن الشواهد: النازيحين من تلك الحرب الى الحدود السودانيه الارتريه رؤهم  بأم أعينهم ولم يقتصر على ذلك بل هناك بعض الأشخاص من منطقتى  كانوا جنود بجبهة التحرير الارتريه وكانوا ضمن الجنود الذين دخلوا مع القوات الاثيوبيه وقد التقوا ببعض الاخوان الهاربين من الحرب وساهموا فى إنقاذهم من إتهام القوات الاثيوبيه لهم بالإنتماء للنظام وهم رفاق الصبا .... وهناك بعض الأحاديث التى كانت تتردد فى تلك الأيام من أشخاص كانوا فى تلك المنطقة وكانوا يتزمرون من وجود قوة ارتريه دخلت مع القوات الاثيوبيه ولم تفلح فى تأمين ممتلكاتهم وامتعتهم من السلب والنهب لم يستطيعوا ان يقنعوا الجنود الاثيويين بذلك .. اما عن أتباع النظام القمعى قاموا بشحن كل ممتلكات الحكومة وذهبوا بها نحو مدينة اغردات وتركوا الشعب الارتري فى العراء ..فهذه حقيقه لا يمكن لإحد طمسها أو إنكارها اما التبرير فهذا شأن يرجع للجهات المعنيه التى هى جزء من الموقف ..
وماذا بعد هذه المداخلة!!!! فقد توجهت الحمم البركانيه والأسلحة الكيماويه على شخصي من كل حدب وصوب ... وكأنى إرتكبتُ رجس من عمل الشيطان على قول استاذى ... وهران ارتريا .. فقام الضيف بالرد الغير مسؤل وفى سياق الرد ذهب ليوصفنى انا بوق من أبواق النظام ووصف حديثي بالكلام الفارغ ... وبحمدلله كانوا فى تلك الليله رجال أقوياء وأصحاب ضمير حي فقد دافعوا عنى . حتى جعلوا الضيف يعتزر لما بدر منه . وفى هذه  السانحة اشكر كل الذين وقفوا بجوار الحق . ووقفوا امام الاغلبيه الساحقه التى كانت تود ان تختزل اللقاء فى مداخلتى التى لا تتجاوز الخمسه دقائق ..
ولم اعير اي اهتمام للذين كانوا يسيؤن الىّ عبر الكتابه النصيه .. وفى الليلة التى تليها حضرت من اجل ان استمع الى التعقيب وتقييم اللقاء الذى جري بالليلة الماضيه وهذا الاجراء روتين يجري بعد كل لقاء .. فللاسف كانت كل المداخلات تشخصن الموضوع ومعظم الحضور يصب جل غضبه علىّ وتجاوز الحد المعقول والبعض الاخر اخذ الموضوع  من الزاويه الإجتماعيه اى القبيله الضيقه وحاولوا تحوير وتدوير الحوار ويصفونى بالحقد والكراهيه بل أكثر من ذلك تعد الى الإساءة الشخصيه ... ومع هذا الزخم هناك بعض الاخوة الذين ابتلو بلاءاً حسنا ووقفوا معى برغم معرفتي بهم عبر البالتوك ولم يكن هناك بُعد اجتماعى أو غير ذلك واشكرهم لوقفتهم المنصفه ..
ومن تلك الليله استخلصت ان الساحه السياسيه الارتريه غير صحيه وملوثة والأمر الطاغى هو طمس الحقيقه وادعاء الأفضليه وبحث الخلفيه الإجتماعيه لكل من يتحدث ويكتب وبناء على ذلك يتم التصنيف .. وعدم مناقشة الافكار والرأي المطروح بل يتعدى الامر الى الشخصنه والاساءة لمن يحمل راي مخالف .. حتى اذا كان رأيه يحتمل الحقيقه .. بمعنى ذلك اما ان تطبل وتصفق  وترقص على الأوتار التى يعزفها الضيف واما ان تصمت .. فغير ذلك يعد من المغضوب عليهم فالحق مع من تخالفه .. وان كنت على حق ..
فمن هنا كان لزاما علىّ لكى أخذ  قسطا من الوقت  للوقوف مع الذات واستريح قليلا من تعب الدماغ ووجع الرأس ... وذلك لما ذكرته سابقاً من أحداث وشواهد.. ففى وجهة نظرى المتواضعه استخلصت من الفترة السابقه ان الساحه الارتريه تعانى من عدم النضوج السياسي وعدم مساحه للرأي والرأى الاخر . فاذا كانت الساحة الارتريه ليس على استعداد لتقبل الراي والرأي الاخر والاسلوب السائد هو التخوين والتقزيم والتجريح والنيل والإساءة الشخصيه .. فانه لشيء يدعوا للشفقه والرحمة وعلينا دفن الديمقراطيه التى  ننادي بها فى سلة الدكتاتوريات ... ونتبرء منها لانها لاتمثلنا ولا نستحقها ..
فاثرت على نفسي لكى اذهب الى استراحه ربما تفيدنى كثيرا حتى استعيد  قوتى واذا دعا الأمر الذهاب الى الجلوس فى مقاعد البدلاء ..فليس هناك داعى للتصادم والمواجهة طالما الديمقراطيه التى ندعيها ونمارسها باستحياء تظل بين غرفة الإنعاش وفى عداد المفوقدين ..
اتمنى كل من هو جزء من المعارضة ان يبحث أجوبة لهذه  الأسئله التى أود ان أوجهها عبر هذه المشاركة فى سراديب الواقع السياسي ..
هل الخلاص من النظام الدكتاتورى يتحقق عبر الخلفيات الإجتماعيه الضيقه وإتهام كل من له رأي بانه بوق من أبواق النظام ؟؟؟؟ اذا كنا لا نستطيع تحمل رأي بنى جلدتنا فى الشأن العام هل نستطيع ان نطبق الديمقراطيه التى نتغنى بها وننشدها ؟؟؟ فكيف نلتقى مع الشركاء فى الوطن اذا كنا نضمر الكراهيه لبعضنا البعض وننشر السموم ونعمل من اجل إخضاع الاخريين وتحطيم مجاديفهم ؟؟.
اقول هذا الحديث  ليس لانى تعرضتُ للاساءة فى شخصى فقط  .. بل هناك بعض الاخوات اللاتى تعرضن لإسوء من الذى جري لى  بمجرد عبرن برأيهن فى الشأن العام فهذه الصورة  الحقيقه لمجتمعنا وساحتنا السياسيه المثقلة برواسب الماضي والخلفيات القديمه ومكبلة بالقيود القبليه والعنصريه البغيضه التى تعيق التقدم نحو الأفضل..
فكيف يستقيم الظل والعود أعوج .فالنخب السياسيه هى جزء من هذا الواقع المرير والتكوينات السياسيه عبارة عن بيوتات قبليه وكيانات إجتماعيه وتدعى لها برامج وايدلوجيه حقاً انه الإفلاس الحقيقي  للفكر والنظريه ..
 اذا ضاقت صدورنا من تقبل وتحمل اراء بعضنا البعض .. اتمنى ان يسعنا الوطن فانه أرحب وأوسع . أقر فى بعض الأحيانا مداخلاتى تتصف بالحدة وهذا نتاج للتفاعل والإنفعال الذى هو جزء من طبعى وليس عن قصد  وبرغم من ذلك لم أخرج من سياق الموضعيه .
وفى الختام اعتذر لكل شخص وصلته إساءة من شخصى  أو تقليل شأنه عن قصد أو غير قصد .. لقد سامحت كل من تعدى فى حقى الشخصي وادعوا الله ان يسامحه واتمنى كذلك السماح والغفران لى من كل إثم ارتكبته فى حق احد وان شاء الله نلتقى فى وطن رائع يسعنا ونحتمي به من حر الغربه وولع الهجران ...

ليست هناك تعليقات: