بقلم
/ محمد امان ابراهيم انجابا
ان المعارضة السياسيه الارتريه تظل تدور فى دوامة صراعات ليست لها نهايه . فهى تتشبث
بالبقاء والإستمراريه عوضا عن
تحقيق التغيير المنشود. وبالرغم من نعومة أظارفها
وإنخفاض صوتها امام خصمها الدكتاتورى الا
انها تكشر عن انيابها وتفرز سمومها فيما بينها
مما تسببت فى قتل نفسها بيدها
، كلما تقدمت خطوة تعود خطوات الى الخلف .. فهى تعيش فى حالة صراع داخلى وإنكفاء على الذات . اذ نجد فى كل مرحلة تاخذ شكلا لتضمن اطول فترة للبقاء . ومقابل هذا التمديد شعبنا يدفع فاتورة باهظة التكاليف . فمعارضتنا ابعد ما تكون من اسقاط النظام ، فهى تفتقد للآليات والادوات وبعيدة كل البعد عن الواقعيه والمنهجيه ، فنتائج العشرون عام الماضيه تدشين مجلس وطنى كمظلة جامعه للقوة السياسيه دون اليات تحدد ملامح التغيير ، وللاسف حتى هذه المظلة الجامعة تم تحجيم دورها السياسي بسبب الصراعات الإنصرافيه ، فإنجازات المعارضة لم يتجاوز المؤتمرات متى نفارق هذه المحطة العلم عند الله . بينما الدولة فى حالة انهيار والعصابه القائمة فى ارتريا صارت اهون من بيت العنكبوت .اذ نجد المعارضة بالمقابل اضعف بكثير من النظام فليس هناك توازن بين الطرفين .
، كلما تقدمت خطوة تعود خطوات الى الخلف .. فهى تعيش فى حالة صراع داخلى وإنكفاء على الذات . اذ نجد فى كل مرحلة تاخذ شكلا لتضمن اطول فترة للبقاء . ومقابل هذا التمديد شعبنا يدفع فاتورة باهظة التكاليف . فمعارضتنا ابعد ما تكون من اسقاط النظام ، فهى تفتقد للآليات والادوات وبعيدة كل البعد عن الواقعيه والمنهجيه ، فنتائج العشرون عام الماضيه تدشين مجلس وطنى كمظلة جامعه للقوة السياسيه دون اليات تحدد ملامح التغيير ، وللاسف حتى هذه المظلة الجامعة تم تحجيم دورها السياسي بسبب الصراعات الإنصرافيه ، فإنجازات المعارضة لم يتجاوز المؤتمرات متى نفارق هذه المحطة العلم عند الله . بينما الدولة فى حالة انهيار والعصابه القائمة فى ارتريا صارت اهون من بيت العنكبوت .اذ نجد المعارضة بالمقابل اضعف بكثير من النظام فليس هناك توازن بين الطرفين .
فان
المعارضة التى تندرج تحت مظلة المجلس الوطنى والتحالف الديمقراطى لا تختلف عن بعضها البعض كثيرا فهى مستنسخه من بعضها البعض وبالرغم من ذلك لم تستطيع خلق ارضيه مشتركة ولم
تستطيع ان توحد رؤاها ، فكل تنظيم يترصد للاخر ويسعى من اجل استحواز المقاعد ويمارس الاقصاء للاخر .. فالصراعات التى شهدها المجلس الوطنى فى الاونه الاخيرة ليس لها اى مبرر سوى طغيان
الرغبات الشخصيه على رغبة التغيير مما ادى
ذلك الى تقزيم وشل لحركة واداء المجلس
الوطنى ولم يكون له اى نشاط يذكر على مدار
العامين مما أضاع الوقت فى معالجة الازمات
الناتجه عن تلك الصراعات ا التى اثقلت كاهله
..
فان
المجلس الوطنى صار عبئاً على عملية
التغيير بدلاً من دفعها فهو فى حاجه الى عملية إنقاذ حتى
يؤدى الدور المنوط به ، والى حين
انعقاد المؤتمر سيظل مجلسنا المؤقر فى غرفة
الطوارئ ..ما تمارسه القوة السياسيه الارتريه على مدار العشرون عام يعد نوعا من
التخدير والإنعاش وليس إلا . فان القوة السياسيه المؤطرة هى التى تتحمل تبعات تمديد امد الطاغيه ..
اذا
نظرنا الى الساحه وما تحمله من عناوين فنجد التاريخ يعيد نفسه ومازلنا بين ثنائيتين الجبهة والشعبيه فالقيادات التى
تنشط من اجل التغيير هى ذات الوجوه التى قادة مرحلة التحرر الوطنى فانها لا تستطيع
ان تنفك عن مرارات الماضى . مما تسببت فى
غيابنا عن قضايا الحاضر والمستقبل وايضا ساهمت فى ترهل المعارضة ككل ، وللاسف
مازال البعض يغذى تلك الخلافات ويورثها لجيل لم يكون طرفا فى الصراع عبر التعبئة
الخاطئه والشحن الزائد والممارسة النضاليه
القاصرة والغير ناضجة التى تتسم بضيق الأفق ولاتمد للمستقبل بصله ، فانه شيء محزن وينذر بالخطر .
ليت
شبابنا يستخلص الدروس والعبر من
التاريخ حتى لا نعيد تكرار الماضى .. أليس
العشرون عام العجاف تحت وطاة اسياس افورقى كفيلة بان نتعلم معنى التسامح ونتجاوز مراارت
الماضى ؟؟؟.
لقد
تابعت كغيرى من الارتريين فى الايام السابقه بعض الكتابات بالمواقع الاسفيريه التى
خلقت حالت فرز فى الساحه وصارت تحاكم
وتطلّع على النوايا بمجرد ظهور قوة سياسيه
حديثه وصارت هذه المواقع فى حالة استنفار و حروب كتابيه عبر اسماء مستعارة بلا هوادة مما جعلتنى افكر مليا فى المستقبل وما يؤل اليه من خلال واقع اليوم ،
و أطررت عبر هذا المقال لكى احاور القارئ
بشيء من الواقعيه عبر قرأة متأنيه بعيدا عن تأثير العواطف والتهويل والتضخيم والتطبيل.. فانا ليس
طرفا فى الصراع ولكنى باحث عن الحقيقه وليس الا . وفى اخر المطاف انا ارترى ..
بالعودة
الى معطيات المعارضه الارتريه التى ذكرتها
انفاً فانها تحتاج لإجراء مراجعه شاملة وقرأة متأنيه بعيدا عن الحساسيات والحسابات
الضيقه . المعارضة بوضعها الحالى لا تستطيع ان تحقق تطلعات الشعب الارتري فى
التغيير ولن تخطوا فى هذا الاتجاه ما لم تسعى لايجاد قنوات تواصل مع الداخل بشتى الطرق شئنا ام ابينا ، وان شعب الداخل بكل قواه السياسيه والعسكريه والمدنيه هو نواة
للتغيير الفعليه. و طلما توصلنا لهذه
القناعه سنتعامل مع كل العناصر بالداخل مما
يجعلنا ذلك نؤجل فتح بعض الملفات الى حين تحقيق التغيير . فان الوقت الراهن ليس مناسبا للمحاسبات والمحاكمات طالما نحن حالة
ضعف وخارج الوطن ولا نملك اداوت تحقيق العدالة فنحن بعيدين عن مسرح الجريمة ولا
نمتلك البراهين والقرائن لمحاكمة المتهمين .. ( المتهم بريء حتى تثبت ادانته ) .. القانون
مجرد من العواطف ..فلا ادعى لكى ننصب
انفسنا قضاة وحكام وهذا لا يعنى ان نتقاضى
عن تلك الجرائم .
فاذا
كان الامر كذلك فلماذا نحاول ان نحجم من
القوة الحديثة التى تسعى لكى تلملم اطرافها وتسعى لخلق قنوات تواصل مع الداخل
وربما هذه القوة اكثر قربا منا للداخل للقيام.. لاباس ان يتحقق التغيير بشكل
تدريجي عبر هذه القوة او غيرها وثم ننتقل الى مرحلة اخرى ونأسس لدولة يسودها الدستور
والعدالة ..
اتعجب
من البعض الذى يصور لنا هذه القوة بالبعبع
. هل هناك مشكلة اذا ارادت ان تعيد صياغة الجبهة
الشعبيه مرة اخرى وتريد ان تحافظ على مكتسبات التنظيم طالما تمسكت بروح العمل مع الاخر ؟؟ !!!! أليس ان
تنظيم الجبهة الشعبيه له الحق فى ممارسة العمل السياسي فى ظل التعديديه السياسيه ؟؟ هل نحن دعاة للديمقراطيه والتعدديه السياسيه ام
إقصائيون ودكتاتوريين جدد وبديلا لنظام الهقدف
؟؟ هل يضير اذا قامت هذا القوة بتحريك الشارع وتفعيل دورها فى الساحه ؟؟ فلماذا ننتظر الفرج من الداخل ونناشد العسكريين
والسياسيين من داخل الجبهة الشعبيه طالما نرفض وجود من هو محسوب على هذه التجربة فى
الخارج ؟؟ أليس هذه هى الازدواجيه
بعينها ؟؟ اذا افترضنا ان التغيير تحقق من الداخل على يد اطراف محسوبه على النظام وتمت دعوة المعارضة من اجل المشاركة فى العملية
السياسيه هل سيتغير الموقف عن الجبهة الشعبيه
؟؟ .
فى
وجهة نظرى ليس من العيب ان تتحرك القوة الحديثه وتملئ الفراغ السياسي وتحرك الركود الذى ساد الساحه السياسيه وانما العيب فيمن يريد من هذه القوة التوقف والسكون. بصريح
العبارة لم تستطيع ان تستفيد من الحراك الشعبي الذى ظهرت بوادر ه فى المهجر ولم
تستطيع ان تحتوى الحراك الشبابي الارتري ناهيك ان تحتوى قوة تتجاوزها فى المقدرات
والامكانيات ، فان الصدأ الذى احدثته تلك
القوة من خلال الجولات التى قامت بها بعض
الشخصيات أغلق وأرق مضاجع المعارضة السياسيه قبل النظام الدكتاتورى .. من المؤسف ان
بعض القوة كانت تعتقد ان التغيير لا يتحقق الا عبر بوابتها ولا احد يجرؤ لطرق هذا الباب فى الخارج
الا عبرها . والا بماذا فسرنا هذا الغلق والإنزعاج والإستنفار الغير عادى ، فهناك من جعل من نفسه وصياً على قوة التغيير الديمقراطى
ويمارس التبشير والاستاذيه ويطلق
الاحكام والتهم جزافا. المعارضة السياسيه الارتريه صارت اشبة
بالحيوان المفترس الذى يخشى من فريسته ويكشر انيابه لمن يريد ان يقترب من تلك
الفريسه فليس بمقدوره ان يفترسها ولا يترك
الاخر ليقوم بذلك الواجب نيابة عنه !!! .
وما
اشبه اليوم بالبارحة ويتكرر المشهد وتعلوا
الاصوات بينما كنا نناشد المجلس الوطنى لدعوة جميع القوة السياسيه الارتريه الى حوار جاد وصريح من اجل المشاركة فى المؤتمر القادم من اجل تجاوز الاخفاقات التى صاحبت التحضير
للمؤتمر الوطنى باواسا الا اننا نفاجأ بتكرار الخطاب القديم الممتلئ بالخوف والاتهام والتشكيك ..
اذاً
الحل يكمن فى الدعوة للطاولة المستديره بين ممثلوا القوة السياسيه الارتريه دون
استثناء وان يتسم الحوار بنوع من الشفافيه والصراحه من اجل تجاوز كل التحديات والعقبات التى تواجهنا كارتريين
وتهدد مصير الوطن ، وان ننتقل عبر هذا الحوار
الى رحاب التعدديه السياسيه وقبول الاخر .. وان تكون هذه الدعوة نابعة عن إرادة
حقيقيه للقوة الوطنيه السياسيه الارتريه بعيدا عن التأثيرات الخارجيه ...
............
لا باس ان نختلف فى وجهات النظر طالما كلنا نبحث عن الحقيقه .......
فى
المقال القادم سنتحاور حول القوة الحديثه
ومنطلقاتها ....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق