أرتريا وطن يقفُ على شفير الهاوية (2 _2).
بقلم الكاتب / محمد رمضان
لاشك أن الأخطار تُنجب التعاون وتُنبت الإلفة والتوادد فيلتئم
شمل من جمعتهم تلك الظروف رغم تباين أفكارهم
وإختلاف أصولهم ومللهم لتجاوز تلك
المخاطر، ونحن كشعبٍ إرترى صارت المخاطر تُداهمنا من كل إتجاهٍ ونوع!
مع غمط الحُريات وضبابية المُستقبل لشعبنا والوطن! كل ذلك
يستدعى النفيروإستحضارالهمة للتوافق ولفظ كل مادون ذلك من حُظوة النفس وشهوة
السلطة لإنقاذ الوطن وشعبه من وهدة التردى، لكن وبدلاً من كل ذلك صار شعارالمنطقة لدينا
مُقدم على الوطن! والقبيلة على الشعب! والشعور
بنكبة الأخر من بنى الأوطان حلت
محلها جُمود الحس والمشاعر كأننا لسنا شعباً واحداً تجمعنا أرضاً واحدة ! فأنعدمت
المُشتركات فى أفراحنا وأتراحنا ونكباتنا فصار كلُ منا يُغرد فى إنفراد!
فى هذا المقال سأتناول بصورةٍ مُختصرة رؤية للخروج من المأزق
الوطنى الذى يُغطى سماوات أرضنا وشعبنا وهى رؤية توصلنا لها عبر نقاشاتٍ مستفيضة
مع بعضاً من القيادات الناشطة فى جبهة المعارضة وتمتلك خبرة مُقدرة وهى كذلك فكرة مُستخلصة
لحواراتٍ داخلية تجرى بين الناشطين تحت الضوء.
وهى إمتدادُ لفكرة
ملتقى الحوارالوطنى الذى عُقد فى إديس أبابا عام 2010 بهدف إشراك قوى المجتمع
المدنى فى العملية النضالية ونقطة الإختلاف فيها تكمن فى أن الملتقى قامت دعائمه
على التنظيمات السياسية وهذه الرؤية(موضع التناول) مع شمولها للكيانات السياسية
لكنها تنطلق من خوض حوار قاعدى الجميع فيه مُشارك وراسم ومُخطط !
وقد تكون هذه الرؤية خطوة فى تصحيح الوضع المعوج خاصة وأن ضياع
المكتسبات الوطنية بدأت تلوح فى الأفق بصورة واضحة وصار الجميع يستشعر خطرها على
حداٍ سواء مُناصروا النظام ومُناهضوه .
إذاً فإنقاذ الوطن و فى كل الأصعدة هو هم وطنى بإمتياز فى هذه
المرحلة ومن باب أولى على المناهضين للنظام أن يتلمسو طريقاً للحيلولة دون حدوثه بتوحيد
الصف المقاوم وهو عين ما نحاول الإشارة إليه عبر هذا المقال المتواضع .
وأن ما ينتج عادةً من عدم الإستقرار فى أى دولة هو فشل النظام
فى إستيعابه للجماعات الأخرى من التكوينات ويرفض مشاركتها له فى السلطة وبالتالى
تتم عملية التهميش وتغليب حُكم الفرد مما يخلق هذا بدوره أزمة وطنية بالتراكم تؤدى
لحالة من التصدعات المؤدية حتماً للإنهيار .
وأن النظام القمعى يتسبب فى هدم القيم والأخلاق فى المجتمع
بشتى الصور فتشهد المجتمعات تبعاً لذلك إنهياراً قيمياً وأخلاقيا ودينياً ويقود
هذا الإنهيار القيمى والأخلاقى والدينى إلى الجُمود وإلى العجز عن الإبتكار
والتجديد والإبداع ومن ثم العجز فى مواجهة التحديات فتموت لديه روح التغيير فتتمكن
فيه الهزيمة ويستكين لها مستسلماً .
ونحن نشارف الوصول لتلك المرحلة ما يفرض علينا إعادة توجيه
لبوصلة العمل المُناهض للنظام إلى مساره الصحيح بصورةٍ مُستعجلة خاصة وأننا نعيش
حالة من التشذى تتمثل فى التالى :
@ عدم توحد الحس الوطنى لدى المناهضين للنظام .
@ عدم التوافق فى ثوابت وطنية تمثل من أبسط المشتركات .
@ تغليب المصالح الخاصة على المصالح العامة .
@ إنعدام روح العمل الجماعى التى تمثل جوهر التغيير.
وأن فكرة الخلاص والمخرج تتلخص فى التالى:
@ إختيار لجنة نُخبة تُمثل كل التيارات الفكرية والإجتماعية و
والفئوية .
@ أن تخوض النُخب الأرترية من مختلف المُكونات حواراً ونقاشاً مُستفيضاً
تُقف فيه على الإشكالات الوطنية واضعةً لها الحلول.
@ أن تضع الثوابت الوطنية العليا التى تُمثل منطلقات للحوار
والتداول.
@ أن تختار النُخب ألية مُثلى لتنفيذ المُقترحات والحُلول .
@ تشكيل دوائر فى مختلف أنحاء العالم تساهم بصورة فاعلة فى التغيير.
@ أن تُصاحب الحملة التوفيقية صور تجديدية فى الإستقطاب
كمراعاة التنوع الفكرى.. الشُمول. الأعمار.المستويات.
@ البحث عن مصادر تمويل ذاتية وخارجية لا ترهن القرار السياسى
مقابل دعمها .
@ عقد مؤتمر جامع فى دولة يتم إختيارها بالتوافق .
@ إعتماد ما ينبثق من مخرجات المؤتمر الجامع كخارطة طريق
للتغيير .
دور المجلس الوطنى القائم فى هذه الرؤية :
هذه الرؤية قد يراها البعض خروجاً على المجلس الوطنى وخصماً
عليه لكنه فى تقديرى فإن المجلس الوطنى هو كيان جامع يتسم بالشُمول وله رؤية
ناضجة! ويُمثل كياناً توافقيا مُعتبراً بجبهة المعارضة لكن تكمن مشكلة المجلس
الوطنى فى التالى :-
هنالك تيارات لم تدخل فى سقف المجلس الوطنى منذ ملتقى الحوار
الوطنى ما يُحتم ضرورة مشاركة كافة القوى الوطنية فى التغيير .
جُمود قطاعات مُعتبرة من المساهمة فى المجلس الوطنى لإعتبارات
عدة من ضمنها الدولة المضيفة!
كل ذلك يتطلب إعادة روح الحوار برؤيةٍ مُعمقة تستوعب كل
التناقضات التى تعج بها الساحة وتكون الكيانات جميعاً جزءاً من عملية الحوار ويمكن
أن يلعب المجلس الوطنى دوراً مهماً فيه لما يحمل فى جُعبته من رؤية ناضجة متكاملة
ولا يعنى هذا مطلقاً أن يكون فيه لكيانٍ مُعين وصاية له على أحد كياناً كان أو
فرداً..
وهى رؤية قابلة للصواب والخطأ الهدف منها تبادل الأفكار والرؤى
ليصل الجميع لنقاط ٍ من التلاقى نضمن به الخروج الامن لوطنٍ على شفير الهاوية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق