الأربعاء، 9 مارس 2011

مصر أمُ ألدنيا ....وثورة ُألتغيير 2ـــ2


قراءة للمشهد ألسياسي ألأرتري... 

بقلم :- عبدألواحد شفا                                                            

ختمنا مقالنا ألسابق عن إحتمالية تعاطف ألمؤسسة ألعسكرية في مصرمع بعض أفراد ألنظام ألسابق .لكن بإقالة حكومة شفيق وتعيين وزير النقل والمواصلات الاسبق لتصريف شئون الحكومة، نقول أن المؤسسة العسكرية تتجه إلى ألإتجاه ألصحيح ،وهذا بدوره أول مظهر من مظاهر التحول الديمقراطي والتداول السلمي للسلطة.وبهذا مصر مرشحة لان تكون بوابة التقدم والإذدهار تشيعُ فيها حرية ألرأي والتعبيروالاعتقاد وألتنظيم   .                       .                                                                   
أما عن تداعيات وإنعكاسات ثورة مصرعلى المنطقة ،مما لاشك فيه سيكون لها إيجابيات على المدى القريب والبعيد ،  كان النظام السابق ممسك بالكثير من الملفات، مثلا ملف القضية الفلسطينية التي ستجد متنفساً بعض سقوط عمر سليمان، صحيح أن ألأُسرة الدولية ستـُجمدُ الاهتمام بهذا الملف لحين ترتيب الاوراق، لكن مؤخراً سيكون لصالح القضية الفلسطينية بأذن ألله، يمكن القول أن ثورة مصر كانت نموذج  في الهدف والوسيلة،حيث ان الطريقة التي تمت بها من  جهة السلوك والحركة والمطالبة والإحتجاج كانت محل إعجاب الجميع ،وهذا ما عشم الآخرون في كل من اليمن والبحرين والاردن  بإحداث النموذج المصري ،غيرأن ألليبين إصطدموا بسفاح،لايتردد في قتل الشعب كله .وهذا ما اعلن عنه ووعد به امام الملأ ،  واصفا إياهم بالجرذان ،وهذا هو حالُ الجبناء في التاريخ  مالم يفعلوه مع ألأعداء يطبقوه علي ألأبناء وفي مثلهم يقال :-  (أسدٌ علي وفي الحروب نعامه )                                                                                                  
فالقذافي من اجل ان يحافظ على عرشه وملكه يمكن ان يحول ليبيا الى جهنم تجري من تحتها الدماء ،وهذ ليس إفتراضاً وإنما واقعٌ مشاهد اليوم ،والعالم يكتفي بالإدانة والشجب ، لكن اقول ان هذا السلوك يتفقٌ تماماً وينسجمُ مع شخصية القذافي ،فهذا الرجل غريب في شكله وعقله ومنطقه، حتي انني قرأتُُ له مقالات حول ماهية الموت ذكر ام أُنثى ؟ واخيراً  قال أن الموت اٌنثى بدليل إستسلام الرجال له ،وأن الرجل لايستسلمُ إلا للاُنثي ، بهذه الهرطقات وألخزعبلات  يعتبرُ نفسه مُفكر وأديب وروائي كبير ، على كلٍ ان ألوضع في ليبيا قاتم ، واخشى ما أخشاه ان تتجزا  هذه البلده الحبيبه الى جزئين، على الطريقة الصومالية.خاصة إذا فشلت المقاومة في إسقاط هذا ألدكتاتور ألمتوحش .                                                                                  
أما إنعكاسات ثورة مصر على ألمشهد السياسي ألارتري اقول ُ أن ألتقارب ألجغرافي بيننا وبين مصر ستكون له تأثيراته النفسية والبيئية ،كما ان ألناس يتفاعلون مع بعضهم البعض في المحيط الواحد ،كذلك تفعلُ  البيئة .
ومن حسنات ثورة مصر أنها أحدثت حراكاً غير مسبوق، حتى أنه خرجت مظاهرات في دول المهجر تندد بسياسات النظام ألحاكم، وظهرت كثير من المقالات والتحليلات كلها تدور حول إمكانية حدوث إنتفاضة سلمية في أرتريا، وألحقيقة ألتي يجب تدوينها هنا للتاريخ ،هي أن البلاد شهدت  إنتفاضة في شرقها ألحبيب،لكن نحن لم نستثمرها ونوظفها، ومن المخجل أننا أضعنا زمناً في تصنيفها ومنا من ذهب إلى  تغزيمها ؟، ومن ثم  بدأنا نبكي على اللبن المسكوب ،كان حالنا كحال من قيل فيهم:-                                                                         
وعاجزُ ألرأي مضياعٌ لفرصتهِ ****حتى إذا فات ألامر عاتب ألقدر
صحيح أن المناخ ألاقليمي والدولي لم يكن مهيئا،لكن إذا ما وجدت تلك ألانتفاضة ألوقفة الواحدة من كل ألقوى السياسية،ومنظمات المجتمع المدني،ورجال ألإعلام ،والكتاب المستقلون،كان يمكن ان يكون لها صدى  اكبر، في الحد الادنى توحيد الجبهة الداخلية  ضد هذا النظام.          
 وفي هذ السياق إستمعت الى حوار أقامه موقع عنسبا ألمتميز،حول إمكانية حدوث إنتفاضة في ارتريا ،اٌستضيف فيه ألاستاذ الكبيرعمر جابر  والاستاذ محمد رمضان  والاستاذ العنسباوي .                                                  
الاستاذ عمر ذهب الى صعوبة حدوث إنتفاضة بشكلها الرائج ،لكن يمكن ان يحدث تغيير في داخل النظام علي طريقة الإغتيالات ،والاستاذ محمد رمضان ذهب الى إمكانية الحدوث إذا ما توفرت الإرادة وتضافرت الجهود وإذداد  وعي ألمجتمع ،قراءة الاستاذ العنسباوي لم تخرج من هذا  السياق ،بيد أنه  يحذر من إنتفاضة مبرمجه من الخارج .                                       
نقول أن الثورات ألتي تشهدُها ألمنطقة،هي ثورات من أجل الكرامة وحرية ألرأي والتعبير وضد الظلم والقهر والإستبداد ،لكن هذه ألاشياء كلها أمور نسبية ،تتفاوت من بلدٍ إلى آخر ، فلا يمكن ان نقارن بين إستبداد حسني مبارك وإسياس أفورقي، فمصر بها تنمية ظاهرة وجامعات مقتدرة وسياحة جاذبة.ومعارضة في الداخل وصحف مستقلة، أما في أرتريا فهذا كله من الحلم السابع في ظل هذا ألنظام ،فنحن هنا نطالب بدولة ألإنســــــــــان لاغير.ومن ثم نبحث عن ماهية وشكل الدولة.                                                  
أن النظام الارتري مثلهُ مثل النظام الليبي ألذي دخل في حرب إستئصال للشعب،وأفورقي في منهجهِ وطرائق تفكيره يتشابهُ مع ألقذافي  في كثيرِ من ألامور، ولولا خوفنا على زمن القارئي الكريم  لعقدنا مقارنة بينهما ، إذاً المشهد السياسي الارتري مظلم ، والبلاد تشهد هجرة جماهيرية إن صح  المصطلح لأول مرة في التاريخ ،حتى في زمن ألمذابح الاثيوبية لم تكن  فكرة ترك الوطن  تشغل الجميع ،وكذلك لاول مرة تدرجُ أسماء ألارتريين  ضمن  قوائم ألمجتمعات ألأكثر نزوحاً في العالم ، والمعارضة في وضع لاتحسد عليه!                                                                           
في ظل هذا ألإحتقان نحن امام عدة سيناريوهات محتملة :-                      
ألسيناريو ألأول _إستمرار الوضع كما هو عليه ، إن لم يكن إلى ألاسوا، مصحوبا بإعتقالات وإغتيالات لمن تبقى من أفراد ألشعب ،مع تغيير المواقع لبعض قيادات أفورقي توهماً منهم انها إصلاحات و إستجابة للمناح السائد في المنطقة .                                                                        
ألسيناريو ألثاني _ حدوث إنتفاضة وهنا سيتكرر المشهد ألليبي  بصورة  أكثر دموية،حيث لا مراسلين أجانب، ولامكاتب للقنوات الفضائية العالمية،حتي  وسائل ألإتصالات العادية  كالجوال ،فيه من الإشتراطات والتعقيدات ما جعل أكثر الناس يذهدون في تناوله .وهنا نقول لقناة الجزيرة وهي ألقناة المرخص لها من قبل افورقي ، ان الحرية لاتتجزأ وأن الصدق هو الصدق  وأن الامانة هي الامانة ،فلايمكن للجزيرة أن تنصر المظلومين في بلد ،وتنصر الظالمين في بلدٍ آخر.فهذه ألازدواجية حقيقةً لم نجد لها تفسير،وبرغم  ألتهميش ألذي لحِق بقضيتنا من قناة الجزيرة ؟إلا أننا لا نجدُ أنفسنا نشاهدُ قناة غيرها.       
ألسيناريو الثالث _ هو تدخل طرف خارجي لإزاحة النظام ،وهذا  الخيار مرفوض من غالبية الشعب ،لاسيما إذا كان من جهة أثيوبيا .            
نختمُ هذا ألمقال بالدعاء للأرتريين ألذين يواجهون مصيراً مجهولاً في ليبيا،سائلين ألمولى عزوجل أن يُنزل عليهم فرجاً من عنده.           

ليست هناك تعليقات: