بقلم / رمضان محمد
على الرغم من كثرة القروبات الشبابية الإرترية والتى تصب فى مجملها لهدف واحد وسامى وهو إسقاط إسياس أفورقى وإقامة نظام ديمقراطى تعددى فى ظل دولة مدنية ذات مؤسسات إلا أن هذه الشعار اسمرا ليست كطرابلس (وهو شعار لقروبً جديد على الفيسبوك ) شعار له إسقاطاته المدوية على واقع الدكتاتوريات التى وقعت اوالتى فى طريقها للزوال وقد يتساءل البعض كيف لهذا الشعار البسيط أن يكون له دلالة وأبعاد!
فأقول لسبب واحد إن هذا الشعار تم تداوله فى أكثر من دولة بعد ثورة تونس حيث قال نظام حسن مبارك وأعوانه أن القاهرة ليست كتونس وفجأءة تتحرك مجموعة شبابية مكونة من 150 شاباً وشابة وتتظاهر بميدان التحرير وسرعان ما أستطاعت أن تستميل الشعب المصرى ليخرج كالسيل العرمرم وأسقط نظاماً يعتبر من عتاة الدكتاتورية بل من الأنظمة الراكزة قوةً وتجذراً وعمقاً فى العالم العربى ولم يكن ذلك متوقعاً على الإطلاق .
وفى ليبيا سخر القذافى ملك ملوك أفريقيا وعميد الرؤساء العرب بأن ليبيا ليست كتونس والقاهرة ووصف المتظاهرون بالجرذان وسرعان ما تحول الجرذان إلى أسوداً ضارية تدك معاقل القذافى فيتحول ملك مُلوك إفريقيا إلى فأر يبحث عن مخرج لأزمته بل والأعجب أن سحب الجرذان بساط شرعية ملك مُلوك إفريقيا فى بضعة أيام وعيناه تنظر لعرشه يتهاوى رويداً رويداً أمامه !
ومن السذاجة أن على عبدالله صالح يكرر نفس النغمة إنه لمنوال عجيب وغريب ويتكرر المشه الدرامى بكل تفاصيله فى اليمن فيقول إن إستنساخ ثورتى تونس ومصر فى اليمن غير ناجح وأن اليمن مجمتع قبل لايصلح لمثل هكذا ثورة فيرد الشعب اليمنى بنفس طريقة ثورة مصر وتونس وليبيا .
وقريباً جدا سوف تسمعون عن أنباء عاجلة بتنحى على عبد الله صالح أورحيله ليصبح تاريخاً ماضياً فى حياة الشعب اليمنى وتاريخ شعوب المنطقة الذى سيسطر عن ربيع الثورات العربية ويكتب عن مهازل من سقط تحت ضربات الشعب من المتشبثين بالسلطة..
وفى إرتريا حتما مثل هكذا إستخدام معروف بوجوده وبالذات عند النظام القائم فى أسمرا ففى الحرب الإثيوبية الإرترية تم التعامل بكل سخرية وتحقير وتصغير مع إثيوبيا لكن لطف الرب حينها بأن توقفت الحرب قبل أن يصل الجندى الأثيوبى على مشارف أبواب أسمرا .
النظام القائم هذه المرة لم يقلها لأن الثورة لم تبدأ بعد لكن إرهاصاتها قد بدأت ووصلت أسماع النظام وأعوانه ودب الخوف فى قلوبهم وهنالك تحولات فى الجيش وتبديلات فى قيادته وفرقه لأنه يتوقع وقوف قيادات بارزة فى الجيش مع الشعب .
وللتاريخ صدقاً اقول فإن الرد الحقيقى على هذا الشعار قد طبق بالحرف فى كل من لندن وجنيف حين إجتمع كل الشباب الإرترى فى مشهد وطنى صرف ضارباً بكل ماهو رجعى أرض الحائط وهو رد الثورات اليوم على طغاتها ولسنا بإذن الله أقل مقاماً من بقية الشعوب التى إنتصرت لحقوقها بإرادة شبابها وعزيمتهم
فالنعمل جميعاً على محاولة إشعال ثورة بالداخل وحينها حتماً سوف نسمع أن اسمرا ليست كطرابلس وحينها على أفورقى أن يرحل أو يختار السقوط المدوى ومن ثم محاكمته هذا ما نتمناه وسوف يتحقق وكثيرين هم من فاتتهم تلك التوقعات ولكن حدوث هكذا تحول غير مستبعد على الأقل فى هذا الظرف التاريخى الحساس فهل حشدنا كل طاقاتانا وإمكانياتنا بعيداً عن المسميات الحزبية والمناطقية التى كبلت نضالنا وجهادنا وتجرعنا بسببها ويلات التشتت والإنقسام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق