السبت، 8 أكتوبر 2011

ملاحظات حول تجربة الدمج 2-2


جبهة الانقاذ وحزب الشعب 
بقلم / رمضان محمد
إن الكتابة فى قضايا الشعوب والعمل فى كياناتها إن لم ينطلق من مفهوم تحقيق المصلحة العامة للمجتمع الذى ننتمى له فهو الخسران بعينه فى ساحة الفعل السياسى بالهزائم الميدانية تارةً  والإفلاس الجماهيرى تارةً أخرى ،
فالولاء للمبادىء الوطنية  العُليا ومصلحة الشعب وتقليبها هى الأرضية التى يجب أن ينطلق منها الجميع ويؤسس عليها برامجه وخُططه  ..
 ونحن عبر هكذا كتابات نريد أن نؤكد أن الكيانات الإرترية هى ملكُ للشعوب تُحدد لها المسار وتُوضح لها الخُطى فإن إختارت خط
الجماهير وإستجابت لمطالبها وحققت أشواقها كُتب لها النصر والخُلود ، وإن خرجت عن ذلك حكمت على نفسها بالتمروح والسكون فى نقطة واحدة وعاشت على الكفاف السياسى وهو النتاج الطبيعى لمن يخالف مسارات الشعوب ورغباتها...
وسياقتى لهذا المقدمة هو أنه وصلتنى أكثر من رسالة تُوحى بأنى دخلت الدائرة الممنوعة بتناولى تجارب الأحزاب والتنظيمات وبعد المواقع المحسوبة على الكيانات السياسية لم تنشر مقالى الأول لأنه لم يتماشى ورغباتها !!
 لكن ما يجب أن يعلموه أننى لا  أستجدى أحداً من خلال الكتابات ولا أستميل بها  .
وفى ذات الوقت لاأعادي مطلقاً أى كيان من خلال الكتابة طالما هى أرترية ممارستها لأننى أكتب بصدق وأمانة لقضية شعب ووطن وهمى هو توحيد الصف الوطنى لا تفريقه وتحقيق العدالة لجميع شعبنا لا تجديد الظلم عليه ، ولهذه الفكرة السامية سيظل قلمى حراً مع الأقلام الحرة فى ساحة الرأى نتحمل تبعات ما نكتب طالما نرتكز على نوايا صادقة وأهدافاً نبيلة وأن الوطن وقضاياه وأحزابه إن لم يكتب فيه أمثالنا فمن له الحق فى ذلك وعلى الكيانات والقيادات الإرترية يجب أن ترتقى لهذا الفهم  وتصبر على النقد وتحاول أن تصحح مسارها .....
وعودة على الوحدة الإندماجية بين المدرستين أقول إن حزب الشعب الديمقراطى الذى تكون بالوحدة بين ثلاثة كيانات أرترية هى حزب الشعب ، والحركة الشعبية ،والحزب الديمقراطى
عبر عن وحدة بين المدرستين الجبهة الشعبية وجبهة التحرير  وقد درج على وضع لمسات معبرة توحى بتلمسهم الخطى الحقيقية الموصلة للوحدة  وهنا نوضح بعضاً من إيجابيات تلك الخطوة وسلبياتها ...

إيجابيات الخطوة الوحدوية :
أن  الوحدة التى أسست حزب الشعب الديمقراطى من الثلاثة أحزابٍ لها إيجابيات وهى:-
1- تُشكل ركيزة وطنية للخروج من المأزق الإرترى فى حال فشلت تجارب الكيانات الأخرى إذا صحح الحزب فى مساراته ليستوعب الجميع .
2-  يُمكنه أن يكون  مانعاً وحامياً لأى مخطط يستهدف السيادة الوطنية إذا أستطاع أن يكسب التنوع والشمول..
3- علمية التجربة رغم قصورها فى تحقيق أهداف جوهرية  .
4-  إعتماد فكرة التوحيد كمنهج وطريقة للحوار بين المسيرتين .
5- وضعه للعلمين كشعار للحزب  (العلم الإرترى القديم والجديد) يمثل رمزاً للوحدة .
سلبيات التجربة :
1- إعتقاد بأن هنالك هضم لحقوق بعض التكوينات الإرترية وتشكيل مثل هكذا تكتل لإسترداد تلك الحقوق .
2- عدم إحترام تجارب الأخرين من الكيانات الأخرى …
3- تلمس خُطى الجبهة الشعبية فى كثير من الخطوات …
4- إفتقاد الكيان لمساحة تعامل مع معظم الكيانات الإرترية  
5- عدم مرونته فى المواقف والقرارات التى تُتخذ فى الشأن الوطنى ( ملتقى الحوار الوطنى ).
6- رفضه الخيار العسكرى كمبدأ والإستهجان به كطريق لإزالة النظام  على الرغم من ما يمارسه النظام من تطهير وإجتثاث وتدمير لمقدرات الوطن وهدم لوحدة شعبه  .
ملاحظات عامة حول الحزب :-
هنالك ملاحظات عامة على حزب الشعب يريد المواطن الإرترى البسيط  معرفة رؤية الحزب حيالها وتوضيح موقفه منها ليس عبر البرامج التى درجت  الأحزاب على كتابتها ولم تجد طريقها عند الممارسة والتطبيق لكننا نريد توضيح حقيقة موقفه وكُنه مسعاه حيالها وهى :-
@ التوصيف الحقيقى لهوية وثقافة الشعب الإرترى .
وهنا تكتنف الضبابية والغموض على هذا الحزب من الثقافة العربية وتركيزه على ثقافة التجرنية ولا نريد هنا من الحزب ضرب الأمثال بوجود شخصيات تمثل هذه الثقافة فقد كانت بالجبهة الشعبية شخصيات خشبية لم تستطع أن تمثل نفسها دعك من أن تمثل تكوينها  وثقافتها الذى تنحدر منه!! ولايعنى هذا التساؤل أننا نريد أن ننتزع إعترافاً ضمنياً  لحقوق الأخرين من  الحزب لأن الوطنية والحقوق لا تنتظر إعترافاً من أحد بقدر ما نريد أن نسجل صوت الحزب من موقف الوحدة الوطنية الحقيقية والثقافة العربية فى إرتريا لأنها  من أعمق الإشكالات التى تحتاج إلى حل وتفاهم من الجميع ودونها لا يتحقق السلام والإستقرار فى هذا البلد  ...
@ موقفه بوضوح من العمل مع الكيانات الإرترية بجبهة المعارضة.
صحيح إن حزب الشعب له مواقف معتبرة لتصبح قرارات جبهة المعارضة مستقلة  وهو موقف يحسب له كرصيد مهما كانت مبرارت التعامل وضرورات المرحلة التى يفترض أن يتعامل بها الجميع ، لكن الحزب له أراء واضحة فى تعامله مع معظم قوى المعارضة تحتاج الى تفسير من الحزب  وفوق ذلك فإن المسافة بين الحزب وقوى المعارضة متباعدة جداًمما يُوحى بوجود نظرة مسبقة حيال الكيانات المعارضة خلقت حالة التزمت فى المواقف وهو مبدأ يجب أن لايوجد أصلاً مع من يخوض عملاً سياسياً من أجل وطنٍ وشعبٍ وقضية  .
@ النظرة الإستعلائية .
إن قيادات حزب الشعب  تعتقد بأنها جديرة بأن تكون فى صفوف الريادة وهى نظرة بلاشك رجعية فيمن يتبنى خيارات الشعوب ودفعها نحو التنمية والإستقرار والسلام وأن القيادات الحكيمة ذات الأفق الوطنى هى التى تسخر إمكانياتها وقدراتها لتحقيق الرفاهية لشعبها  فهذه النقطة ملاحظة من الكثيرين ويجب أن تتغير  طالما يرفع الحزب شعارات الجماهير والوطن....
فى النهاية تظل أشواق الإرتريين مرتبطة بفجر إرترى تأتلف فيه العلاقات بين قياداتها المعارضة لأنه إذا توحدت الرؤى بين قياداتنا فستكون قادرة على أن ترسم لوحة مشرقة للغد الإرترى..
وكتابتى بتركيز على تجربتى جبهة الإنقاذ وحزب الشعب  لإعتقادى العميق بأن تشكيل التوازنات الإرترية لتحقيق النجاحات قد يمر بجبهة الإنقاذ الوطنى وحزب الشعب الديمقراطى وهذا لا يعنى تقزيم دور الأخرين فخاناتهم مقدرة ومقاماتهم محفوظة لكن هى رؤيتى الإستراتيجية للتوازن فى إرتريا ، وقد يختلف عندها البعض ولهم كامل الحق فى ذلك لكن طرح الرؤى حق مكفول للجميع ولايبنى وطنُ بطرحٍ واحد ورأى واحد فهل أدرك المعنيون مغزى المقال وهدفه أتمنى ذلك..
و مقالى القادم بإذن الله  ..
المؤتمر الوطنى ...
بين النزوات الشخصية وأطماع الدولة المضيفة ..

ليست هناك تعليقات: