الخميس، 20 يناير 2011

إتكاءة على بندقية جندى مجهول


بقلم / محمد امان ابراهيم انجابا
قد آذن بالرحيل نجمٌ أخر من أبطال جبهة التحرير الارتريه بعد أن سطر التاريخ بدمائه الذكيه ودفع جسده مهراً لإستقلال إرتريا أرض الصدق أرض أول المهاجرين.
( وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وأنا اليه راجعون ) صدق الله العظيم
لقد إنتقل الى مثواه الأخير المناضل / عبدالله أحمد محمود فى صبيحة يوم الخميس الموافق 13/01/2010م بمدينة أسمرا عن عمر ناهز 65 عاماً ، إنتقل الى رحمة ربه بعد عطاء وصمود نضالى مقدر فى الساحة الارتريه ، سطر التاريخ بسواعده الفتيه وروى أرض الصدق بدمائه الذكية الطاهرة .
 ترعرع شهيدنا فى بيت متدين محافظ  فهو إبن الشيخ أحمد محمود من مشايخ وأعلام مدينة مصوع ، تعلم وتتلمذا وحفظ القراءن على يديه الكثير من أبناء المدينة ...
بدء فقيد الوطن حياته العمليه بشرطة مدينة مصوع ، وأثناء أداء مهامه بهذا القسم إلتحق بالخلايا السريه لجبهة التحرير الإرتريه مع رفاقه الأبطال ، وكانوا ينشطون فى تعبئة وتجنيد الشباب الإرترى ودعم الثوار بكل المعلومات ورصد حركة العدو وسكناته .
  وعندما علمت السلطات الأثيوبيه بإمره تمت ملاحقته وداهموا منزله ، مما أدى الى إلتحاقه بالجناح العسكرى للجبهة التحريرالإرتريه وكان بصفوفها الى أن دخلت الأراضى السودانيه فى بداية الثمانينيات ، فقدم أروع البطولات والتضحيات بثبات وإقدام .
 أصيب المرحوم المناضل عبدالله أحمد محمود فى معارك التحرير بشظية فى حوضه وكانت إصابته بالغة حتى حرمته من الإنجاب ، ولم يكن له أطفال .
كان المرحوم طيلة حياته شارداً مع ذكرياته ومع ذكريات مواقف رفاقه الشهداء ، وكانت أُمنيته أن يسقط شهيدا فى أرض المعركة مع رفاقه الذين مضوا فى سبيل الوطن ودفعوا أرواحهم مهراً لارتريا ، ولكن كتب له القدر أمر كان مفعولا.. إذ إنتقل الى رحمة ربه وهو يحتضن ثراء الوطن بشموخ وكبرياء مبتسماً ليلحق بمن سبقوهُ.

   حكومة الظلم والطغيان تنكرت له ولم تكرمه ولم تحفظ له وفائهُ وتضحياتهُ ، ولم يذكر ضمن جرحى التحرير الذين غرسوا شجرة الإستقلال ورووها بدمائهم  ليستظل تحتها شعبنا الأبى ، ولكن السارقون أرادوا غير ذلك فحولوها الى أغصان يابسة لا تقى الحر ولاتثمر . هيهات هيهات فأصالتها ضاربة فى الأعماق وفروعها تناطح السماء فهى التى خرج من صلبها عبدالله ورفاقه وسوف يأتى من رحمها من يزيح الطغاة الذين كمموا الأفواه وعاسوا فى البلاد فساد .

وها نحن نكرمه بحياء وتواضع وهو أكبر منا مقاماً وأكثر من عطاءاً وسخاءاً ... والى الخلد ياجندياً سطر الملاحم والبطولات فى ساحات الوغى وارض النزال..
عذراً يا إبن ارتريا على هذه الكلمات المتواضعة فأنت يامن أكرمت أرضنا الطاهرة بدمائك الذكية ورويت ثراها من شريانك ونسجت مجدها بتضحايتك وثباتك...
لقد حُرمت أنت من أغلى شيء وهو الأنجاب ، ومنحتنا الإستقلال فى وطنِ نفخر به ..
 ندعوا الله أن يتغمدك برحمته وأن يغفر لك ولجميع أمواتنا وشهداءنا الابرار ....
فعهداً قطعناهُ مع أنفسنا لننال حقوقنا ونسترد كرامتنا ونكرمكم على أرض الوطن يا شهداء الإستقلال فأنتم  نجوماً فى سمائنا ونبراساً تضيئونا لنا الطريق فى دروب التضحية والفداء .

ليست هناك تعليقات: