الثلاثاء، 25 يناير 2011

المشهد الاريترى مابين ضيق الأفق والتصلب فى الحوار

 بقلم/ محمدامان ابراهيم انجابا
مدخل :
    قبل الإبحار فى المشهد السياسى الإريترى نود هنا إثبات حقنا فى حرية الرأى كبقية الإرتريين ونستهدف من ذلك الرأى العام ، ومن يشاطرنا من أبناء الوطن الحادبين على سلامته ووحدته بعد زوال الدكتاتور القمعى ، بعيداً عن الإنزلاق فى الحروب الأهلية . ولانخفى غلقنا العميق للأحداث المتسارعة فى معسكر المعارضة ومايحاك فى المطابخ الدولية. نتمنى سعة الصدر من أجل إرساء دعائم حرية الرأى فى القضايا المصيرية.. 


هناك إستفهامات وأسئلة تحتاج لقراءة ودراسة تحليلية عميقة من أجل تصحيح مسار قوى التغيير ...
ما هو الشيء الذى يجعلنا عاجزين ولانستطيع التغيير لربع قرن من الزمان؟؟ وماهى الأسباب والمبررات الموضوعية للعجز؟ وماهو سبب الأنفصالات والإنشقاقات المتكررة والمتلاحقة فى صفوف المعارضة؟.

المحطة الاولى : المؤتمر القادم  والوقوف على المستجدات فى الساحة السياسيه الارتريه:  
لقد وضّح الاستاذا على محمد سعيد  فى لقاء له سابق عن الإنتهاء من الاوراق السياسيه وما تحمل فى ثنياها من عناصر مسودة الدستور والآليات التنفيذية والتشريعية للمجلس الوطنى من الناحية النظرية وهى القوائم التى يقف عليها المؤتمر القادم . وذكر أيضاً الإنتهاء من ورقة الوحدة الوطنية وخارطة الطريق .
تبقى من مهام المفوضية المعايير التى تحدد تصعيد العضوية الى المؤتمر وسوف يفصح عنها قريباً بعد إجتماع للمفوضية فى الشهور القادمة..
نثمن هذه الجهود المقدرة ولكن هناك إشكالية من أين الشرعية للدستور الإنتقالى والمجلس الوطنى ؟.
رغم عدم وجود إجماع وطنى بين قوى المعارضة الارترية وكذلك هناك غياب تام للشعب الارترى فى الداخل والخارج . والمشكلة تكمن فى التمثيل لمنظمات المجتمع المدنى والتى هى عبارة عن واجهات تنظيمية ، فلذلك لايوجد سند قانونى ولا مرتكزات شرعية يستند عليها..
ولاسيما لو أخذنا فى الإعتبار حساسية المكان اثيوبيا ، هى ضمن الدول التى لها أطماع على ارتريا فكيف يثق الشعب الارترى لكل ماهو قادم من خلف الحدود؟؟ بالأمس القريب كانت هناك حروب بين الدولتين والدماء لم تجف بعد ، ولو إعتبرنا الأمر يتعلق بين نظامين فهى دماء ارتريه ، وبرغم إختلافنا الكبير مع النظام القمعى القائم فى ارتريا .. فيجب مراجعة الأمر..
فهى دولة مستعمرة سابقة لبلادنا لايمكن أن نتناسى ذلك فى غضون سنوات حتى لو بررنا علاقة النظام فى السابق معها  فهى اثيوبيا لو حكمها تقراى أو الأمهرا فليس هناك فرق ، نعم للتعاون ومراعاة المصالح المشتركة مع الإحترام المتبادل دون التدخل فى الشؤن الداخلية للبلدين من هذا أو ذاك.
ليس هناك حرج أن تقيم وتنطلق المعارضة من أراضيها لعدم وجود البديل ولكن أن يأتى دستور ومجلس وطنى من أراضيها هذا غير معقول ولا مقبول ويعتبر إلتفاف على إرادة الشعب من قبل عناصر متنفذة فى المعارضة وتريد أن تجعله أمرا واقعا ويأخذ المشروعية بقوة المحتل كماهو فى العراق . فهناك من يريد أن يصل الى سدة الحكم بأى ثمن دون أن يضحى ويستبسل . نعم كانت هناك إشارات واضحة فى لقاء الاستاذا / على محمد سعيد مثل: "فرصة لابد من إغتنامها؟؟ ولحظة مصيريه؟؟ وغير ذلك من العبارات التى تكررت" ويصدق القول القائل إن أثيوبيا على إستعداد للإجتياح ونحن فى تسارع مع الأحداث والزمن.

المحطة الثانية : التحالف الديمقراطى ماله وعليه وما هو الخلاف بين أطرافه؟ وماهو سبب خروج حزب الشعب وهل الخلاف جوهرى أم غير ذلك؟ وماهو الدورالأثيوبي وتأثيره وتدخله بين قوى المعارضة ؟ فإذا كان هناك إلتباس وعد وضوح يشوب بينها وبين قوى المعارضة كيف يكون الوضع فى المستقبل بعد التغيير، وماهو الثمن الذى ندفعه مقابل هذا الموقف فى دعم المعارضة من قبل النظام الأثيوبي ؟؟

التحالف الديمقراطى يعتبر المظلة الجامعة لقوى التغيير ويمكن القول هذا الكيان لم يستطيع إلى الآن فى إيجاد صيغة تفاهم بين قوى المعارضة حتى نخطو خطوة نحو التغيير والتحول الديمقراطى، فهوعبارة عن كيان يجمع بداخله متناقضات ولم يقدم آلية سياسية قادرة للتغلب على الأزمات والصعاب . نجد كل الكيانات التى هى جزء من هذه المظلة تعرضّت لإنشقاقات وإنفصالات دون إستثناء ، فهناك قصور واضح فى الفترة التى إنقضت من عمر هذا الكيان لم نرى بياناً واحداً يدعوا الى الطاولة المستديرة للكتل السياسيه المختلفة باشراف التحالف لحلحلة القضايا العالقة .. ولم نسمع برأب الصدع بين قيادات جرى بينهم خلاف ، بل نجد التحالف يؤجج كل الخلافات بين الكتل السياسيه ويعمق الفجوة بينهما بالوقوف مع طرف دون الاخر ، ولا يعمل فى ردم الهوة بين الأطراف . وإجتماعاته عبارة عن طارئة ودوريه الخ ... تسجيل وشطب وكأنه سجل تجارى للشركات التى تتعامل وفق سياسات محددة ...
فى إعتقادى الخلاف الذى يسود معسكر المعارضة هو عبارة عن صراعات قديمة متجددة بين أقطاب وقيادات لقوى المعارضة وليس لها أى صلة بمصلحة الشعب الارترى والوطن . وهناك مشكلة فى طريقة إدارة الصراع يرجع لعقلية الأمس وإنطلاقاً من الخلفيات القديمة وترسبات الماضى .
فهناك عجز وعدم مقدرة للنخبة السياسية فى طى صفحة الماضى وتجاوز تلك الحقبة ، فالكل متمسك ومتعصب للأفكار القديمة . لم يكن هناك إرتقاء بالمفاهيم والقضايا الوطنيه عبر الحوار والتواصل... حتى القيادات التى تعمل من أجل التغيير لم تستوعب مرحلة الدولة وتغيير نظام دكتاتورى ومن ثم العمل من أجل التحول الديمقراطى وتسودها عقلية الثورة والتحرير ولم تنفك منها بعد .
كيف يتم التداول السلمى للسلطة وسط هذه الأجواء السالبة والتصلب فى الرأى والإبتعاد عن السلوك الحضارى ، فبمجرد الإختلاف فى الرأى يتم الإعلان عن الفراق والإنفصال وإغلاق باب الحوار وتأتى القطيعة السياسيه.
فكيف يكون وضعنا فى ارتريا ونحن نحمل هذه التصدعات والكراهيات وننقلها الى الداخل؟
يبدوا لى نحتاج الى كثير من المراجعة قبل الشروع فى التغيير حتى لانجعل مصيرنا بين كفى عفريت ..

المحطة الاخيرة : رسالة الى الشباب  فى البدء يجب أن نقدر جهود الأباء فى دروهم الريادى فى إيجاد الإستقلال وتحرير الأرض ، ولهم كل التقدير والإحترام ولايستطيع أحد أن ينتقص من مكانتهم ونضالاتهم وتضحياتهم . ونحن الآن نسعى من أجل تحرير الإنسان الارترى.
ولكى نذهب على هذا المضمار نحتاج لإدوات جديدة وآليات مستحدثة وأساليب مبتكرة بعيدة عن التصلب ، ويجب أن نتخطى المشاحنات الشخصية والترسبات القديمة ، فنحن نريد أن نبنى أرضيه للوحدة الوطنيه ونبحث عن قواسم مشتركة بين المكونات الارترية ونحتاج الى خطاب متجدد ومتقدم يلامس الواقع عبر الحوار ، فهنا الشباب يستوفى الشروط ويأتى دوره تلقائ دون وصايا أو تدخل من قبل الأخريين.
ياشباب ارتريا الحادبين على وطنكم :
       فلنقل كلمتنا ورأينا فى المسرحيات السياسيه الهزيلة والنظريات الفكرية المتصلبة التى ترتبط بالافراد ونقول للحرس الثورى القديم كفانا إذعانا ، كفانا صمت وأنتم تسيرون بنا كما تريدون ، فأخذتم عشرون عاماً من أجل التغيير وهى فرصة كافية ولم نرى فيها أى أثر للتغيير وليس هناك أى ملامح تظهر فى الأفق يجب الآن قبل فوات الآوان أن تقفوا مع أنفسكم وتصححوا المسار وتراجعوا خط سيركم .  نتمنى تسطروا تجاربكم ويكون ختامكم مسك ، وإلا سوف تخسرون الكثير وأنتم تتشبثون بتنظيمات قضى عليها الدهر معظمها بيوتات قبلية قديمة ليس لها صلة بالواقع وليس لها أى إرتباط بمعاناتنا..
  ياشباب ارتريا الأوفياء فلننتفض من تحت الركام ونقولها مدوية ثورة شبابيه بعيدة عن الدوارن فى فلك الأفراد والتنظيمات التى عفى عليها الدهر ، نعم للتغيير والإنعتاق والحرية نعم لإزالة النظام الديكتاتورى وأعوانه الذين جثموا على صدور شعبنا الأبى .
يجب أن لا نكون وقود للأفكار الفردية والأطماع الشخصية والصراعات القديمة فالنقولها بصوت عالى وجهور لا لجبهة الإنقاذ بشقيها ، لا للتضامن وما يمثله ، لا لحزب الشعب وفريقيه ، لا للقوميات وفتنها ، لا للفدراليات وتشكيلاتها .. نعم لثورة شبابيه تستند على الوحدة الوطنيه وتنطلق من أرضية التعايش بين المكونات الارتريه. فالنتقدم بمبادرة تجبر وتقارب بين كل الأطراف والقيادات السياسية من أجل التوافق فى القضايا المصيرية ، فلنقف على مسافة واحدة من الجميع  وننبذ الفرقة والشتات ونحارب الأفكار الخاوية والهدامة ونغرس روح الحوار والتواصل من أجل إنقاذ الوطن ورفع المعاناة من كاهل شعبنا ...
إستحلفكم بالله ياشباب ارتريا أن تثوروا وتعلنوها إنتفاضة شبابيه من أجل الثكالة  والمعتقلين فى السجون واللاجئين والشهداء الذين فقدوا أرواحهم فى البحار والصحارى وبين الحدود الدولية .
فلنقف بجانب الوطن والشعب ، نعم ضدد الدكتاتور وكل فرد يريد أن يسرقنا من الحاضر ويعيدنا الى الماضي فلنتمرد ضدد هذه البيوتات القديمة المتهالكة والعاجزة عن الإتيان بالتغيير . نعم لإرساء دعائم الوحدة الوطنيه وبناء الصرح الديمقراطى والتداول السلمى للسلطة .
فلا نستطيع أن نطوى صفحة الماضى الإ بالتصالح والتسامح وإجراء الحوارات المكثفة فى نقاط الإختلاف. فيجب إيجاد قيادات شبابيه ليس لها علاقة بالماضى .
نعم ثقتنا فى شعبنا الأبى ومقدرته وتحمله وصبره فى جمع صفوفه وإستنهاض قوته أمام المحن والشدائد ، وإستداركه للواقع وإسترداده لحقوقه والنيل من أعدائه ...  الدكتاتوريات هى أعداء الشعوب...

وإلى اللقاء فى صفوف الإنتفاضة الشبابيه...

ليست هناك تعليقات: