الثلاثاء، 26 مايو 2015

واشنطن تعرقل بيع صواريخ إس 300 الروسية لإيران ا صحيفة العرب اللندنية


واشنطن تعرقل بيع صواريخ إس 300 الروسية لإيران
طهران تفقد صفقة منظومة دفاعية قادرة على التصدي للطائرات القتالية والصواريخ الباليستية بعيدة المدى.


ضغوط أميركية وراء تأخير تسليم طهران منظومة صواريخ إس 300 الروسية

موسكو - تراجعت روسيا عن تسليم منظومة إس 300 الصاروخية إلى إيران في خطوة تعكس وصول المفاوضات
حول الملف النووي الإيراني
 إلى مراحل الضغوط السياسية.
وقال يفغيني لوكيانوف، نائب سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي، إن الوقت لم يحن بعد لتسليم إيران منظومة
إس 300 الصاروخية،
رغم أن قرار التسليم قد اتخذ رسميا.
وسبق أن ألغت موسكو صفقة شبيهة مع دمشق، وعزا مراقبون مماطلة روسيا في إنهاء الصفقة مع طهران
 إلى ضغوط أميركية إسرائيلية عليها،
خاصة بعد الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى موسكو.
وخلال الزيارة الأولى له خلال عامين، أعلن كيري من موسكو أنه أجرى محادثات صريحة
مع بوتين حول سوريا وإيران وأوكرانيا،
ما جعل مراقبين يعتبرون أن كيري كان وراء تعطيل تسليم منظومة صواريخ الدفاع الجوي
 إس 300 لإيران خاصة
في ظل غضب دول الخليج على التمدد الإيراني في المنطقة.
وأراد وزير الخارجية الأميركي التأكيد للسعودية وحلفائها في التحالف العربي أن بلاده جادة في منع التغول الإيراني
في المنطقة، وأولى خطوات طمأنة حلفاء واشنطن التقليديين منع صفقة الصواريخ المتطورة.
ومع اقتراب الموعد الذي حددته إيران والقوى الغربية للتوصل إلى اتفاق نووي في 30 يونيو المقبل، قالت مصادر مطلعة
إن كيري عرض على الروس إشراكهم في الترتيبات التي ستعقب سقوط الأسد.
وأضافت المصادر أن لافروف لم يبد لنظيره الأميركي رفضا حاسما للتخلي عن الأسد، لكنهما اتفقا كذلك على ضرورة
 الحفاظ على مؤسسات النظام والإطاحة فقط برأسه.
وهذه التطورات تعكس رغبة الولايات المتحدة في الإسراع بتحقيق تقدم استثنائي في الملف السوري بالتزامن مع الاتفاق المنتظر.
وعاد كيري من موسكو باتفاق مع الكرملين على دعم المعارضة المعتدلة في سوريا وتوسيع الحوار معها على قاعدة مؤتمر جنيف،
والقبول الروسي بهذا التوجه دليل على وجود مؤشرات تغيير في موقف القيادة الروسية من الملف السوري وخاصة بقاء الأسد.
ويقول محللون إن التقدم الذي تريده واشنطن في سوريا يصب في مصلحة حلفائها في الخليج، لطمأنتهم تجاه المخاوف
التي أعرب زعماء مجلس التعاون عنها في قمة كامب ديفيد مع الرئيس باراك أوباما.
وتجسدت هذه التطمينات في ضمان الحفاظ على توازن القوى بين دول الخليج وإيران وعدم السماح لطهران بالوصول
إلى مرحلة التفوق الكبير في الإمكانيات العسكرية في مواجهة دول الخليج.
وكانت منظومة إس 300 الصاروخية من الممكن أن تخل بهذا التوازن.
وتدرك واشنطن أنه سيكون عليها في المقابل الموافقة على التعاون مع الدول الخليجية على بناء حائط صواريخ
في منطقة الخليج لصد أي هجوم محتمل قد تقدم عليه طهران.
وكانت روسيا قد انضمت إلى قرار مجلس الأمن الدولي الذي صدر في التاسع من أبريل عام 2010 والقاضي
 بفرض قيود صارمة على بيع السلاح لإيران، وبناء على ذلك امتنعت موسكو عن تسليم طهران خمس منظومات
 صواريخ إس 300 كانتا قد تعاقدتا عليها سابقا.
ووقع الرئيس الروسي بوتين في أبريل الماضي مرسوما يقضي برفع الحظر عن توريد منظومة إس 300 لإيران.
وسبق أن تعهدت روسيا بتسليم صواريخ إس 300 لسوريا، ثم تراجعت وعللت إلغاء الصفقة بعدم تسديد دمشق للثمن،
لكن مراقبين يرجحون أن إفشال الصفقة ناجم عن ضغوط إسرائيلية وأميركية.
وصواريخ إس 300 هي واحدة من أحدث منظومات الدفاع الجوي بعيدة المدى “أرض – جو”،
وهي مصممة للتصدي للطائرات القتالية، وللصواريخ الهجومية طويلة المدى، كما جرى تطويرها
 لصد هجمات بالصواريخ الباليستية، ومن مسافات بعيدة.
وفينزويلا هي الدولة الوحيدة التي سلمتها موسكو هذه المنظومة المتطورة،
وقد تكون مصر هي الدولة الثانية بعد دخول المفاوضات مع القاهرة إلى مراحلها الإجرائية.




ليست هناك تعليقات: