|
|
فيتو لحزب الله على اختيار الرئيس |
|
|
بيروت – في ذكرى مرور سنة على الشغور الرئاسي في لبنان، لم يعد سرّا
أن حزب الله الذي يعطّل انتخاب رئيس جديد للجمهورية،
يمتلك مشروعا خاصا به
للبنان ولنظام الحكم فيه.
تقول مصادر سياسية لبنانية رفيعة
المستوى إن الحزب المنشغل حاليا بالحرب التي يخوضها في سوريا،
حماية لنظام
الرئيس بشّار الأسد، يفضّل بقاء الوضع على حاله في لبنان وذلك في انتظار
اللحظة المناسبة التي يطرح فيها تصورّه
لمستقبل النظام السياسي في البلد.
وتشير
هذه المصادر إلى أن الهدف الإيراني الذي يسعى حزب الله إلى تحقيقه يستند
إلى رغبة في جعل الطائفة الشيعية مهيمنة على البلد،
أو أقلّه امتلاك حق
الفيتو على القرارات فيه.
ويعمل حزب الله على تحقيق ما
يصبو إليه عبر طرح فكرة “المؤتمر التأسيسي” الذي يعيد تشكيل النظام السياسي
اللبناني على أساس
المثالثة بين الشيعة والسنّة والمسيحيين. والمثالثة هي
بديل من المناصفة بين المسيحيين والمسلمين
والتي أقرّها اتفاق الطائف في
العام 1989 من القرن الماضي.
ويعتبر حزب الله أن صيغة
الطائف لم تعد تتلاءم مع موازين القوى الجديدة على الأرض اللبنانية.
ومكّنت
هذه الموازين الحزب من السيطرة على مقدرات الدولة اللبنانية بفضل
الميليشيا المذهبية التي يديرها من جهة
ووضع يده على الطائفة الشيعية من
جهة أخرى.
ومعروف
أنّ حزب الله هو الطرف الوحيد في لبنان الذي يمتلك دولة داخل الدولة، أي
مناطق خاضعة لسيطرته كلّيا، كما يمتلك كميات كبيرة من الأسلحة، بما في ذلك
نحو ثمانين ألف صاروخ.
وتعتقد هذه المصادر أن حزب الله
يريد تفادي تجربته مع الرئيس السابق ميشال سليمان الذي غادر قصر بعبدا
ليلة
الرابع والعشرين ـ الخامس والعشرين من مايو 2014، لدى انتهاء ولايته
الرئاسية. فالحزب كان يظن أن سليمان،
الذي انتُخب نتيجة تسوية تم التوصل
إليها في الدوحة، سيكون أداة طيعة في يده. لكنّه اكتشف متأخّرا أن الرئيس
اللبناني تحوّل
في السنوات
الثلاث الأخيرة من عهده إلى سياسي من الطراز
الأول يدعو بين ما يدعو إليه إلى تحييد لبنان وإبعاده عن الصراعات
الإقليمية،
خصوصا الأزمة الدائرة في سوريا. فما الذي يريده “حزب الله” على
الصعيد العملي؟
وترى المصادر السياسية في إجابة عن سؤال
ما الذي يريده حزب الله على الصعيد العملي؟
بقولها إن أوّل ما يريده الحزب
هو التخلص من المناصفة، ثم انتخاب نائب لرئيس الجمهورية اللبنانية،
يكون
شيعيا، يمتلك صلاحيات تنفيذية واضحة.
وتعتبر هذه المصادر
أن الحزب، الذي يعبّر عن السياسة الإيرانية تجاه لبنان وقضايا المنطقة،
إنّما يريد امتلاك الثلث المعطل
من خلال نائب لرئيس الجمهورية يمتلك حق
الفيتو على كل قرار كبير أو صغير. وهذا يعني في الواقع أن يكون لبنان مجرّد
جرم يدور
في الفلك الإيراني لا أكثر.
وقال سياسي لبناني
كبير “إن حزب الله صعّد في الأيام القليلة الماضية مواقفه السياسية، على
الرغم من الصعوبات التي يواجهها
في سوريا. وأراد بذلك التأكيد أن لا تراجع
في موقفه من الرئاسة اللبنانية وأنّه لا يزال يمتلك كلّ أوراقه،
بما في ذلك
القدرة العسكرية على خوض حربين في الوقت ذاته، أي حرب في سوريا وحرب أخرى
داخل لبنان”.
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق