تقرير شامل لفعاليات مهرجان إرتريا – كاسل 2015
شهدت
مدينة كاسل الألمانية في السابع من اغسطس العام 2015 افتتاح فعاليات
المهرجان التاريخي الذي تقيمه جبهة الإنقاذ الوطني الإرترية سنويًّا في هذه
المدينة الألمانية. وقد بدأت الوفود القاصدة للمهرجان تتقاطر إلى مدينة
كاسل منذ يوم الخميس الموافق 6 أغسطس ، وفي
صبيحة يوم الجمعة اتجهت إلى مكان إقامة المهرجان، وبدأ تبادل العناق بين
الأشقاء والأصدقاء المناضلين من أجل الحرية والانعتاق من النظام
الديكتاتوري القائم في إرتريا. وحسب البرامج الموضوعة من قبل اللجنة
التحضيرية لمهرجان إرتريا الثلاثين،
عقد أعضاء جبهة الإنقاذ الوطني الإرترية سمنا رًا تنظيميا، شارك فيه أعضاء
التنظيم وكوادره وعدد من قياداته وعلى رأسهم الدكتور هبتي تسفاماريام رئيس
الهيئة التنفيذية والأستاذ محمد سعيد إدريس (مَفلس) رئيس المجلس المركزي
ونائبه الدكتور بيترو أومد وسكرتير المجلس المركزي الأستاذ عبده محمد
طاهر. هذا وتناول السمينار الأوضاع التي تمر بها إرتريا وحالة المعارضة
الوطنية ودور تنظيمنا في تفعيل العمل الوطني المعارض وصولاً إلى إنقاذ
الشعب والوطن من براثن الديكتاتورية وإقامة نظام يتمتع في ظله شعبنا، بكافة
مكوناته، بالحرية والعدالة والديمقراطية. وقد أشاد الأعضاء بالتقدم الذي
أحرزه التنظيم خلال العام الماضي، وخاصة النشاط المكثف والفعال الذي قام به
داخل أرض الوطن، والذي كان أبرز ذلك النشاط العملية النوعية التي قام بها
عناصره ضد مؤسسة من مؤسسات النظام الحاكم في حي قحوتا، في العاصمة أسمرا.
وتم في هذا اللقاء توزيع فانلات تحمل شعار "إنقاذ الشعب والوطن فوق كل شيء"
الذي أعده فرع جبهة الإنقاذ في الولايات المتحدة الأمريكية.
وبعد
الانتهاء من الاجتماع الخاص بالأعضاء، عُقدت ندوةٌ خاصة بالشباب، قدم فيها
شباب جبهة الإنقاذ في فرع سويسرا ورقة سياسية تناولت أوضاع الشباب الإرتري
وما يعانيه في الوطن ومناطق الشتات من مآس أجبرت عددًا كبيرًا منه إلى
الفرار بجلده من جحيم النظام بحثًا عن ملاذ آمن. كما تناولت الورقة الدور
الذي ينبغي على الشباب أن يلعبه،باعتباره قوة فاعلة في المجتمع، في تصعيد
النضال الجاري من أجل التغيير الديمقراطي في إرتريا. كما جرت مداخلات بناءة
من ممثلي بعض الجمعيات الشبابية الإرترية في أوروبا. هذا وكانت الندوة قد
افتتحت بكلمة من الدكتور هبتي تسفاماريام الذي أكد فيها على أن الشعب
الإرتري يُعوِّل كثيرًا على الشباب في إحداث التغيير المنشود في إرتريا،
مطالبًا الشباب بتوحيد جهودهم والاستفادة من الظروف المتاحة لهم في أوروبا
لرفع مستواهم التعليمي والحياتي.
وعقب ذلك الندوة تناول الحضور العشاء، ثم بدأت أمسية ثقافية وفنية أحيتها نخبة من الفنانين الإرتريين.
وفي
ظهر اليوم الثاني لمهرجان كاسل، السبت 8 أغسطس، تواصلت الفعاليات بنفس
الزخم وبمشاركة كبيرة وفاعلة حيث كانت كلمة جبهة الإنقاذ الوطني الإرترية
وكلمات تنظيمات المعارضة المشاركة في المهرجان وهي:
-1جبهة التحرير الارترية
-2حزب الشعب الديمقراطي الإرتري
-3الحزب الاسلامي للعدالة والتنمية
-4الحركة الفيدرالية الديمقراطية الإرترية
-5حزب النهضة الإرتري
-6الجبهة الديمقراطية للوحدة الإرترية (ساقم)
-7حزب المؤتمر الإرتري
-8منظمة إرتريون من أجل الحقوق الديمقراطية (سدري)
-9الوحدة الإرترية للتغير الديمقراطي
-10إتحاد المرأة المستقل للديمقراطية
-11إتحاد النساء الإرتري في المانيا
-12حركة الوحدة الإرترية لإنقاذ الوطن
-13حركة الشباب الإرتري للتغيير سويسرا
كما
تحدث بعض الاكاديمين الارتريين منهم البروفيسور/ فسهاظيين مدهني،وكعادته
كانت آراؤه بناءة ومفيدة، والسيد/ قرماي كيداني (ودّي فليبو)، والسيدة/
بلاينيش أببي أدحنوم من النرويج ، والسيد تسفاي تمنوو، والسيدة/ لملم
ظهايي. ومن ثم كانت كلمة السيدة / بخيتة عمر أرملة المناضل الشهيد سعيد علي
حجاي المعروف (بود علي)، حيث شرفت المهرجان مع أبنائها. وقد تحدثت السيدة/
بخيتة بتركيز حول شعار(إنقاذ الشعب والوطن فوق كل شيء) والمسؤولية الملقاة
على عاتق قوى المعارضة الإرترية لتطبيق هذا الشعار في الواقع العملي. وقد
نالت كلمتها استحسان الحضور وقوبلت بعاصفة من التصفيق.
بعد
ذلك كانت مائدة الحوار الديمقراطي التي تناولت بعمق كيفية العمل المشترك
لترجمة شعار (معًاً من اجل انقاذ الشعب والوطن) على أرض الواقع. وقد تحدث
المشاركون من قيادات العمل السياسي والمدني حول رؤيتهم لكيفية تعزيز العمل
المشترك وتسخير الجهود المشتركة لإنقاذ إرتريا وشعبها من الوضع المأساوي
الذي تمر به حاليًا.واقع ملموس. والجدير بالإشارة أن المشاركين في الحوار
كانوا من التنظيمات المنضوية تحت مظلة المجلس الوطني الإرتري للتغيير
الديمقراطي، ومن خارج المجلس الوطني الإرتري، بالإضافة إلى ممثلين للمرأة
والشباب. وبعد انتهاء الحوار، أصرت النساء الإرتريات اللواتي عقدن اجتماعًا
على هامش المهرجان، على مخاطبة القيادات السياسية للمعارضة الوطنية،
لمناشدتهم على توحيد جهودهم، وتقديم
بعدها
تناول الجميع العشاء ليختتم المهرجان بحفل ساهر بمشاركة فنانيين كبار على
رأسهم الفنان عثمان عبد الرحيم والفنان إيوب هيلي والفنان حسين محمدعلي الى
جانب بعض الفنانين الشباب منهم فرقة "إمبي نملكي" (لا للديكتاتورية)،
التي قدمت من سويسرا.
وقد
ألقيت خلال الحفل الفني قصائد تعبر عن نضالات شعبنا وإصراره على نيل حقوقه
المشروعة في وطنه الذي ضحت أجيال متعاقبة في سبيل أن ينعم المواطن بالحرية
والكرامة في ظل نظام ديمقراطي عادل.
تميز
مهرجان كاسل الثلاثين بحضور مكثف لفئة الشباب والمرأة الإرترية، حيث كانت
فرصة كبيرة لتبادل الآراء والأفكار بين جميع الفئات العمرية والانتماءات
السياسية المختلفة. بجانب مشاركة عدد كبير من المثقفين والأكاديميين
الإرتريين الذين ساهموا بمداخلاتهم في الندوات التي عقدت خلال يومي
المهرجان في إثراء القضايا المطروحة في برنامج المهرجان. كما أجرت قيادة
جبهة الإنقاذ الوطني الإرترية، على هامش فعاليات المهرجان، لقاءات ثنائية
هامة مع مختلف القوى السياسية والمدنية الإرترية والشخصيات الهامة، لتبادل
الأفكار حول الظروف المعقدة التي تمر بها إرتريا والبحث معًا عن مخرج منها،
وكذلك بحث كيفية توحيد جهود المعارضة الوطنية، وصولاً إلى تعزيز العمل
الوطني المعارض ضد الديكتاتورية القائمة في إرتريا.
"إنقاذ الشعب والوطن فوق كل شئ" !!
مع تحيات/ اللجنة الإعلامية لمهرجان كاسل 2015
الآن وبتوقيت الحزن الأبدي.
في
هذا الجُزء الاخير سأتناول الوضع السياسي في اثيوبيا في ظل رئيس الوزراء
الحالي، ومدى نفوذه على مراكز القرار، خاصة المرتبط منها بالمعارضة
الإرترية ، ماهي الخطوات المتوقعة في حال استمرار الصراع بين الاجهزة
الامنية حول ملف المعارضة الإرترية والنظام في إرتريا بشكل عام ؟؟؟
أ --
عندما
قدم الوفد الجزائري بقيادة المرحوم أحمد بن بلا وثورة الجزائر في بواكير
نضالها الى مصر، قابلهم الرئيس المرحوم جمال عبد الناصر ذلك الضابط الصعيدي
الذي ملأ قامة الدنيا صيتاً وأبهر جماهير العرب ، طلبوا ان يدعمهم بالسلاح
، وعبد الناصر الذي صُهرت في وجدانه ، نخوة الريفي وأصالته وكرمه وتكوينه
الثقافي والفكري ، قدم لهم الدعم ببذخ واجزل لهم العطاء ، ولكن بن بلا رفض
ان يأخذ أكثر من حاجته وقال لعبد الناصر: نحن لا نريد أن نفسد الجندي
الجزائري ونحرص على تربيته لينتزع البندقية من خصمه ، كما أننا نريده ان
يدرك إذا فقد بندقيته لأي سبب فليس لديه ما يدافع به عن نفسه ، أذكر ذلك
لأقول: هؤلاء هم القادة الذين خرجوا من صفوف الجماهير ليقودوها بشرف لتحقيق
الأهداف الوطنية ، مثلما فعل قائدنا الرمز الوطني حامد ادريس عواتي ، ومثل
هذه القيادات لا تخشى ظمئاً ولا تخاف من جوع لان الجماهير تخرج اليها في
كل منعطف بالزاد والماء وتمدها بذخيرة الرجال . وقد كان لنا مثل هذه
القيادات وما يزال لنا مثل هذه الجماهير ولكن غشاوة نهم السلطة وبريق
الدراهم ، وقبل ذلك ترنح قيم الرجولة وضعف الوفاء للشعب واستسهال المكاسب
المادية قد وضعنا إزاء مشاهد مزرية لممارسة السياسة بابشع الوسائل من
تنظيمات فاقدة لمعنى الوجود ومبرره ، لأنها تنظيمات تخلقت في أنابيب
مختبرية حقنت بكل مركبات (انتقاص الاخر واستلابه) وخلت من مادة الشرعية
الشعبية والضرورة التاريخية لوجودها ولأن مبرر وجودها الرئيسي هو جذب الاخر
الى مربعها واستمالته للإنصياع لخياراتها التعسفية لأن أساس وجودها قائم
على خلق تقويس جانبي في مسار الاغلبية ومحاولة حرف طريقها نحو غايات واهداف
نخبوية وطائفية وجهوية ... الخ . أما تمنطقها بعناوين الديمقراطية وما يمت
اليها من مصطلحات ما هي سوى دعاية تسويقية تفتضح عند أول ممارسة في ميدان
العمل أو التواصل مع الاخر .
في
هذا الجزاء من المقال سأستعرض الوسائل الإثيوبية في الوصول الى اهدافها
الاستراتيجية من خلال زرع تنظيمات ذات توجهات مناطقية بحتة وولائها مرتبط
بأثيوبيا ولا تعترف بحدود الدولة الإرترية ومن خلال دعم هذه التنظيمات تعمل
على تحقيق مأربها .
العلاقة
بين الدول لا تبنى على العاطفة من حب وكراهية، بل على المصالح المشتركة
والمنافع المتبادلة، لذلك لا يوجد في قاموس العلاقات بين الدول ما يعرف
بالتعاطف او الانحياز لجانب او طرف الا بما تمليه ذلك من مصلحة، لذا نجد ان
العلاقات بين الدول يعتريها الشد والجذب العلو والانخفاض، لتباين وجهات
النظر في امر ما، وفقاً للمصالح المختلفة والمتضاربة للأطراف، اذا كان هذا
هو ما يحكم العلاقة بين الدول وبعضها،










