الثلاثاء، 25 أغسطس 2015

اهداف الدعم الاثيوبي للمعارضة الإرترية (2ــــ 3)- موقع قاش بركة



اهداف الدعم الاثيوبي للمعارضة الإرترية (2ــــ 3)
Goals2في هذا الجزاء من المقال سأستعرض الوسائل الإثيوبية في الوصول الى اهدافها الاستراتيجية من خلال زرع تنظيمات ذات توجهات مناطقية بحتة وولائها مرتبط بأثيوبيا ولا تعترف بحدود الدولة الإرترية ومن خلال دعم هذه التنظيمات تعمل على تحقيق مأربها .
على الجانب الاخر اذا لم تجد اثيوبيا طرفا يستطيع الحوار معها، ومن ثم يحقق لها ما تريد فيما تم طرحه، فمن المؤكد انها لن تنتظر جالسة مسترخية للقدر ليقرر لها شروطها او مطامعها ، وان يأتي لها بحلول لقضايا تراها من صميم امنها القومي، بل من المؤكد  انها تعمل وعلى اكثر من محور في ايجاد طرق اخرى بديلة لتحقيق مأربها، واحدى هذه الطرق الماثلة للعيان هي انشائها ودعمها للتنظيمات الأثنية والعشائرية، ودعمها بكل ما يلزم تفوقها العسكري على الاطراف الاخرى، كما تعمل  ايضا من خلال ذلك على تفكيك المجتمع ونزع الوعي الوطني واستبداله بزرع التعصب القبلي والعشائري، لتتمكن من ورائه اخضاع الجميع لشروطها، كما تعمل عن طريق هذه الاطراف على تصدير نموذجها في الحكم الى المعارضة ، بما يساعدها هذا على بناء  تحالفات مع هذه التنظيمات، تستطيع من خلالها تشتيت قوى المعارضة الوطنية كخطوة اولى، وفي نفس الوقت دعم وتقوية هذه الكيانات التي تدور في فلكها، ، وما تكاثر التنظيمات العشائرية كالفطريات ومن وراء ذلك مطالبها الابتزازية، الا إحدى هذه الطرق، وقد يغريها الاستقرار النسبي للوضع في الصومال الذي بدوره ادى الى انحسار نفوذ حركة الشباب ، وتضائل المخاطر التي كانت تمثلها على امنها القومي، بالفرصة المواتية  لها، خاصة مع الطفرة الاقتصادية التي تعيشها في ظل تراجع نظيراتها بالمنطقة، واصبح امر البحث عن ميناء قريب من اراضيها مع قلة التكلفة اكثر الحاحاً من أي وقت مضى، نسبة لإرتفاع التكلفة في ميناء جيبوتي والذي تديره هيئة مواني دبي العالمية و تنظر اليه اثيوبيا كحل مؤقت لمشكلة الميناء .
وقد كان الزعيم الاثيوبي الراحل زيناوي يتمتع بحنكة في ادارة ملفاته المعقدة، بشخصيته البرغماتية، وقد استطاع ان يتجاوز محاولة الخروج عليه، والتي حدثت  بعد نهاية الحرب الارترية الاثيوبية في بداية الالفية الثالثة، وكانت خلفها قيادات كبيرة ومتنفذة على راسهم ابرها سيَى القائد العسكري الابرز في الوياني سابقاً، اضافة الى قبرى اسرات حاكم اقليم تجري المتنفذ والم عور وحسن شفا وابوي طهاي كلهم من قيادات الصف الاول ومن خلفهم الكثيرين الذي رافضو ايقاف الحرب مع ارتريا، بعد ان كانت لأثيوبيا اليد الطولي في المعارك الاخيرة آنذاك، ولكن شخصية ملس القوية وحنكته افشلت مخطط هذه القيادات، ومن ثم  تم اعتقالهم وطردهم من الحزب، واستثني من ذلك الذين ابدوا ندمهم واعتذارهم  عن ما قاموا به، وله الفضل الكبير فيما وصلت اليه اثيوبيا الان من ازدهار اقتصادي ومركز اقليمي مؤثر.
 ولكن بموته المفاجئ  تغيير الكثير، في مراكز القوى والنفوذ بأثيوبيا، ومعها حدث تحول في طرق التفكير وفي طريقة تعاطي وادارة ملف المعارضة الإرتيرية ، نسبة لافتقاد الحزب الحاكم لشخصية قوية تتمتع بكاريزما قيادية تحتوي التناقضات الموجودة، لان البدائل المتوفرة تفتقد للكثير من صفات القيادة فالدكتور/ تيدروس ادحنوم  الذي اتو به على عجل وزيراً للخارجية، لم يكن محل وفاق بين مراكز القوي المتصارعة، نسبة لان البعض يرجع اصله الى ارتريا، ووسط هذا التصارع السائد اصبح امر ادارة ملف المعارضة بيد اكثر من طراف، بعد ان كان في السابق بيد محور صنعاء، وبمتابعة من القيادة السياسية ممثلة في رئيس الوزراء نفسه، اما الان فاصبح الملف تتجاذبه المخابرات الاثيوبية مع محور صنعاء، ودخلت كطرف اصيل في ادارة الملف، وقد وضح جلياً في تبنيها لمؤتمر مجموعة (ودي اصبها) التي انقبلت على مخرجات مؤتمر دبر زيتي، وذلك بعد ان رفض الجنرال مسفن  قيام المؤتمر بالطريقة التي ارادها (ودي اصبها)، وبعد فترة من ذلك الرفض تمت اقامته في كنف المخابرات الاثيوبية، لتتصدر بعد ذلك بقوة ملف المعارضة متمثلة في سياسة جديدة تعبر فيها بوضوح عن انحيازها وتدخلاتها في صراعات التنظيمات الارترية، وذلك بالوقوف مع طرف ضد طرف اخر، بل ورعايتها لبعض التنظيمات وقفا لسياسة جديدة وادوار قادمة لها، وقد كان الموقف الاثيوبي اجمالاً يقف على الحياد النسبي في السابق ، ولكن مع العهد الجديد والتدخلات المريبة من جانب المخابرات الاثيوبية ظهر الى العلن تبنيها ودعمها لتنظيمات ذات توجهات معينة تقودها شخصيات مشبوهة، وقد تم تدشين ذلك اخيرا بخطاب السيد حاكم اقليم تجراي في مؤتمر تنظيم الوحدة الإرتيرية للتعيير الديمقراطي والذي انعقد في منتصف فبراير من العام الحالي 2015م وما ورد فيه من كلمات مستفزة وخارجة عن النص، والتي يُمثِل من ضمن قياداتها اسم مشبوه له تاريخ حافل بالدسائس والمؤامرات مع المخابرات الاثيوبية، وكان ضحية اعماله القذرة بعض من الشباب الارتري في معسكرات اللجوء بأثيوبيا.
وغير بعيد من ذلك وبعده بقليل (  مؤتمر تنظيم حركة الوحدة الإرترية للتغيير الديمقراطي) عقد اجتماع خاص لمجموعة من التنظيمات يغلب عليها الطابع الطائفي واغلبها ينتمي لمنطقة جغرافيا بعينها، لبعض تقف خلفها نفس الجهات التي ظهرت الى الساحة وتريد ان تستحوذ على ملف المعارضة من محور صنعاء، وذلك بإنشاء مكون جديد بديل للتحالف او موازيا له، يكون طوع بنانهم، وقد تسرب خبر ذلك التجمع الى المواقع مما استدعى انسحاب البعض خوفا من الفضيحة وليس كرهاً في الحلف الجديد .
محمود طاهر    /  زيوريخ
23/08/2015م
mahmoudtaheir@yahoo.com

ليست هناك تعليقات: