السبت، 29 أغسطس 2015

اهداف الدعم الاثيوبي للمعارضة الإرترية (3-3)- نقلا عن موقع قاش بركة



اهداف الدعم الاثيوبي للمعارضة الإرترية  (3-3)
Goals3في هذا الجُزء الاخير سأتناول الوضع السياسي في اثيوبيا في ظل رئيس الوزراء الحالي، ومدى نفوذه على مراكز القرار، خاصة المرتبط منها بالمعارضة الإرترية ، ماهي الخطوات المتوقعة في حال استمرار الصراع بين الاجهزة الامنية حول ملف المعارضة الإرترية والنظام في إرتريا بشكل عام ؟؟؟
من المعروف ان مكانة ونفوذ رئيس الوزراء الحالي، والذي جاء في وقت عصيب خلفاً للراحل ملس زيناوي ابو الدولة الإثيوبية الحديثة
والذي وضع بلاده على الطريق الصحيح، ان نفوذه في الملف الإرتري قد تكون شبه معدومة، اولاً لان مراكز القوى المتمثلة في الجيش والامن ومعظم المؤسسات السيادية ظلت كماهي، ثانياً ان السيد ديسالن يفتقد لكاريزما ملس مع نقاط ضعف عديدة، ابرزها افتقاره لسند قبلي وتنظيمي في عالم لا يؤمن الا بهما، مما يجعله في موقف لا يحسد عليه امام مراكز القوى هذه، لذلك ليس له أي دور في ملف المعارضة الإرترية ولأسباب ثانوية اخرى منها عدم المامه بتفاصيل وجغرافيا المعارضة الإرترية، لكنه في جانب اخر يظهر اكثر تطرفا وعدائية، تجاه الديكتاتور في اسمرا، فلا تمر بضعة شهور دون ان يتهم الديكتاتور إسياس بزعزعة استقرار بلاده، وهذه الاتهامات قد يستغلها بعض المتطرفين من قيادات الجبهة الشعبية لتحرير تقراي، في دخول حرب جديدة خاصة في ظل الاضطراب الكبير والذي تعاني منه المنطقة، والذي ينبئ  بتلاشي الدول، وما سيسفر عنه من خرائط جديدة، اخشى ان يكون هذا مبرراً قويا ودافعاَ لها في تحقيق ذلك، حتى لو تطلب منها الامر تدخلا عسكرياً، ولن تجد في ذلك كثير حرج، و لن نسمع حتى خطاب ادانة، لذلك الاجتياح من دول كثيرة، لأننا نعيش في زمن الحروب الاستباقية، و تدخلات الدول في دول اخرى ذات سيادة اصبح له اكثر من مبرر وتحت اكثر من لافتة، مع العلم ان اثيوبيا هي الدولة الوحيدة التي خرجت من صراعات المنطقة قوية، عكس إرتريا والصومال والسودان التي انهكتها الصراعات الداخلية، وهذا عزز من وضعها كقوة اقليمية تنظر اليها الدول الكبرى كعامل استقرار في منطقة القرن الافريقي وحامي لنفوذها.
في مثل هذه الاوضاع ماذا لو تطور الأمر في هذا الاتجاه؟ هل سيصبح مصيرنا بيد غيرنا ؟في ظل حاكم مستبد غير مكترث بما الت اليه الاوضاع تحت حكمه الفاشي، ومعارضة عاجزة مشتتة، يصنع بديلها الاستراتيجي امام عينيها، ولا تستطيع اقناع هذه التنظيمات بخطورة ما تقوم به من تصرفات على مكوناتها الاجتماعية قبل غيرها، او حتى مجرد الاعتراض على ذلك، وبدلاَ من هذا وذاك يوجد من يقيم معها تحالفات لرئاسات وهمية .
لذلك على القوى الوطنية ان تدرك ان ما يجري في الساحة من جانب اثيوبيا وبعض ازلامها، هو نسخة اثيوبية لسياسة ايران في العراق وسوريا ولبنان واليمن، من خلال إنشاء ودعم مليشيات واحزاب يكون ولائها وارتباطها بأثيوبيا اكثر منه بإرتريا، وان ما نراها الان من استبداد وحكم الفرد في إرتريا سيصبح مقارنة مع ما تخبئه الاقدار في ظل سياسة التمكين لهذه المليشيات بالواقع المرعب ، وسيتمنى معه الشعب عودة ايام الديكتاتور رغم جرائمه، كحال العراق الذي يترحم فيه الشعب على ايام صدام، لان الموت على ايامه على الأقل كان للمعارضين لحكمه، اما الان فالموت اصبح يطال الكل وفي كل مكان وزمان، داخل المنازل ودور العبادة والاسواق ، فهذا لا يعني عدم مقاومة الديكتاتور واسقاطه، بقدر ما يعني تجنيب الشعب مصير هالك ، من خلال تبني استراتيجية وطنية واضحة في طريقة ادارة المعارضة والعمل على ترسيخ قواعد بناء الدولة على اسس المواطنة الصحيحة، وترك اللطم الغير مجدي تحت دعاوي المظلومية لان الكل في الظلم اخوة ، وإخراجنا من دوامة صراع الجبهة والشعبية، وصراع الاسلاميين والعلمانيين، فالصراع بين هذه الاطراف كان وما زال في كيفية ادارة الوطن، وهذا يمكن حله بالحوار الجاد المتعالي على الأحقاد والضغائن وليس بالإقصاء وتحميل طرف دون اَخر مسؤولية ما اَلت اليه الاوضاع، اما ما نراه من الطرف الاخر المرتبط بالمشروع الأثيوبي فهو  صراع على الوطن نفسه، والذي يستهدف ارضه وشعبه ومقدرته ،  فهذا حله مطروح لفطنة القراء، اضافة  لذلك لابد من البحث الجاد عن حلفاء جدد من الدول في المحيط القريب او البعيد، من خلال شرح قضية الشعب العادلة في العيش بكرامة، كما يجب التنبيه لخطورة ابعاد السياسة الاثيوبية على الاقليم، في منطقة حساسة تعتبر ممر حيوياً للطاقة الى العالم .
محمود طاهر/  زيوريخ 28/08/2015م

ليست هناك تعليقات: