الجمعة تواجه حكم القضاء.. إيمان العبيدي من نجمة في بداية الثورة الليبية إلى سجينة بأمريكا
راي اليوم- CNN-في مساء أحد أيام فبراير/ شباط
العام الماضي، واجهت سيدة ليبية اثنين من الزبائن في وسط مدينة بولدر،
بولاية كولورادو، حيث سكبت البيرة الخاصة بها على أحدهم، ثم رشقت الآخر
بالكأس، مخلفة جرحا نازفا يحتاج إلى الخياطة.
شرطة بولدر اعتقلت المرأة الليبية بتهمة الاعتداء من الدرجة
الثانية، وهي ليست المرة الأولى التي تدخل فيها بعراك في الولايات المتحدة
فقد كانت اعتقلت 3 مرات سابقا بسبب السلوك المضطرب، ومقاومة الاعتقال،
والاعتداء.
هذه السيدة كانت لها قصة مع السلطات في بلادها أيضا، ولكن
بالعودة إلى ذلك الوقت، في ليبيا معمر القذافي، كان هي الضحية وليست
المعتدية.
إنها إيمان العبيدي التي فجرت قضيتها في طرابلس خلال مؤتمر
صحفي بفندق ريكسون، بالعاصمة الليبية طرابلس، صباح يوم السادس والعشرين من
شهر مارس/ آذار عام 2011، بعد ستة أسابيع من انطلاق الثورة الليبية ضد
الزعيم معمر القذافي من مدينة بنغازي، وقامت بالكشف عن الندوب والجروح في
جسدها أمام الصحفيين الأجانب المقيمين في الفندق وطلبت المساعدة.
وقالت في حينها “أنظروا ما فعله بي رجال القذافي، وبدأت
بالبكاء، لتنتشر صورتها حول العالم بأسره، حيث كانت مثلت صورة المرأة
الشجاعة التي كسرت القيود الاجتماعية لتتحدث علنا عن الجرائم الجنسية
المرعبة، متحدية سلطة الدكتاتور الذي حكم البلاد بالحديد والنار، وبدت في
وقت ما وكأنها تعكس وجه الثورة.
بعد أربع سنوات، العبيدي كانت مجرد سجين في سجن مقاطعة بولدر،
والشخص المصنف على أنه المعتدي، وقد سجنت منذ يناير/ كانون الثاني، وحكمت
بغرامة 40000 دولار أمريكي، لخرقها شروط الافراج في تهمة سابقة، وكذلك بسبب
إدانتها بتهمة الاعتداء الأخيرة، بعدما فشلت في إقناع المحكمة بأنها كانت
في حالة دفاع عن النفس، وقررت المحكمة بأنها مذنبة. وسيصدر الجمعة الحكم
بحقها في هذه الجريمة التي تصنف بالدرجة 4 وتصل عقوبتها القصوى إلى السجن
16 عاما.
ومن الصعب معرفة القصة الكاملة للعبيدي التي تحولت من رمز
للحرية إلى سجينة مدانة خلفة القضبان، فقد كان لها حضورها في وسائل الإعلام
العالمية وجذبت أنظار الساسة، حتى أن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري
كلينتون رتبت مسألة تأمين لجوء لها إلى الولايات المتحدة.
وعلى الرغم من توجيهها الشكر لـ CNNفي
السابق لدورها في نشر قضيتها، إلا أنها رفضت طلبا لإجراء مقابلة معها،
المرأة التي وضعت نفسها في مصاف النجوم، هي الآن لا تريد شيئا أكثر من تجنب
عناوين وسائل الإعلام.
بعض الناس الذين ساعدوا العبيدي على الاستقرار عندما وصلت إلى
الولايات المتحدة كلاجئة سياسية عام 2011 ما زالوا على اتصال معها، بعضهم
وصفها بأنها امرأة مضطربة استقطبت غضب العامة، ولم تتصرف بنضج، حتى أن
السفارة الليبية التي كانت تقدم لها معونة شهرية بقيمة 1800 دولار توقفت عن
الاتصال بها.
وفي 22 يونيو/ حزيران 2011 تم إجلاء إيمان العبيدي من قطر التي لجأت اليها، وقالت لـCNN عبر الهاتف في حينها إنها تعرضت للضرب في قطر وتم تقييدها بالأصفاد، ثم أجبرت على الصعود إلى الطائرة.
وأضافت أنه تمت مصادرة كل شيء منها ومن والديها، بما في ذلك
الهواتف الخلوية والكمبيوتر المحمول وبعض الأموال، قبل أن يتم تسفيرها إلى
مدينة بنغازي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق