السبت، 20 نوفمبر 2010

ملتقى الحوار الوطنى الأفاق والأبعاد (2-3)


بقلم / رمضان محمد
البعض لم يستهويى ويحب ما ذهبت إليه من ذكر بعض السلبيات التى صاحبت ملتقى الحوار الوطنى وشكك فى مقاصدنا بالكلية ولكن ما يجب معرفته هو أننى لم يكن لدى من حقد تجاه أحد وأكن كامل الإحترام للذين أشرتُ إليهم فى مقالى السابق تنظيمات سياسية أوشخصيات فكلهم فى خانة التقدير ولكن حرصنا على سلامة المسيرة النضالية ومحاولة تلافى الأخطأ للتصحيح والتصويب والمراجعة هو الذى دفعنى لتلك الإشارات ، ثم أن القضايا الوطنية تتجاوز الشخوص والتنظيمات لأن الثابت عندنا هو الوطن بحدوده المعروفة والشعب بتكويناته والباقى كله متغير قابل للتجريح والنقد! فلطالما للتاريخ نكتب فلماذا نجامل ثم أننا نوثق لمرحلة وحدث مهم فالنقد هو بمثابة مراجعة ومن ناحيةٍ أخرى نوثق ذلك للأجيال حتى تستفيد منه ! فبالتراكم نستطيع أن نجود أعمالناوبالسكوت نكون قد أصبنا التغيير والتطوير فى مقتل هذا هو ديدنى فى تناولى للقضايا الوطنية لأن الوطن فوق حدقات الجميع! وأعود بك عزيزى القارئ لنتابع معاً حلقاتى عن الملتقى ……..  
اللجنة التحضيرية للملتقى :- كانت عضوية اللجنة التحضيرية أكثر إنسجاماً وتعاوناً فيما بينها رغم تفاوتهم فى القدرات والمؤهلات ولابد هنا أن نسجل إشادة وشكر عبر هذه المقالة لكل فرسان اللجنة التحضيرية عضواً عضواً من أعلى قيادة اللجنة التحضيرية حتى لجانها الفرعية وكل الذين تعاونوا مع اللجنة التحضيرية قيادة التنظيمات وكوادرها الذين واصلوا الليل بالنهار ليحقق الملتقى النجاح. وهذا لايعنى وجود أخطأ فى العملية الإدارية من حيث التنسيق والترتيب.  
الإعداد الإدارى والفنى للملتقى: كانت هنالك جهوداً جبارة بذلت فى الإعداد والتحضير ولكن للحقيقة فالأوراق التى قدمت لم تأخذها نصيبها من التجويد والمراجعة وظهر ذلك أثناء المناقشات والتداول جلياً واضحاً، ولكن رغم ضعف جودة الإعداد والتحضير للأوراق لكنها حوت جملة القضايا الهامة التى تهم الشارع الإرترى وأليات التغيير ووسائله وكذلك تناولت الوضع المزرىء الذى وصل إليه حال الوطن والمواطن فرغم الهنات التى كانت فيها لكنها بالطبع كانت تفى بالمطلوب. وفى الجانب الإدارى كانت هنالك إشكالات واضحة فعمليات الخروج للظروف الخاصة من موقع الملتقى وعمليات المغادرة النهائية فى نهاية الملتقى و حجز التزاكر وتغيير حجزها كل هذه الخدمات كان القصور الإدارى فيها كبيراً هذا إن لم يكن معيباً بقدر عدم الإرتياح الذى شاهدته من الكثيرين وهذا فى تقديرى خلل فنى جد مؤثر !! والجانب المهم الذى كان التقصير فيه واضحاًُ كان الجانب الأمنى حيث سُمح لبعض الضيوف من الدخول حتى وصل الأمر إلى السما ح لجوزيف ماغنت الكندى الجنسية دون معرفة ما بجعبته أو معرفة المادة التى سوف يطرحها سواء كانت مرئية أو مكتوبة وهذه أخطأ لا تحتمل السكوت والتمرير دون محاسبة! فمثل هذا القصور كان يتوجب على قيادة التحالف أن تضع له خطوط رقابة وعلى ضوء ذلك تتم محاسبة إدارة الملتقى فالتساهل فى مثل هذه القضايا الأمنية من التنظيمات السياسية المشرفة على الملتقى أمر غير مقبول البتة ومن المفروض أن يكون هنالك مراقب عام على التيم الإدارى للملتقى يكون له صلاحيات وسلطات حتى على رئاسة اللجنة التحضيرية وهذا القصور تتحمل مسؤوليته تنظيمات التحالف مجتمعة لأنها إختارت اللجنة التحضيرية ولم تضع لها ألية محاسبة أو مراقبة وكل ما كانت ماتقوم به تنظيمات التحالف هو الجلوس لحلحلة الإشكالات التى نجمت من سوء تقدير رئاسة اللجنة التحضيرية فى إدارتها للملتقى 
الإعلاميين ومحررى المواقع الإرترى: كان الإعلاميين ومحررى المواقع والكتاب أكثر مسؤولية وأمانة وأكثرهم حرصاً على نجاح الملتقى فالمواقع التى غطت ملتقى الحوار الوطنى هى : موقع عونا، النهضة، فرجت ،تقوربا ،عنسبا، أسمرينو ، مقالح ،مركز الخليج . بالإضافة للإذاعات الإرترية الخاصة المعارضة + التغطية الشاملة من تلفزيون أخبار ارتريا وهذه المواقع لعبت دوراً بارزاً فى حشد التأييد لملتقى الحوار الوطنى قبل إنعقاد الملتقى ولعبت دوراً أبرز فى التغطية الإعلامية له وما زالت جهودهم متصلة حتى يتحقق المراد… ومن الكتاب البارزين الذين كانوا حضوراً الأستاذ القدير /عمر جابر والإعلامى الكبير الأستاذ / توكل مدير مركز الخليج فقد أضفى حضورهما وزناً وبريقاً للملتقى، وهنا لابد من ذكر أكثر من لفت نظرى من بين مديرى المواقع مدير/ موقع عونا ذلك الجندى الذى كان يعمل فى صمت وقد ترك بصمات إنسانية فى تعامله الراقى مع الجميع بالإضافة لدروه المهنى ! ومن الكتاب الذين سجلوا حضوراً لافتاً الأستاذ/ عمر ليلش مع أنه لم يستمر حيث غادر الملتقى قبل نهايته لظروف خاصة به ومن الشخصيات التى لعبت دوراً بارزاً فى الترجمة الكاتب القدير/ أحمد نقاش والأستاذ /عبد العزيز حيث كان لهم دوراً وجهداً مقدراً فلهم الشكر والعرفان على ماقدموه من جهد وعطاء!!  
منظمات المجتمع المدنى : كانت النكهة للملتقى بحضورها المميز وحيادها البائن ووضوحها وشفافيتها التى كانت كالشمس حيث تحلت بروح المسؤولية الوطنية فى كل مناقشاتها ومطالبها وكانت وبحق هى اللسان الناطق للشعب الإرترى جنباً إلى جنب مع التنظيمات السياسية . وكانت محور تفكيرها يصب فى أنها تريد أن تضيف فى النضال التحررى الذى تقوده التنظيمات وجل تفكيرها كان هو محاولة البحث عن الحلول للقضايا الإرترية المتشعبة .. لكن يجب أن يعلم الجميع أن منظمات المجتمع المدنى عند شعبنا فاقد لركيزة أساسية وهو عدم الإستقرار المجتمعى فى وطننا وكذلك حالة الشتات التى يعيشها شعبنا كل هذه العوامل تجعل منظمات المجتمع المدنى ذو تأثير غير قوى ولكنها وبصدق حاولت منظمات المجتمع المدنى أن تسهم بدوراٍ فعال ومؤثر وقد حققت إنجازاً مقدراً فى ملتقى الحوار الوطنى. لاحظت البعض قلل من دورها فى ملتقى الحوار الوطنى فى بعض كتاباتهم لكن فى تقديرى فإن مشاركة منظمات المجتمع المدنى فى الشأن الوطنى خطوة يجب أن تبارك وأننا يجب أن نكون واقعيين فى ما يمكن أن تحققه لنا منظمات المجتمع المدنى الإرترى قياساً بواقعنا ! وكان الأجدر هو تشجيع مثل هذه الخطوات خاصة وأن الرؤى الوطنية تستوجب مشاركة فعاليات المجتمع المختلفة وأن الإنجاز يأتى بالتراكم .. ممثلى إستراليا وأوروبا وكندا وأمريكا : تشكيلةهذه الدول كانت هى الأبرز نشاطاً وتحريكا للملتقى وبالطبع فسوف يكون لهم القدح المعلى فى مسيرة النضال التحررى، حيث تتوافر لهم بعض المميزات فى الدول التى يقيمون فيها حيث القدرة على الحركة والتعبير هذا ما لايتوفر فى دول أخرى كثيرة …. وهنا لابد من تسجيل صوت شكر للمرأة الإرترية بصفة عامة والمرأة الإرترية من ممثلى تلك الوفود حيث كنُ أكثر لمعاناً وبروزاً ونشاطاً وحيوية فى الملتقى فلهن التحية النضالية فى ذلك وكذلك كان لممثلى إستراليا ونيوزلندا أكثر من لفتة فقد إلتقوا بمعظم التنظيمات الوطنية و القومية وقدموا لهم النصائح الوطنية الثمينة نقداً وتشجيعاً وطالبوهم ببذل الجهد لمزيد من أجل ترقية عمل القوى الوطنيةوهذا فى نظرى عمل جدير بالذكر والإشادة معاً!أنأ المسيرة السلمية داخل الموقع+ الإفتتاح+ الأوراق التى نوقشت: نظمت إدارة الملتقى مسيرة داخل موقع الملتقى وكانت مسيرة معبرة رمزت إلى إستراداد حرية التعبير المسلوبة فى وطننا وأعتبرت المسيرة بداية لرفض سياسة تكميم الأفواه التى تمارس فى وطننا وقد كانت المرأة أكثر بروزاً وحضوراً فى المسيرة . أما فقرة الإفتتاح فقد كانت رائعة ووقفة الحداد لشهيد الملتقى المناضل ( تسفهونى مسفن) كانت مؤثرة ورسالة لمواصلة المسيرة النضالية حتى يتحقق النصر الموعود للمسيرة النضال! وبعد الإفتتاح كانت الجلسة الإجرائية لإختيار السكرتارية حدث فيها خلاف حيث رفض الحضور السكرتارية المقدمة من اللجنة التحضيرية ولكن تم تجاوزها بإشراك منظمات المجتمع المدنى عبر الإختيار الحر المباشر لممثليها وقد كانت ممارسة حقيقية للديمقراطية …. أما الأوراق فرغم قصور الإعداد فيها لكنه تمت مناقشتها والتدقيق فيها حذفاً وإضافة هو المنهج الذى تم التعامل به من قبل أعضاء الملتقى فعرضت ورقة التحليل السياسى الشامل المقدمة من التحالف الديمقراطى وورقة مشروع الوحدة الوطنية التحديات والأفاق،وورقة أليات ووسائل التغيير الديمقراطى ، وورقة المرحلة الإنتقالية ،ومشروع الميثاق الوطنى ،ومسودة النظام الأساسى للمفوضية الوطنية . وقد نالت ورقة الوحدة الوطنية فترة زمنية أطول فى مناقشتها لما لها من أهمية إستراتيجية خاصة فى مقومات الوحدة الوطنية التى تزداد إنهياراً كل صباح يومٍ جديد وأمن معظم الحضور على أهمية إرجاع القضايا الجوهرية ذات الخلاف لمتخصصين كفقرة تاريخ إرتريا مثلاً وتم التأكيد على وجود مظالم متفاوتة على التكوينات الإرترية .وأكدوا على أن ما مايمارس من ظلم لاتتحمله إثنية معينة بقدر ما هو محاولة من النظام لتكريس مثل هذا الفهم لتأمين بقاء نظامه فترةً أطول! ونالت ورقة مسودة النظام الأساسى كثير نقاش وجدل وقد كان هنالك مقترح لتكوين مجلس وطنى إرترى ولكن رجح أغلب أعضاء الملتقى على أن يتم إختيار مفوضية ومن ثم تقوم المفوضية للإعداد لمؤتمر وطنى جامع يتخذ ذلك المؤتمر القرارات الوطنية كإختيار مجلس وطنى أو تشكيل حكومة وطنية .. 
النظام الفيدرالى والترويج له فى الملتقى : بالطبع كان هنالك ترويج عن النظام الفيدرالى ولا أقصد هنا تنظيماً سياسياً بعينه ولكن حقيقة فقد كانت هنالك حملات منظمة للإستقطاب لهذه النظرية فياترى ماهى الأسباب التى شجعت أصحاب هذا التوجه لإبراز نظريتهم كحل للإشكال الإرترى والحق فإننى ومع رفضى التام لهذه النظرية التى لاتتماشى مع واقع إرتريا لكن الترويج بالنسبة لى كان موضع شكٍ وريبة لم أجد سبباً ومبرراً له وأعتقد أن مسلك محاولة إنتهاز الفرص أمر غيرحميد خاصة وأن الجميع جاء من أجل هدف أسمى وأجل وهو الحوار وليس الإستقطاب! عزيزى القارىء ترقب فى الحلقة الأخيرة كروان هوتيل وحفلها الساهر /والتنظيمات القومية وما تحمله من محاذير سالبة على الوطن والمواطن /وعلاقة أثيوبيا مع قوى المعارضة وإلى لقاء ….. لإبدأ الملاحظات وتقديم المقترحات

ليست هناك تعليقات: