الخميس، 25 نوفمبر 2010

الحركات الإسلاميه الاريتريه وفقدان البوصلة


بقلم / محمد امان ابراهيم انجابا
          الحديث والغوص فى أمر المسلمين وأوضاعهم والكيانات التى تمثلهم أمرٌ صعب وليس بالسهل حتى لاتختلط الأمور بالدين الإسلامى الحنيف الذي لالبس فيه ولا قصور ولا عوج  ولاغموض.
المشكلة تكمن فينا نحن البشر وطريقة تطبيق هذا الدين السمح وتعاليمه .
فى هذا المقال  أود أن أقف على الممارسة العملية للحركات الإسلاميه وأتمنى أن أوفق فى السرد وأُلامس الحقيقية والموضوعيه بعيدا عن المزايدات ، ولا سيما فى الوضع الراهن كل المسلمين الإريتريين يطالبون بوقفة مع النفس وتصحيح المسار ، وعقد ملتقى أو مؤتمر إسلامي بعيداً عن التجاذبات السياسيه والمصلحة التنظيميه الضيقة . هذا الأمر تقتضيه الضرورة ، حتى نصلح مايمكن إصلاحه ونعيد الأمل للبسطاء ونرحم أنفسنا.
من يرى أن الحركات الإسلامية هي الأقرب في فهم الإسلام عن غيرها من القوى السياسيه ، لا يعني هذا أن الحركات الإسلامية لا تخطئ . عندما تدعى الحركات الإسلامية أنها تقوم بالدعوة لتطبيق الإسلام ، لا يعنى هذا الخطاب الذي تقوله هذه الحركات أنه هو الإسلام ذاته ، وإلا لم يكن هناك إختلاف في الآراء والرؤى السياسيه الإسلامية من بلد لاخر أو تغيرها من حقبة تاريخية لأخرى  .....
إن الأخوة الإسلامية التي بناها محمد - صلى الله عليه وسلم - وأسَّس أركانها لا يمكن أن تُلغى بسبب حواجزَ وهمية، يصطنعُها أتباع هذا التنظيم أو ذاك ، وينسبون لأنفسهم الأفضليه والتمسك بالنهج الصحيح......
إن الخلاف موجود، ولا بُدَّ من إختلاف وجهات النظر، ولولا ذلك لما رأينا الكتب المؤلفة في الخلافات قديًما وحديثًا، حتى بين أطْهر جيلٍ، جيلِ الصحابة - رضوان الله عليهم - وتعدد الآراء ووجهات النظر دليل على مرونة هذا الدين واعتباره للعقل ، ولا تثريب في الخلاف ما دام الإتفاق على الثوابت والقطعيات موجودًا ، فالمشكلة ليست في إختلاف هذه التنظيمات ؛ وإنَّما المشكلة فيما ينتج عن هذه الخلافات من الفرقة والتنازع بين شباب الدعوة والعاملين لهذا الدين ويصل الأمر الى التخوين والتكفير وأحيانا التصفيه الجسديه وهنالك شواهد كثيرة على ذلك والجميع يعرفها ، نقطة سوداء فى تاريخ هذه الحركات.
من كلمات شيخ الإسلام بن تيمية :"وليس لأحدٍ أن ينصب للأمة شخصاً يدعوا إلي طريقته ويوالي ويعادي عليه غير النبي صلي الله عليه وسلم وليس لأحدٍ أن ينصب للأمة كلاماً يوالي ويعادي عليه غير كلام الله ورسوله وما اجتمعت عليه الأمة بل إن هذا من فعل أهل البدع والأهواء الذين ينصبون للأمة شخصاً أو كلاماً يوالون ويعادون عليه فيفرقون به بين الأمة"
فالقصد من هذا كله ليس الإساءة أو التقليل من شأن أحد . نعلم هناك أشخاص وأفراد يلمعون كالنجوم فى فضاء هذه الحركات والتنظيمات الإسلاميه ، ولاغبار على دعوتهم وإيمانهم وصدقهم وإخلاصهم وتفانيهم وسهرهم من أجل خدمة المسلمين والتضحيه والفداء  فى هذا الطريق وهم كثر،،، ولكن ضاعت جهودهم مع الكم الهائل والسواد الأعظم من أصحاب النفوس المريضة الضعيفة.....
وأكتب فى هذا الشأن من باب حق المسلم. الحديث المروي عن جرير بن عبد الله أنه قال: «أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: أبايعك على الإسلام، فشرط عليّ النصح لكل مسلم». وقوله صلى الله عليه وسلم  : «من أصبح وهمه غير الله فليس من الله، ومن أصبح لا يهتم بالمسلمين فليس منهم».
الحركات الإسلاميه فى إريتريا على وجه الخصوص إنها غير قادرة على إستيعاب كافة الإثنيات الإريتريه المسلمة ، وهذا ليس بسبب القصور فى المنهج أو الميثاق السياسي ، فإذا اردنا أن  نحكم عليها من هذا الباب سابق لاوانه فى هذه المرحلة . ولكن المشكله تكمن فى عدم التطبيق الصحيح لبرنامجها السياسي وميثاقها التنظيمي والممارسة الخاطئه ,,، وهناك اليات تفتقرها هذه الحركات وهى أساس أى عمل جماعى ، مما تجعل هذه التنظيمات أكثر عرضة للتفكك والإنشطار والإنقسام الا وهى::::
v     عدم وجود الية المحاسبه والرقابة الدقيقيه وثم إتخاذ القرار الصائب فى الوقت المناسب قبل إستفحال الأمر . وتفتقد اليات فعاله فى هذا المضمار .
v     التفرد بالقرار إن كان فى هيئة أفراد أو هيئة تنفيذية دون إشراك القاعدة الجماهيريه وعدم إستطلاع رأيها حتى تكون شريكاً فى القرار وثم تنفيذه ، بل بالعكس تنزيل القرار إنزالا فوقيا أى أمر وطلب التنفيذ .
v     التأثير الشخصى للقيادات فى المشكلات القائمه أي دون الصفة القياديه ومعالجتها بعيداً عن الأطر التنظيميه عندما يتعلق الأمر بالشخصيات المتنفذه فى التنظيم ، أي التأثير الإجتماعى والعلاقات الأسريه وترضية غير لائقه تلعب دورها ، وأما ما يتعلق بالشخص العادى أي الفرد القرارات تنفذ وتطبق وهذا ما يقلل مصداقيتها.
v     التسلسل الهرمى فهناك إشكال على مستوى التنظيم ، ففى الموقع التنفيذى تصنف المشكلات على حسب رؤية الشخص وتطغى عليه التأثيرات الإجتماعيه بعيدأ عن النهج والممارسة التنظيميه مما يصمت ويتستر على بعض القضايا ولايرفعها للجهات العليا أى للبت فيها وسبل معالجتها . مما يؤدى الى أزمة ومشكلة فيما بعد.
طغيان حكم الفرد على المؤسسية التنظيمية  وتأثير الجوانب الإجتماعية على القرارات .
v     طريقة التجنيد والإستقطاب والإعتماد على الكم وليس الكيف ، مما جعل هذه التنظيمات يركب موجتها الإنتهازيون والمتسلقون عبر بوابة القبيله والدوافع الشخصيه بحثاً عن سلطة زائفه أو تقرباً من صناع القرار والتأثير عليهم  وتغيير مسار التنظيم ، وأغلب الأسلوب الذى تتبعه وتنتهجه قيادات هذه التنظيمات الإنطباع الشخصى وتصنيف الناس والحكم عليهم مسبقاً .
v     القيادات الفوقيه المقدسة من ذات المجتمع لايمكن المس بها مهما تصرفت ، وليس هناك ضوابط الية محاسبة القيادات العاليا . فهى فوقيه . فمن يقترب منهم أو يشير الى تصرفاتهم يتهم بالخروج عن الجماعة.
v     غياب الشفافيه والوضوح والمصارحة والمكاشفة من أجل الإصلاح ، بل الأمر الطاغي هو التخوين والتكفير والوصف بالإنحراف والتجهيل  والتصغير والتحقير ، للشخص الذى يسعى فى هذا الإتجاه.
 @ الشعب الارتري فلا يمكن أن نطالبه ( بالمغرم ونستأثر نحن بالمغنم ) هذا كان شعورا عاما لدى الكثير من القوميات التي لم تكن قادرة حينها علي أن تجد نفسها ممثلة في الحركة (إقتباس من لقاء الشيخ حسن سلمان مع سوانيز اون لاين ) وشهد شاهدٌ من أهلها...
نعم هذه هى عين الحقيقية نجد أغلب الإثنيات تعمل فى خدمة هذه الحركات وشيوخها الموقرون من ....( مكتب عسكري ، دائرة سياسيه ، حقل العمل الطلابى ، يحرّم عليهم المنافسة فى المناصب التنفيذيه والإداريه فيما يختص العمل الإجتماعى وما يتصل به من الخدمات وضبط السيولة وغير ذلك ، وكذلك ليس لهم الحقوق فى فيما يتعلق بالمنح وفرص الدراسات العليا والجامعات رغم تفانهيم وخدمتهم إنه الظلم الإجتماعى التى تمارسه التنظيمات الإسلأمية بحق منتصيبها من التكوينات الإرترية الأخرى ).
هذه الحركات التى تدعي إصلاح المجتمع والإرتقاء به ، وتعمل على تمسكها بالقيم والأخلاق والصفات التى أمرنا بها الله سبحانه وتعالى وجسدها رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام ..... فنقول للقائمين على أمر هذه الحركات أين أنتم من هذا الشأن؟؟؟؟؟.      
     وغيرتقي يأمر الناس بالتقي *** طبيب يداوي الناس وهو عليل

نجد الإثنيات الإرتريه التى تحسب على المجتمع المسلم الإريتري تركت العمل فى هذه الأطر ليس لعدم قناعتها بالعمل الجماعي الإسلامي ، وإنما الممارسة الخاطئة التى تنتهجها قيادات التنظيمات والمحابة والتقارب على أسس غير سليمة ، والأجواء الطاردة التى تعمل فى إخلاء الساحة حتى يتثنى لعنصر واحد التحكم على زمام الأمر.
فهناك من يعمل تحت هذا الغطاء الإسلامي السياسي لكى يمارس الإقصاء والتهميش ، من أجل تحقيق المصلحة الأنيه والشخصية الذاتيه والضرب بكل الشعارات أرض الحائط .
هل يصمت من هم على أمر هذه التنظيمات والى متى؟؟؟ أم يريدونها تتحول الى بيوتات قبليه وعشائريه ومناطقيه!!!!
لماذا إختارت لنفسها هذه الحركات الإسلاميه أن تكون فى منظومة التضامن ؟ ماكان الأحرى والأجدى أن توحد صفوفها فى إطار ووعاء تنظيمي واحد تحت رايه أو حركة إسلاميه ؟ لماذا الحشر والتقوقع والإصطفاف المناطقي ؟ وخير دليل على ذلك الحركة الفدراليه وتنظيم جبهة التحرير بقيادة المناضل عبد الله ادريس هل يحسبان ضمن التنظيمات الإسلاميه بالوصف الدقيق ؟ هذان التنظيمان يختلفان فى طرحهما ، الاوله حركة تدعوا للحكم الفدرالى ، والتنظيم الثانى طرحه ديمقراطي  والحق لكل شخص مسيحي أو مسلم أن يلتحق بهما طلما يقتنع بطرحهم . فماهو وجه الشبه بين هذه التنظيمات فى طرحهم ومنطلقاتهم السياسيه وماهى الأرضيه التى بنو عليها هذا التضامن؟؟؟؟.
فإذا كان من باب التحالف التأسّي والإقتدي بالرسول صلى الله عليه وسلم ، فلما التضامن مع هذه التنظيمات ولم يكن مع غيرها من التنظيمات الإريتريه ، ولاسيما جُلّهم متواجدين تحت مظلة التحالف ؟؟؟ فهذا سؤال بديهي ومنطقى ؟؟؟؟؟؟. لمصلحة مين هذا الإصطفاف والتمحور والتكتل ولمصلحة مين تصنيف الصراع على أساس جغرافى ومناطقى ؟؟ هل هذا التصنيف وإستخدام المصطلح المنخفضاتى فى الصراع يخدم المسلمين فى إريتريا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟                                                                                                                                                                                                                                                                           
فمتى سنتَوَحَّد من أجل وحدة المصير؟ أم أنَّنا سنرَدِّد بعد فوات الأوان: أُكِلْتُ يومَ أُكِلَ الثور الأبيض .
ومن يعترض أويدافع عن هذه الحركات فاليتبع الرابط أدناه ( لقاء للشيخ حسن سلمان مع سودانيز أون لاين ) يسرد الحقائق المرة التى لا تُبتلع ,, والممارسات الغير سويه من قبل قيادات هذه الحركات التى اطلقت على نفسها إسلاميه وجهاديه .                                                                                                                                            هذا لايعنى أننى متفق مع كل ما جاء به الشيخ حسن سلمان وتبريره لموقفه كما أننى لست من أنصاره.......
والشيخ حسن سلمان مشكور على إعترافه رغم أنه كان من عراب هذه الحركات ومنظريها لفترة ليست قصيرة  !!
 (شيئ خير من لا شيئ " وكذلك " أن تأتى متأخرا خير من أن لا تأتى أبداً)                                                                                               
 نعم للإصلاح والتقويم  بعيداً عن التضليل وتزيف وطمس الحقائق وتلفيق التهم للأخريين .
وإليكم رابط اللقاء للشيخ حسن سلمان فى موقع سودانيز أون لاين لتعميم الفائدة
http://www.sudaneseonline.com/ar4/publish/article_2199.shtml

ليست هناك تعليقات: