الأحد، 21 نوفمبر 2010

الفتاة الإرترية بين الحقوق المسلوبة ومواجهة المجهول!!!

بقلم / رمضان محمد
إن شعبنا الإرترى يمر بمرحلة حساسة وخطيرة فى الجانب الإجتماعى بسبب حالات التشتت والضياع التى تحدث له بإشراق كل يوم جديد!!
حيث أضحى شعبنا ينتظر حالات الضياع فى حياته  دون مقدرة لصياغة الحلول والبدائل فلا الدولة  التى ناضل من أجلها تسخر له سبل العيش الكريم ولا الإمكانيات المادية التى أزهقتها سنين النضال المريرة تركت له مايمكن أن يصنع بها بدائل تذلل له العيش الكريم !!!
 فلأن يصل المجتمع الى حالة أن يترك الأباء فلذة أكبادهم يتجهون الى حيث الضياع والمجهول فذلك شاهد على أن الحياة أضحت فى بلادناعلقم قاسى!!!!! 
والأنكى والأشد أن القيم يتم هدمها وبقوانين من الدولة المزعومة عبر مايعرف بالخدمة الوطنية وتبسيط مفاهيم التحلل الإخلاقى والإجتماعى  للأجيال فى المدراس بطرق مختلفة !!
هذه هى الصورة المصغرة للوضع الإجتماعى الذى يعيشه مجتمعنا فى إرتريا ولعل الفتاة أكثر تضرراً من غيرها، وتتمثل خطورة تلك التأثيرات السالبة فى الجوانب الإجتماعية والإنسانية والإقتصادية والمستقبلية للفتاة.
ففى الجانب الإنسانى تعيش الفتاة حالة من فقدانها للحياة الطبيعية ،
فالفتاة الإرترية اليوم لاتحلم بقصة عن فارس أحلامها فى صنعفى أو فى كرن أو أسمرا فكل تفكيرها منصب فى كيفية الهروب عن أرض الوطن أو كيف سيكون مصيرها حين تكون أسيرة فى معسكرات (ساوا ) التى تنتهى عندها أحلام الفتاة الجميلة ....
بل وفى أحياناً كثيرة تعمل الأسر على تزويج الفتاة دونما رغبةًً منها، وكل ذلك خوفاً من ساوا وحمايةً لها من بعبع مايعرف بالخدمة الوطنيه ، مما أنعكس سلباً على الأسر حيث نشأت حالات الطلاق و عدم الإستقرار للفتاة بعض الزواج.
وقبل كل ذلك فأشد ماتجده إحراجاً للفتاة المواطنة أن تساق قسراً إلى الخدمة الوطنية فهذا مالم نسمع به أصلاً فى تاريخ الأمم البشرية فالمرأة مكانها الطبيعى العمل غير الشاق ،والتعليم، وبناء مجمتع صالح، بتربيتها للأجيال على نسق وطنى خالص تنهض به الأمم وترتقى لا أن يداس على كرامتها فى مشاريع تختلف وطبيعة قدرات المرأة .
وعلى الجانب الإجتماعى ظلت الفتاة فى فترة النضال تعمل جاهدة جنباً الى جنب فى ميادين القتال حاملةً للسلاح أو مشجعةً للمقاتل بتقديم الدعم اللوجستى للمقاتل فى كل معركه وبالتالى كان لها إسهامات واضحة فى التحرير فكان لها أن ترتاح الفتاة الإرترية ولكنها للأسف فقد فتح أفورقى الجبهات مع كل دول الجوار فكان أن فقدت الفتاة الحياة المثالية وفقدت أخيها ووالدها فى أتون حروب ساحقة ودون مبرر مقنع أو إعمال فكر أو تقديم الدبلوماسى على القتال والحرب مما ذاد من معاناتها داخل الأسرة مع ظروف الحياة الضاغطة!!!،
 وكأن نصيب الفتاة من هذه الحياة هو النكد والتعاسة والحزن فصفحات الفرح والحياة السعيدة منزوعة أصلاً فى ثقافة الشعبية هكذا أعتقد أو هذا هو الخط العام لديها خاصة وأن قادتها لايحسون بالسعادة والراحة إلا فى الحرب ؟؟؟؟؟
ففقدت بذلك الفتاة فى حروبات الشعبية الكثيرة الأب الحانى والأخ الساند للأسرة والدولة الحامية  ؟؟؟؟؟
 وعلى الجانب الإقتصادى فقد فقدت الفتاة مقومات العمل حيث أنها لم تجد فرصاً للتعليم مما أنعكس ذلك فى فقدها للفرص الوظيفية على مستوى الوطن هذا إن كانت هنالك مؤسسات حكومية تستوعب العمالة الوطنية أصلا؟؟ً
بالإضافة لحالة التشتت بين أفراد الأسرة والمرتبات التى يتقاضاها الجيش وأفراد الخدمة الوطنية التى لاتساوى (20) دولاراً فى الشهر بالإضافة للسياسات الإقتصادية الغريبة التى تفرض على الوطن وإنعدام المواد التموينية فى الأسواق لدليل على أن المعاناة  تزداد كل يوم وانه لاتوجد خطط إقتصادية مطلقاً بإرتريا  !!!!!!
وهنا أستعرض تقريراً لمركز سويرا لحقوق الإنسان  صدر فى يوليو من العام 2009م
يذكر التقرير:-
على الرغم من أن ارتريا طرف فى إتفاقية القضاء على كل أشكال التمييز ضد المرأة(سداو) منذ عام 1995 إلا أن التمييز والعنف ضد المرأة ظلا مستمرين ويذكر
تراجع نسبة الفتيات المسجلات فى المدراس داخل أرتريا (خاصة المرحلة المتوسطة والأساس) وتراجع دور المرأة فى مجال العمل كما تراجعت الرعاية الصحية المقدمة لهن وبقى العنف ضدهن فى تصاعد مستمر  خصوصاً الذى تمارسه الحكومة بصورة مستمرة وتصن له القوانين .
ويذكر التقرير أنه يتجلى التمييز ضد المرأة أكثر في مجالات التعليم والتوظيف وفرص الوصول إلى  الموارد الاقتصادية.
 ففي مجال التعليم وجد فارق كبير بين الإناث والذكور وتدلل الإحصائيات أن هذا الفارق في تزايد مع مرور الأعوام وبسبب مستواهن التعليمي المنخفض حصلت النساء على مرتبات وفرص عمل أقل حيث لا تعرف القراءة والكتابة سوى 50% من النساء العاملات، حصلت 35% فقط منهن على تعليم ابتدائي!
وفى مجال الخدمة الوطنية يوضح التقرير (أنه تعرضت الكثير من الفتيات في معسكر الخدمة الوطنية للاغتصاب وتم استخدامهن كخادمات في منازل الضباط، وكل من رفضت ذلك تعرضت للاعتقال والتعذيب.). إنتهى
وأدت كل هذه السلبيات إلى هروب الفتيات الإرترية وبأعداد كبيرة إلى السودان وإثيوبيا وبالتالى دخول مجاهيل الهجرة ومخاطرها جنباً مع الشاب الإرترى  ....
و المؤسف تتعرض الفتاة الإرترية فى هذه الفترة وفى الحدود الشرقية للسودان   لحالات خطف لتصبح  الفتاة رهينة لضعاف النفوس من البشر فجعلوا المختطفات سلعة فى أيديهم  يقبضون عليها الثمن مع تعرضها للإغتصاب إنها مهزلة من المهازل التى أبتلينا بها فى ظل نظام أفورقى!!!
 والمعروف فى العرف الدبلوماسى أن سفارات الدول هى التى تدافع عن مواطنيها وتحميهم ولكن حالة سفارات دولتنا إنما المواطنين عندها هم(كالبقر الحلوب) فقط ولعل الأبقار يقدم لها العلف لتنتج حليباً أكثر!!
 نعم فممثلى السفارات عندنا قادرون على إبتزاز المواطنين بالضرائب والرسومات لكنهم غير مهتمون أصلاً بالمواطن المغلوب على أمره،،،،،،،
وعبر هذا المقال أدعوا الشرفاء من المجتمع الإرترى والسودانى أفراداً أو جماعات لتوقيف هذه الحالات التى أضحت ظاهرة وهى وسمة عار فى جبين الشعبين خاصة وأن هذه الظاهر تقع على حدود السودان الشقيق مما يتطلب الوقفة الجادة من الجميع.
وهنا لابد أن أسطر رسالة شكر وعرفان لممثلى بعد القيادات فى المعارضة وبعد الشخصيات الإرترية وعلى إمتداد الحدود الشرقية الذين يقدمون يد العون والمساعدة للفارين من جحيم أفورقى وأقول لهم شكراً لكم مرةً أخرى و أتمنى أن تكون لكم مبادرة لتوقيف ظاهرة الإختطاف فأنتم أهل لذلك !!!
إشـــارات :-
* وردت إلى بريدى رسالات إشادة من شخصياتٍ ورموز وطنية وعامة المجتمع  فأقول لكم شكراً لكم جميعا فإنما إشاداتكم تدفعنى نحو الإستمرار فى خط الكتابة كما أنها تزيدنى عزماً ودافعية، وثقة، فأشكر لكم هذا الوصل والإتصال!!!!
* كما أنه وردت  إلى بريدى رسائل تنتقد ما كتبته فأشكر لهم هذا التفاعل بالنقد وبالطبع فإختلاف وجهات النظر هو عامل صحى فى أى مجمتع لتصحيح وتصويب الأخطاء ولكن يجب أن يعلم المنتقدين أننى لم أنتقد  الأفكار والنظريات السياسية والمبادىْ  بقدر ما رفضت التطبيق المخل للشعارات والمبادىْ والنظريات !!!
*وصلتنى رسائل من محررى بعد المواقع وهم مشكورين فى ذلك وهو دليل على الوعى والرقى !!
 فمنهم من طلب الإسهام بالكتابة عندهم بما أملك رغم شحه ، والبعض عاتنبى على ما ورد فى مقالى:
( ماذا تعرف عن المقاومة فى شرق أكلى أقوزاى ),
فأقول للذين  كتبوا معاتبين أننى ذكرت أن التناول لم يكن بمستوى الحدث وهدفى من خلال ذلك المقال هو تسليط الضوء وقد كان .
وأقول لهم :
يبقى الود مابقى العتاب *** فليس هنالك ود إن خلاه عتاب 
فشكراً لكم جميعاً !!!!

ليست هناك تعليقات: