السبت، 25 يوليو 2015

سيناريو تحرير عدن يلوح في محافظات يمنية جديدة - العرب



سيناريو تحرير عدن يلوح في محافظات يمنية جديدة
الميليشيات الحوثية وقوات صالح تراهن على حشد آلاف من المقاتلين القبليين بغية إحداث انتصار على الأرض عقب
 الهزائم التي تلقتها في عدن.
العرب صالح البيضاني [نُشر في 26/07/2015،

هزائم متتالية

صنعاء - علمت “العرب” أن المقاومة الشعبية تستعد لتكرار سيناريو تحرير عدن في أكثر من محافظة يمنية أخرى،
وخاصة تعز ولحج، وأنه يجري تجميع المقاتلين، وإجراء تدريبات على حرب الشوارع في سياق حرب تحرير
 شاملة لطرد الميليشيات الحوثية.
وقالت مصادر عسكرية إن نجاح تجربة المقاومة الشعبية في تحرير عدن شجعت على توسيع دائرة المعركة
التي أصبحت فيها المقاومة صاحبة المبادرة فيما تحول الحوثيون وأنصار الرئيس السابق علي عبدالله صالح
من موقف المهاجم إلى المدافع عن مكاسبهم العسكرية التي تبدو في طريقها للاضمحلال.
وأشار المحلل السياسي اليمني ياسين التميمي إلى أن “معادلة القوة تغيّرت لصالح المقاومة والحكومة من
خلال السيطرة على عدن التي مثلت معيار نجاح هام للتحالف العربي في اليمن”.
وأضاف التميمي أن هذا الانتصار أدى إلى ارتفاع منسوب الثقة بقدرة الحكومة ومن خلفها التحالف على
 اعتبار أن نموذج تحرير عدن سينجح في بقية المحافظات التي تشهد مواجهات مع الميليشيات المرتبطة بإيران.
وأكد أن الأهم هو أن “انتصار عدن يعني عودة الحكومة إلى الأرض وهذا أفقد الميليشيات الحوثية ميزة السيطرة
على المؤسسات وشكّل ضربة معنوية قوية في سياق معركة من المؤكد أنها ستحسم لصالح الحكومة”.
وذهب المحلل السياسي اليمني عزت مصطفى في حديث لـ”العرب” إلى أن هناك الكثير من العوامل التي أدت
إلى تحرير عدن ويمكن أن تساهم في تكرار نفس السيناريو في مختلف محافظات اليمن.
وقال إن “اعتماد الحركة الحوثية على التشبث بالمشروع المناطقي والعنصري الطائفي جعلها تفقد أيّ حاضن اجتماعي
 في المناطق التي ذهبت للقتال فيها خاصة المحافظات التي يتمتع أهلها بقدر عال من الحياة المدنية مثل عدن”.
ولفت مصطفى إلى أن ” انكسار ميليشيات الحوثي في عدن ومناطق واسعة في لحج يعزز جبهة القتال ضدهم في
 تعز التي يتوقع أن تحرر من ميليشياتهم قريباً، كما يدعم تصاعد المقاومة المحدودة في إقليم تهامة ومحافظة إب
 اللتين كانتا بحاجة إلى دافع معنوي كبير ونصر في المناطق المحاذية لها ما يمكنها من الظهور قريباً بشكل أقوى
وأكثر تنظيماً، وهو ما يمهد الطريق في الأشهر القادمة إلى الوصول للمناطق التي تشكل عمقاً للتواجد الحوثي”.
ويراهن الحوثيون وصالح على حشد آلاف من المقاتلين القبليين بغية إحداث انتصار على الأرض عقب الهزائم التي
 تلقوها في عدن فيما لجأ التحالف العربي بقيادة السعودية لتغيير استراتيجيته على الأرض والتوقف عن استهداف
كل تجمعات الحوثيين في مختلف مناطق اليمن واللجوء لسياسة تركيز القوة في مناطق بعينها بحيث يتم تكرار
 سيناريو تحرير عدن في المحافظات اليمنية تباعا انطلاقا من عدن التي يبدو أنها باتت محور الارتكاز لتنفيذ هذه الخطة.
وقالت مصادر مطلعة لـ”العرب” إن هوّة الخلاف تتسع بشكل لافت بين وحدات من الحرس الجمهوري التابعة
للرئيس السابق وبين الحوثيين بسبب اختلاف الطرفين هو كيفية إدارة المعركة وتباين وجهات النظر فيما يتعلق
 بالتحركات الميدانية.
ويرى قادة الحرس الجمهوري الذين بدأوا بالتمرد على تعليمات المتمردين أن اندفاع وتسرع القيادات الحوثية
 وقلة خبرتها العسكرية تسبب في تعرض الكثير من الوحدات العسكرية للتدمير الكامل.
ويخشى صالح من إقدام الحوثيين على تغيير الكثير من القيادات الموالية له الأمر الذي بدا أنه يشير إلى نية الجماعة
 في سحب أيّ أوراق قوة يتمتع بها. بالمقابل يخشى الحوثيون وفقا لمصادر “العرب” من اتجاه صالح لعقد أيّ صفقة
مع دول الخليج قد تؤثر عليهم بشكل مباشر.
وتستعد القوات الموالية للرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي وعناصر المقاومة الشعبية لإحكام قبضتها على
محافظة لحج شمال عدن فيما أكدت مصادر مطلعة لـ”العرب” احتشاد قوات تابعة للحوثيين وصالح في محافظة
 أبين شرق عدن بغية خوض معركة جديدة لاستعادة المدينة التي باتت تحت سيطرة قوات هادي واللجان الشعبية بشكل كلي.
وأفادت المصادر أن الحوثيين بدأوا باستقبال المتطوعين للقتال من بعض مناطق شمال اليمن تحت لافتة تحرير
عدن التي اعتبروا خروجها من تحت سيطرتهم بداية لارتخاء قبضتهم الحديدية التي يحكمونها على معظم محافظات البلاد.
و أكدت مصادر لـ”العرب” من محافظة عدن وصول دفعات من القوات اليمنية المدربة إلى مطار عدن إضافة إلى
 وصول كميات من الأسلحة الحديثة.

ليست هناك تعليقات: