الاثنين، 27 يوليو 2015

مصالح السعودية ودورها الإقليمي لا يسمحان بأي تقارب مع حماس - العرب

مصالح السعودية ودورها الإقليمي لا يسمحان بأي تقارب مع حماس
مواقع إخوانية تروّج لتغيير وهمي في موقف الرياض، والمملكة لن تجازف بالعلاقة مع مصر والسلطة الفلسطينية.
العرب  [نُشر في 28/07/2015،

الجماعة تسعى إلى استثمار زيارة مشعل للسعودية

الرياض – قالت مصادر في الرياض إن زيارة وفد حماس إلى السعودية لم تتجاوز البعد الديني، ولم تخرج
 عن إطار تأدية قادتها العمرة، مثلما سبق أن صرح به وزير الخارجية السعودية عادل الجبير بكونها “زيارة لتأدية العمرة”.
وعملت مواقع إخبارية قريبة من الإخوان على استثمار الزيارة وما تبعها من استضافة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز
لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل للتدليل على وجود تغير في الموقف السعودي تجاه الحركة، بعدما وقعت
القوى الغربية اتفاقا نهائيا مع طهران حول برنامجها النووي.
وليست هذه المرة هي الأولى التي يراهن فيها الإخوان على تغيرات جذرية في الموقف السعودي تجاه حركة حماس الفلسطينية،
 فقد سبق أن سقطت رهاناتهم حول تغيير في السياسة الخارجية للرياض عقب وصول الملك سلمان إلى السلطة.
ولا تزال الرياض تقيم علاقات مميزة مع القاهرة، التي تشن حملة موسعة على الإخوان المسلمين، وتقدم لها دعما ماليا
 ودبلوماسيا، وتراهن عليها طرفا محوريا في التحالف العربي باليمن.
وقال مقربون من التنظيم خلال الأيام الماضية إن مسؤولين سعوديين تحدثوا مع نظرائهم المصريين حول تخفيف
الضغوط على حركة حماس في قطاع غزة وإسقاط أحكام عن قيادات الإخوان المحكومين في مصر.
ولا يوجد دليل واضح حول ما أوردته التقارير الإخوانية. ويقول محللون إن السعودية ليست مستعدة للتخلي عن
تحالفها القوي مع مصر ودعمها للسلطة الفلسطينية من أجل إقامة حلف مع حماس.
وقالوا إنه من الصعب أن تلجأ المملكة إلى فتح قنوات تواصل مع حماس دون أن يكون ذلك جزءا من خطة للمصالحة
بين الأطراف الفلسطينية.
ولطالما شكلت حماس مع حزب الله اللبناني الشيعي في لبنان رأسي حربة لإيران في المنطقة، ورغم الدعم الذي كانت
تتلقاه الحركة مطلع القرن الحالي من الرياض، إلا أن السعوديين فهموا أنه في النهاية لا يمكن التعويل على مواقف
 الحركة التي تعد ذراعا مسلحة للإخوان المسلمين.
وكانت الرياض استضافت ممثلين عن السلطة الفلسطينية وبقية الأحزاب والتنظيمات من داخل منظمة التحرير وخارجها،
 كما فعلت قبل اتفاق مكة الذي وافقت عليه حماس في فبراير 2007، ثم خرقته في يونيو من نفس العام من خلال سيطرتها
 بالقوة على القطاع والإطاحة بالسلطة الشرعية.
وتراجع نفوذ حماس الإقليمي كثيرا منذ إعلان موقفها المعارض للرئيس السوري بشار الأسد وهو ما أغضب طهران
التي قطعت خطوط التمويل عن الحركة بعد ذلك مباشرة.
كما وجدت الحركة نفسها في مأزق عقب سقوط الرئيس المصري المنتمي إلى الإخوان المسلمين محمد مرسي
في يونيو 2013 وغلق النظام الجديد لمعبر رفح على الحدود بين سيناء وقطاع غزة بشكل شبه دائم.
وخلال الأوقات العصيبة التي كانت حماس تبحث خلالها عن داعم بديل لإيران، لم تتمكن حينها من التقارب
مع السعودية ولا مع أي من دول مجلس التعاون الخليجي، باستثناء دولة قطر.
ووجدت الحركة نفسها مضطرة للكفاح من أجل استعادة ثقة إيران التي دأبت على تمويل أنشطتها العسكرية
ودفع رواتب قادتها وموظفيها.
واستبعد محللون سعوديون أن تترك حماس الدعم السخي وتنتقل إلى الضفة الأخرى دون تقديم أي تنازلات،
 خاصة أن السعودية تؤكد أن زيارة وفد حماس لم يكن لها أي بعد رسمي.
وتراهن حماس على تلقي دعم من أكبر دولة عربية وأكثرها نفوذا وتحريكا لأوراق اللعبة في المنطقة،
وهو ما جعلها تغير أسلوبها مع السعوديين على الأقل في هذه المرحلة، بعد أن كانت تعتمد في وقت سابق
على علاقات ناعمة ومتميزة مع مراكز القوى داخل أروقة القرار في الديوان الملكي السعودي.
واستبعد مراقبون أن تجازف السعودية، التي تسعى إلى تدعيم الصف العربي في مواجهة التمدد الإيراني،
 بإغضاب مصر التي لها مآخذ كثيرة على حماس خاصة ما يتعلق بارتباطها بجماعة الإخوان، ودعمها
غير المباشر للمجموعات المسلحة في سيناء، وتهديدها لأمنها القومي.

ليست هناك تعليقات: