خبراء لـ«القدس العربي»: زيارة وزير الخارجية المصري فشلت في إنهاء التوتر بين القاهرة والرياض
منار عبد الفتاح
يوليو 26, 2015
القاهرة ـ «القدس العربي»: العلاقات المصرية السعودية إلى اين؟ وهل نجحت زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري الاسبوع الماضي للمملكة في انهاء التوتر شبه العلني الذي تعرفه بسبب خلافات حول ملفات اقليمية مثل إيران واليمن وسوريا وحماس؟ وكيف تؤثر التطورات الاقليمية على تلك العلاقات الاستراتيجية القديمة؟
اسئلة مازالت تثير حالة من الجدل في الوسط السياسي المصري والعربي حتى بعد ان التقى سامح شكري خلال زيارته خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وحسب البيان الرسمي «تم خلال اللقاء استعراض آفاق التعاون بين البلدين الشقيقين وسبل دعمها وتعزيزها في المجالات كافة إلى جانب استعراض مجمل الأحداث التي تشهدها الساحات العربية والإسلامية والدولية»، كما التقى ولي العهد الأمير محمد بن نايف، وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بحضور وزير الخارجية.
وقال مصدر دبلوماسي مصري لـ « القدس العربي» مفضلا عدم ذكر اسمه «اكتسبت تلك الزيارة طبيعة استكشافية بشأن حقيقة الموقف السعودي خاصة انها جاءت بعد ايام من زيارة من وفد حماس بقيادة رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل، فيما سعت القاهرة كذلك إلى تأمين دعم سعودي لاتصالات دبلوماسية مع كافة الاطراف اليمنية سعيا للوصول إلى تسوية سلمية للصراع العسكري هناك».
وكان شكري قال إن هذه الزيارة «تأتي بتكليف من الرئيس في إطار حرصه الدائم على تدعيم أواصر العلاقة الاستراتيجية وعلاقة الأخوة والتكامل والتضامن، والتي هي علاقات تفوق العلاقات الطبيعية بين الدول لما يشعر به الشعبان الشقيقان من ترابط وإخاء ومصير مشترك يعمل كل منهما على تدعيمه للاستمرار في السير قدما بما يحقق مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين».
واضاف المصدر» كانت هناك دائمة ثوابت لا يمكن تجاوزها في العلاقات السعودية المصرية، مع وجود هامش يسمح بتقلصات او خلافات، وقد كرست التطورات الاقليمية هذا الوضع القائم فعلا، واذا كانت السعودية مهتمة باقامة محور سني اقليمي، فان التعقيدات السياسية الاخيرة في تركيا، التي اطاحت عمليا بسلطات الرئيس رجب الطيب اردوغان، تؤكد حقيقة انه لا بديل عن مصر، وفي المقابل صدرت تصريحات غير مسبوقة من القاهرة في اعقاب الاتفاق النووي الإيراني مفادها انها مستعدة للانفتاح على إيران في قضايا مثل محاربة الإرهاب والتطرف والتكفير والطائفية، وتمثل هذا عمليا في دعوة شيخ الازهر لاجتماع بين علماء من السنة والشيعة توحيدا للصف الإسلامي، وفي طهران يحبون تلك المبادرات، والرسالة هنا ان مصر ترفض ان تكون رأس حربة في حرب او تقسيم طائفي للمنطقة، لكنها تبقى مستعدة للدفاع عن المصالح العربية بكافة السبل ومنها الحوار».
ومن جانبه قال الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، لـ«القدس العربي»، «اعتقد ان العلاقات بين مصر والسعودية ستجمد في اطار الوضع الحالي، وذلك بالرغم من الرتوش التجميلية التي حدثت من خلال المؤتمر الصحافي بين عادل الجبير وسامح شكري، إلا ان هناك خلافا لاحظه الجميع بين القاهرة والرياض فيما يتعلق باليمن وكانت القشة التي قصمت ظهر البعير عندما استقبل الملك سلمان خالد مشعل، وذلك لأن مصر تعتبر حماس جزءا من جماعة الاخوان، وان هناك تورطات لحركة حماس ايضا في سيناء، ولكن السعودية تعيش موقفا متناقضا وهو انها ضد الاخوان في مصر، ومع الاخوان في سوريا، وانا اعتقد ان المؤتمر التجميلي الذي حدث في الرياض لم يحسن الصورة تماما بالرغم من ان الجميع في السعودية رأوا ان الجبير اكد ان خالد مشعل زار السعودية لاداء مناسك العمرة وانه ذهب إلى الملك سلمان لأنه مفتوح للجميع، ولكن كل ما قيل مجرد حجج ضعيفة جدا وهذا لا يخفي وجود خلاف كبير بين مصر والسعودية».
وكان وزير الخارجية السعودي، عادل بن أحمد الجبير، قال في المؤتمر الصحافي مع شكري الخميس الماضي «إن زيارة وفد حركة حماس مؤخرًا إلى المملكة العربية السعودية «لم تكن رسمية»، «لم تكن هناك زيارة رسمية من حماس للمملكة العربية السعودية، كل ما في الأمر أن هناك مجموعة من قيادات حماس ممثلة في خالد مشعل (رئيس المكتب السياسي للحركة)، وبعض زملائه حضروا إلى مكة المكرمة لأداء مناسك العمرة، وهذا حق لأي مسلم لا يستطيع أحد أن يمنعه منه»، وأضاف الجبير «وخلال تواجدهم (وفد حماس) في مكة، أدوا صلاة العيد، وقاموا بتهنئة المقام الكريم (الملك سلمان بن عبد العزيز) بعيد الفطر المبارك»، ونفى الجبير، عقد أي اجتماعات رسمية على هامش اللقاء بين حماس ومسؤولين بالمملكة، واصفًا ما نشرته وسائل الإعلام عن الزيارة بـ«ير الدقيق، وشابه كثير من المبالغة»، وأضاف الجبير»موقف المملكة من حماس لم يتغير، وموقفها من السلطة الفلسطينية لم يتغير، وموقفها من مصر وجهودها للحفاظ على الأمن الداخلي لم يتغير».
وقال الكاتب الصحافي مصطفى بكري، في برنامجه بقناة «صدى البلد» «إن زيارة وزير الخارجية سامح شكري للمملكة العربية السعودية، شملت إجتماعات هامه وخطيرة»، وأضاف «أن اجتماع وزير الخارجية مع ثلاثي صانع القرار في السعودية، ولي العهد الأمير محمد بن نايف، وولي ولي العهد ووزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، ووزير الخارجية، أثمرت عن توافق نقله وزير الخارجية المصري الي دولة الإمارات الشقيقة في لقاء هام وعاجل لا يقل خطورة عن لقائه في السعودية»، وأشار بكري إلي أن لقاء خالد مشعل مع ملك السعودية، كان مجرد صدفة حيث قرر مشعل أن يؤدي مناسك العمرة في السعودية، وفي نفس التوقيت كان الملك متواجدا في مكة، وما حدث بينهما هو مجرد سلام عادي»، وأكد «أن وزير الخارجية سامح شكري لم يتطرق في زيارته للملكة إلي زيارة خالد مشعل لها».
ومن جهتها وجهت الكاتبة الكويتية فجر السعيد، عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، التحية لوزير الخارجية المصري سامح شكري بعد زيارته إلى السعودية، مشيدة بتوقيت الزيارة الذي أغلق الطريق على الشائعات التي أطلقتها حركة حماس والإخوان.وكتبت السعيد :»برافووووو كبيرة للخارجية المصرية، وزير الخارجية المصري معلّم، زيارته للسعودية جاءت في توقيت صح لتكون ردا عمليا على كل إشاعات حماس والإخوان.. وهاردلك أخوانجيه».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق