السودان يخرج من قمة نواكشوط بعشرين مليون دولار لصالح مشروع السياج الأخضر
صلاح الدين مصطفى
يوليو 27, 2015
ويحتاج السودان لدعم السياج في ست ولايات هي كسلا، الجزيرة، النيل الابيض، نهر النيل، الشمالية وشمال كردفان.
وقال وزير البيئة والموارد الطبيعية والتنمية العمرانية الدكتور حسن عبد القادر هلال لـ «وكالة الأنباء السودانية» إن القمة تلقت أكبر دعم من البنك الدولي لصالح مشروع السياج الاخضر الكبير. وأضاف أن السودان استلم مبلغ 8،3 مليون دولار من المبلغ لتنفيذ المشروع في الولايات المذكورة فيما سيصل بقية المبلغ لتنفيذ المشروع في ست ولايات أخرى.
وكانت القمة التي يشارك فيها الرئيس السوداني على رأس وفد كبير، افتتحت بغرس أشجار بواسطة رؤساء الدول والحكومات المشاركين فى القمة المنعقدة تحت شعار « السلام والتضامن».
وتكتسب هذه القمة أهمية بالغة بسبب موضوعها الأساسي «السياج الإفريقي» والذي له تأثير كبير على البيئة في السودان والدول الأخرى التي يمر بها ويمثل منظومة حياة متكاملة من سبل كسب العيش والتنوع الاحيائي ، ويحتل السودان
اكبر مساحة فيه وتبلغ حوالي 1520 كلم وبعرض 25 كيلومترو يمر بشمال خط عرض 14 في منطقة يسودها الجفاف والتصحر.
وتجيء مشاركة السودان في هذه القمة باعتباره من الدول المصادقة على اتفاقية السياج الاخضر الكبير ومن أكبر الدول التي ستستفيد من الدعم المقدم لها المشروع من خلال عدة محاور لحماية تدهور التربة و حماية المحميات والتشجير وحصاد المياه.
وأعلن وزير البيئة والتنمية العمرانية بالسودان في السادس والعشرين من ايار/مايو الماضي أن تدهور الغابات يشكل الخطر الثاني في بلاده بعد الحروب وتشير تقارير فنية إلى أن الزحف الصحراوي يسير بسرعة عشرة كيلو مترات في العام.
ويشكل السياج الأخضر حماية طبيعية لحزام الصمغ العربي في السودان والذي تدهور وتناقص بشكل كبير في السنوات الأخيرة ويمر السياج بعدة دول افريقية هي « السنغال وموريتانيا والنيجر ومالي وبوركينا فاسو ونيجيريا وتشاد والسودان وإرتريا وإثيوبيا وجبيوتي «.
ويقول الخبير في مجال البييئة الطاهر بكري إن المتغيرات الكبيرة التي حدثت في مجال المناخ أحدثت مشاكل خطيرة في الدول النامية وأدت لزيادة رقعة التصحر وتناقص المساحات المزروعة ونقص المراعي، الأمر الذي جعل العالم والمجتمع الدولي يلتفت لهذه الظاهرة ويسعى لتقديم مساعدات واضحة للدول المتأثرة ومن بينها السودان الذي ضرب التصحر فيه حتى وصل إلى مجرى النيل في الولاية الشمالية.
ويضيف الطاهر بأن السياج الأخضر هو أحد الحلول العالمية للحد من التصحر وقد أقرته جهات ومنظمات عالمية بعد دراسات فنية وافية ويرى أن هذا المشروع ،إذا اكتمل بالطريقة التي وضع بها، سوف يخفف كثيرا من آثار ومضار التصحر، لكنه يتساءل قائلا:» هل تملك هذه الدول القدرات الفنية والسياسية التي تمكنها من استقلال الموارد والدعم بشكل أمثل؟».
ويعود الخبير البيئي الطاهر بكري بالقول إن التجارب السابقة في مشاريع مماثلة أكدت أن الفساد يقف عقبة كبيرة في طريق اكمال مثل هذه المشروعات خاصة في ظل تجاهل إشراك المجتمعات المحلية ومنظماتها القاعدة في تنفيذ مثل هذه المشاريع باعتبارها المتضرر الأول من إفشالها والمستفيد من إكمالها.
ويقول إن مشروع السياج الأخضر يقوم في الأساس على الوعي الكامل بأهميته من قبل السكان المحليين الذين يمر بهم ويشدد على ضروة أن تقوم منظمات المجتمع المدني المحلية بدور التوعية ويرى أن ذلك لا يتم إلا من خلال شراكة فاعلة بين كل مكونات المجتمع ويعتبر أن هذه الشراكة هي الضامن الأوحد لنجاح هذه المشروع.
ويشتمل برنامج القمة الإفريقية على خارطة عمل الامانة التنفيذية لوكالة السياج الاخضر وتبادل الرؤساء حول مبادرة السياج الاخضر الكبير ومستوى التنسيق بين الدول الاعضاء والمساهمات المالية بجانب استراتيجية حشد التمويل لبرنامج ومشروعات السياج الاخضر
كما ستقدم خلال القمة خارطة عمل الامانة العامة للفترة من ( 2015-2017 ) بجانب اختيار رئيس الدورة الجديدة ( 2015-2017 ) ومكان انعقاد اعمال الدورة الرابعة لقمة الوكالة الإفريقية للسياج الأخضر الكبير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق