الأحد، 19 يوليو 2015

شهرودي يبدأ بخطوات تثبت سيطرة قم على النجف - العرب



شهرودي يبدأ بخطوات تثبت سيطرة قم على النجف
تقدم السيستاني في العمر فتح الباب على مصراعيه لتغلغل إيران أكثر في العراق وعودة التجاذب بين النجف وقم.
العرب  [نُشر في 19/07/2015،

عراقية تحمل صورة خامنئي والسيستاني: المرجعية محصورة في زعامات إيرانية الأصل

بغداد - بدأت إيران خطوات متسارعة لتستكمل سيطرتها على العراق وبسط نفوذها بشكل كامل على المرجعية الشيعية
في النجف من خلال تقديمها بشكل متزايد آية الله محمود هاشمي شهرودي كخليفة محتمل للمرجع الحالي آية الله علي السيستاني.
وقالت مصادر في النجف إن شهرودي المولود في العراق والذي ترأس هيئة القضاء الإيراني لعشر سنوات،
 يمثل خطا خمينيا متشددا تريد إيران أن تفرضه على المرجعية بما يعزز من سلطة قم على النجف ضمن التنافس
بينهما للسيطرة على الشيعة.
وقال مراقبون إن تخلص الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش من صدام حسين في عام 2003 وقيام الرئيس الحالي
 باراك أوباما بسحب القوات الأميركية من العراق بشكل مستعجل في ديسمبر عام 2011 كانا بمثابة هديتين قدمتهما
الولايات المتحدة لإيران قادتا إلى بسط سيطرتها على المنطقة.
وتوسع نفوذ إيران بشكل مطرد في العراق وبشكل لافت أثناء الأزمة السورية، فالقيادة الإيرانية تسعى لبسط سيطرتها
على البلد المجاور لها؛ عسكريا وسياسيا ولا سيما دينيا، حيث تكافح حكومة بغداد من أجل احتواء تنظيم الدولة الإسلامية
 الذي يشكل كابوسا لرئيس الوزراء حيدر العبادي.
وينتمي العبادي إلى حزب الدعوة الذي ظل شهرودي نفسه واحدا من أهم قياداته أثناء نفي الحزب خارج العراق.
 ولعب شهرودي دورا كبيرا في قمع الحركة الإصلاحية في إيران.
وساد الهدوء على التنافس الديني بين الشيعة في العراق وإيران منذ تولي المرجع الديني آية الله علي السيستاني،
رجل الدين الأكثر نفوذا في العراق، وهو معروف برفضه لتولي رجال الدين لمناصب سياسية وللمعتقدات الراديكالية
لآية الله روح الله الخميني ومفهومه لولاية الفقيه.
لكن تقدم السيستاني في العمر فتح الباب على مصراعيه لتغلغل إيران أكثر في العراق وعودة التجاذب بين النجف وقم.
وتضم النجف ضريح الخليفة الرابع الإمام علي بن أبي طالب، أما كربلاء فتضم قبر ابنه الحسين، وهو ما جعل النجف
وكربلاء أقدس مدينتين لدى الشيعة. ورغم تضاؤل تأثير المدينتين في ظل حكم صدام حسين، إلا أنهما استعادتا نفوذهما
 مع سقوط نظامه.
ويعتبر الباحث العراقي في مركز كارنيغي للشرق الأوسط في بيروت ريناد منصور أن إيران لا تكتفي بأن تكون لها
حكومة صديقة في بغداد لأن الجانب الديني مهم كثير بالنسبة إليها.
ويقول محللون إن التنافس بدأ يشتد على منصب المرجع الأكبر الذي يحتله السيستاني اليوم، والذي يعتبر
 مرجعا لـ150 مليون شخص من الشيعة في العالم نظرا لتقدم السيستاني في السن حيث يبلغ من العمر 85 عاما.
ورغم أن المرجع الديني العراقي السيستاني هو إيراني المولد، إلا أنه لم يعرف بعلاقته بالنظام الإيراني طيلة مسيرته الدينية
، بل بمعارضته لمفهوم ولاية الفقيه الذي ظهر مع الخميني إبان ثورة 1979.
ويعد ترشيح شهرودي خطوة يرى فيها مراقبون أن من شأنها أن تعطي طهران فرصة قوية للتأثير على شيعة العراق
وزرع مبادئ الثورة الإسلامية.
وقال مصدر في العاصمة العراقية لم يشأ ذكر اسمه إن “الحكومة الإيرانية تنتظر موت السيستاني بفارغ الصبر،
إذ يفترض أن يمسك شهرودي بزمام القيادة في النجف”.

ليست هناك تعليقات: