مصر: «انقلاب» في «الدعوة السلفية» يطيح قيادات متهمة بالانتماء إلى «الإخوان»
منار عبد الفتاح
يوليو 27, 2015
ووصف مراقبون النتيجة بأنها «انقلاب سلفي» على الاخوان تمهيدا لاجراء الانتخابات العامة المقررة قبل نهاية العام الحالي.
وأسفرت نتائج الاقتراع السري عن دخول ثلاثة أعضاء جدد لمجلس الإدارة، هم الشيخ غريب أبوالحسن، رضا ثابت، محمد الشريف بينما خرج كل من الشيوخ سعيد حماد، وسعيد السواح ومصطفى دياب من أعضاء المجلس القديم المنتهية، الأمر الذي عزته «الدعوة السلفية» إلى اعتذارهم عن الترشح لمجلس الإدارة الجديد، لانشغالهم بأعباء دعوية أخرى، كما اعتذر الشيخان سيد حسين العفاني وعلي حاتم كذلك لأسباب وظروف صحية. وبقي 10 أعضاء في مناصبهم كما هم دون تغيير، أبرزهم الدكتور يونس مخيون، والشيخ أحمد فريد، والشيخ محمد عبد الحميد، والمهندس عبد المنعم الشحات، والشيخ عادل نصر.
وكشف الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية « إلى أنه تم اختيار تشكيل مجلس إدارة جديد للدعوة السلفية خلال اجتماع الجمعية العمومية للدعوة موضحا أنه تم اختيار الشيخ محمد عبد الفتاح أبو إدريس رئيسا للدعوة السلفية، وتم اختيار ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية، كما تم انتخاب الشيخ غريب أبوالحسن ،العضو الجديد ،لأمانة الصندوق، كما تم اختيار الشيخ شريف الهواري، والشيخ أشرف ثابت، والشيخ محمود عبد الحميد، والشيخ مصطفى دياب، والشيخ سعيد السواح، والشيخ سعيد حماد أعضاءً بمجلس الإدارة.
ومن جانبه قال الدكتور كمال حبيب، الخبير في شؤون الحركات الإسلامية، لـ « القدس العربي»، « الخطوط القاطعة بين التيار السلفي والاخوان في الوقت الحالي بدأت في الاهتزاز، ولذلك من الممكن قيام بعض قطاعات من السلفيين مع الظروف السياسية الحالية بتبني الافكار السياسية ويبقون ضد النظام السيسي وسياساته، ومن الممكن ان يعبرون عن انفسهم بهذا المعنى داخل الدوائر السلفية المختلفة في الحزب، ومنهج الحزب هو مختلف عن الاخوان ويؤكد على هذا المعنى دائما من خلال تصريحات قياداته والحزب يريد إظهار هذا التمايز بينه وبين الاخوان خاصة وان الاخوان الآن يعتبرون محل عداء لمعظم التيارات وخاصة التيار السلفي، وبالتالي حزب النور لا يريد ان يكون بين قياداته من يمثل مشاكل على المستوى السياسي وعلى علاقته بالنظام او بالقوى السياسية الاخرى وذلك لأنهم ايضا مقبلون على انتخابات برلمانية».
واضاف «ان وجود الاخوان في قواعد الدعوة السلفية داخلها ليس كبيرا وانا اتحدث عن الدعوة بإعتبارها القطاع الدعوي في حزب النور، وهناك احتمالات ان يكون الاختراق السياسي بمعنى الموقف السياسي للاخوان وليس كونهم اخوانا وهناك قطاعات واسعة للسلفيين يقومون بذلك وانا اطلق عليهم السلفية السائلة، ومن الممكن ان يتواجد هذا في الدعوى السلفية بشكل اكبر من الحزب ولكن لا يمثل عددا كبيرا او تحديا».
واكد «هناك علاقة تنظيمية بين الاخوان وبعض السلفيين مثال حركة «حازمون» التي تعد اقرب للاخوان وهم والاخوان شيئا واحدا وربما حازمون اكثر تقدما من الاخوان في تنفيذ العمليات الإرهابية في الشارع المصري».
ومن جانبه، قال الدكتور طارق السهري، عضو الهيئة العليا لحزب النور، لـ «القدس العربي»، « ان استبعاد المقدم من مجلس ادارة الدعوة السلفية يعود إلى عدم حضوره لأسباب مرضية، وبالتالي لم يكن متواجدا في التشكيل الجديد وليس لاى سبب اخر خاصة وانه أحد مؤسسي الدعوة السلفية، كما ان الشيخ سعيد عبد العظيم لم يكن متواجدا ايضا في التشكيل الجديد لموقفه الداعم لجماعة «الإخوان» بالاضافة إلى انه غير متواجد في مصر، كما ان اختيار مجلس الإدارة الجديد جاء بناء على انتخابات خلت من أي حسابات سياسية، وبالتالي فإن التغيير الذي تم في مجلس الادارة كان يعود إلى ظروف كل شخصا فيها ولا يسمى فصلا او استبعادا كما يقول البعض».
واضاف « إن الدعوة جعلت موعد ومكان الانتخابات الداخلية سريين لجميع الاشخاص حتى أعضاء الدعوة لم يكن لديهم علم بتلك المعلومات، وذلك تجنبًا لأي احتكاكات أو اعتداءات من جانب المختلفين معها وبخاصة الإخوان، وخوفا على قيادات الدعوى من قيام اي احداث عنف خاصة وان جميع القيادات اجتمعت في مكان واحد «، واكد « ان الانتخابات تمت بشكل سليم ولم يكن فيها انتماء لشخص معين وكانت نزيهة وفق قانون 84 لقانون الجمعيات الأهلية وأن الانتخابات تجري كل 3 سنوات لتجديد الثقة في ثلث المجلس أو اختيار أعضائه كاملين».
وعبر نشطاء عن غضبهم الشديد من الإطاحة بالقيادات التاريخية للدعوة السلفية عبر صفحات التواصل الاجتماعي، وقال أشرف عبد الوهاب احد اعضاء الدعوة السلفية من الإسكندرية: «المقدم يعتبر مرشد الدعوة السلفية ومؤسسها، الإطاحة به حاجة كبيرة جدا.. والشيخ سعيد يعتبر راهب الدعوة وملهمها حاجة مش قليلة»، وشكك الدكتور محمد نور، رئيس حزب الوطن السلفي، في نتائج انتخابات الدعوة السلفية وتساءل نور في تدوينة له على شبكة التواصل الاجتماعي»فيس بوك» : قائلا «إذا كانت الانتخابات للجمعيات والهيئات هي وسيلة شرعية لاختيار رؤساء وإدارات هذه الهيئات؟ فان كانت هي وسيلة غير شرعية فلماذا نقوم بها؟ وما هو البديل لذلك؟»، وتابع «إذا كانت انتخابات مجلس الإدارة للهيئات وسيلة جائزة شرعا فهل يجوز التلاعب فيها بإرادة الناخبين؟، يعني تزوير الانتخابات في إشارة لرفضه تزوير انتخابات مجلس إدارة الدعوة والإطاحة بالدكتور سعيد عبد العظيم».
وقال الشيخ أحمد الشريف، القيادي بالدعوة السلفية، في بيان له امس الاثنين « إن انتخابات الدعوة تمت بمعاني الإيثار والمحبة والإخوة والبعد عن الشهرة، مؤكداً أن الانتخابات كانت نزيهة وسرية»، وأضاف «في ظل هذه الأجواء الصعبة والفتن المتلاطمة والغيوم المتشابكة تأتي لحظة فارقة ونقلة نوعية جديدة لهذا المنهج السلفي المبارك والمدرسة السلفية الفتية والدعوة السلفية النقية وجمعية الدعاة الراقية، تأتي الجمعية العمومية بكثير من المعاني التربوية والدعوية والأخلاقية والإدارية والتنظيمية التي سوف أنقلها لكم في مقالات صغيرة تحمل معاني كبيرة من الود والحب والإخاء والوفاء والصدق والحق».
ويرى مراقبون أن «الدعوة السلفية» خسرت الكثير من أتباعها ومن قياداتها الوسيطة، خاصة وأن القيادات التاريخية كالشيوخ احمد خطيبة واحمد فريد وسعيد حماد فقدت حيويتها وانزوت تمارس بعض الأعمال الدعوية التي تشغلها دون الانخراط في أعمال عامة.
وفي الوقت نفسه تتعالى صيحات الإصلاح والدعوة إلى تجاوز برهامي وأتباعه بين صفوف كثير من القواعد وقياداتها الوسيطة، من هؤلاء الشيوخ أحمد السيسي وعبدالرحمن علاء الدين وعماد عبد الغفور وغيرهم. وتتجه الأمور الآن إلى مطالبة الشيخين المقدم وعبدالعظيم إلى الأخذ بمبادرة إصلاح للعودة بالمدرسة السلفية إلى سابق عهدها من الدعوة والعمل العام والتخلي عن تأييد أية مناهج مخالفة للمنهج الإسلامي في السياسة أو الاكتفاء بالعمل الدعوي حتى تتحسن الظروف.
والجدير بالذكر، ان الدعوة السلفية نشأت بمحافظة الإسكندرية في سبعينيات القرن الماضي، على أيدي مجموعة من المتدينين، كان أبرزهم محمد إسماعيل المقدم، وأحمد فريد، وسعيد عبد العظيم، ومحمد عبد الفتاح أبو إدريس»، ولم يكن الدعاة السلفيون في بدايات نشأتهم الأولى بعيدين عن حركة الإخوان المسلمين فكريًّا ولا تنظيميًّا، إذ نشأ بعضهم في بيوت إخوانية، كالشيخ ياسر برهامي الذي اعتقل والده وعمه من بين من اعتقلوا من الإخوان خلال الحقبة الناصرية، لكنهم جميعًا اتفقوا على رفض الانضمام إلى الجماعة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق