التشاديون يأملون في طي صفحة رهيبة من تاريخهم بمحاكمة رئيسهم السابق حسين حبري
الذين قتلوا في معتقلاته تجاوز عددهم الـ40 ألفا ويتمثل أكثر من أربعة آلاف ضحية في محكمة دكار التي تبدأ اليوم
يوليو 19, 2015
دكار – نجامينا – أ ف ب: بعد ربع قرن على إطاحة حسين حبري، لا يخفي
الشعب التشادي ارتياحه لمحاكمة رئيسه الأسبق أخيرا من أجل طي صفحة رهيبة
من تاريخه.
ولدى حديثه عن افتتاح محاكمة حبري الاثنين في دكار بتهمة «ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب وجرائم تعذيب»، أعرب المدرس مارتن دجيدوبون في نجامينا عن أمله في ان «تجرى وسط ظروف جيدة حتى تأخذ العدالة مجراها لأن الضحايا ليسوا مرتاحين الآن».
وفي العاصمة التشادية، ما زال البعض يتحدث همسا لدى مروره أمام المقرات السابقة لمديرية التوثيق والأمن الخفية والرهيبة، وهي الشرطة السياسية لحبري، حيث كانت تمارس أقسى أنواع التعذيب. ويقول الموظف روجيه ليوتار ان هذه المحاكمة «تطمئن الضحايا الذين ينتظرون إنصافهم منذ 25 عاما».
وغالبا ما تشهد الاحاديث مطالبة بإحقاق العدالة حيال التجاوزات الرهيبة إبان حكم حسين حبري (1982-1990). فقد قال التاجر حسين يوسف ان «الشعب التشادي كان ينتظر فعلا المحاكمة. اعتقد ان استفادة ضحايا هذا الديكتاتور من العدالة مسألة صائبة».
وينتظر البعض أيضا ان يتحلى حسين حبري بالشجاعة ليتحدث خلال المحاكمة، حتى لو ان محاميه قالوا ان موكلهم لن يفعل ذلك. وقال الناشط السياسي إيساكا رامات انه «لم يفلت من حكم التاريخ. سنرى ما سيقول في المحكمة، لذلك يجب ان يتحلى بالشجاعة حتى يخبرنا عن كل ما حصل».
وذكرى تلك السنوات السود ما زالت محفورة في الأذهان بعد 25 عاما على سقوط حبري الذي أطاحه الرئيس الحالي إدريس ديبي وعلى رغم اعتداءات إسلاميي بوكو حرام النيجيريين الذين باتوا يشنون اعتداءات في تشاد. وما يرويه الذين خرجوا أحياء من أقبية مديرية التوثيق والأمن مرعب، وسيحضر بعض منهم المحاكمة، لمواجهة رئيس جلاديهم.
ويتمثل أكثر من أربعة آلاف ضحية في محاكمة دكار، بينهم سليمان غونغونغ محاسب مفوضية حوض بحيرة تشاد الذي روى ما تعرض له من تعذيب في مديرية التوثيق والأمن. وقال «اعتقلوني في الثالث من آب/أغسطس 1988. ولم أخرج إلا في الأول من كانون الأول/ديسمبر 1990، لدى وصول ديبي» إلى الحكم. وأضاف «ذهبوا لاعتقالي في مكتبي. لكن من سيتولى المحاكمة؟ فعند الاعتقال ينتهي كل شيء ولا تحصل حتى مواجهة. يضعونك في السجن هذا ما يعجبهم». واعتقل لدى خروجه من المستشفى حيث أجريت له عمليةِ، على ان يعود في اليوم التالي. وفي مديرية التوثيق والأمن »تركوني كما لو اني ميت. كنت في الزنزانة بلا أي عناية طبية وحتى من دون طعام».
وأضاف «يمكنك كل يوم احصاء وفاة ثلاثة أو أربعة اشخاص، هذا أمر مرعب، بسبب انعدام العناية الطبية. وكان التعذيب في كل الأنواع، التعذيب المعنوي والجسدي…».
وأمضى عبد الرحمن غويي المدعي السنغالي الوحيد بالحق العام الذي يزود القوات الفرنسية المنتشرة في تشاد بالذهب والمجوهرات، سبعة أشهر في الاعتقال في 1987، بتهمة انه «جاسوس للقذافي» الزعيم الليبي في تلك الفترة.
وقال «عندما اقتادوني إلى زنزانة، كانت هذه الزنزانة جحيما». فقد كان أربعون شخصا يتكدسون في هذه الغرفة غير المضاءة. وأضاف «تألمت ورأيت أشخاصا يتألمون في هذه الزنزانة، أشخاصا أسيء اليهم، أشخاصا يموتون في الزنزانة».
وبات سليمان غونغونغ يريد ان ينظر في عيني حسين حبري في المحكمة. وقال «إذا كان القانون يتيح فعلا (للقاضي ان يرغم حبري على المثول)، فيجب ان يحضر. وحتى لو لم يتكلم، يجب ان يستمع إلى ما نقوله وأن يرانا بأم العين».
استولى رئيس تشاد الأسبق حسين حبري الذي كان خبيرا استراتيجيا بارعا في حرب الصحراء، على السلطة بقوة السلاح في 1982 وسرعان ما طبق نظاما قمعيا مروعا ساد سنوات حكمه الثماني.
ووصف حبري الذي ستبدأ محاكمته الاثنين في العاصمة السنغالية دكار بأنه «مقاتل الصحراء» و»زعيم حرب». وتوازي مسيرته في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي التاريخ المضطرب لتشاد المستقلة التي كان ثالث رئيس لها.
ولد حبري في 1942 في فايا لارجو (شمال) وعاش في صحراء جوراب بين الرعاة البدو. وقد لاحظ معلموه ذكاءه بسرعة.
وأصبح نائب رئيس الإدارة المحلية ثم انتقل إلى فرنسا في 1963 ليتابع تعليمه في معهد الدراسات العليا لما وراء البحار. وبعد ذلك درس الحقوق في باريس والتحق بمعهد العلوم السياسية واستكمل ثقافته السياسية بالإطلاع على كتب فرانتز فانون وأرنستو «تشي» غيفارا وريمون أرون.
وبعد عودته إلى تشاد في 1971 التحق بجبهة التحرير الوطني لتشاد التي تولى قيادتها قبل ان يؤسس مع شمالي آخر هو غوكوني عويدي مجلس القوات المسلحة للشمال.
واعتبارا من 1974 بدأ اسمه يعرف في الخارج باحتجازه رهينة لثلاث سنوات عالمة الإثنيات الفرنسية فرنسواز كلوستر مما أجبر فرنسا على التفاوض مع المتمردين.
وبعد ذلك أصبح رئيسا للحكومة في عهد الرئيس فيليكس مالوم الذي قاطعه فيما بعد، ثم وزيرا للدفاع في عهد غوكوني عويدي رئيس حكومة الوحدة الوطنية التي شكلت في 1979.
وقام هذا القومي المعارض بشدة للزعيم الليبي حينذاك معمر القذافي الذي يؤيده عويدي، بمقاطعة حليفه السابق وبدأ حربا أهلية في نجامينا التي اضطر للانسحاب منها في نهاية 1980. ومن شرق تشاد استأنف النضال ليقاتل نظام عويدي المدعوم من طرابلس، ودخل نجامينا منتصرا في 1982. بعد عام واحد، استفاد عويدي من تدخل ليبي تصدت له قوات فرنسية زائيرية لمصلحة حكومة حبري. وفرض حسين حبري نفسه بعد عدة وساطات ومعارك جديدة، لكن المواجهات استؤنفت في 1986 و1987.
في نهاية 1990، غادر حسين حبري نجامينا بسرعة هربا من هجوم خاطف شنه متمردو إدريس ديبي (الرئيس التشادي الحالي) الذي كان أحد جنرالات الجيش وانشق قبل 18 شهرا ثم اجتاح البلاد انطلاقا من السودان. لجأ حبري إلى دكار حيث عاش بهدوء لأكثر من عشرين عاما.
ويقول المحامي الأمريكي ريد برودي كبير المحققين في هذا الملف في منظمة هيومن رايتس ووتش ان الديكتاتور السابق حرص على «إفراغ الخزائن» قبل مغادرته تشاد وتمكن من بناء «شبكة حماية» له في السنغال.
وفي مذكراته التي نشرت في 2014، روى الرئيس السنغالي السابق عبدو ضيوف انه واجه صعوبات هائلة في اقناعه بإعادة الطائرة التي أقلته إلى دكار، إلى الدولة التشادية.
وفي السنغال، خلع حبري لباسه العسكري ليرتدي عباءة ملونة. وقد لقي هذا المسلم الممارس للشعائر الدينية تقدير جيرانه الذين يؤدي الصلاة معهم وكان سخيا بمشاركته في بناء مساجد.
وفي صيف 2011 عندما أعلن الرئيس السنغالي عبدالله واد فجأة انه يريد ترحيله وتسليمه إلى نجامينا، تظاهر سكان حي واكام تعبيرا عن تأييدهم لحبري وأكدوا ان لديه زوجة وأطفالا سنغاليين. وفي نهاية المطاف، أوقف في 30 حزيران/يونيو 2013 في دكار واتهمته محكمة خاصة أنشأها الاتحاد الأفريقي بارتكاب «جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب وجرائم تعذيب». وقد أودع الحبس الموقت.
التشاديون يأملون في طي صفحة رهيبة من تاريخهم بمحاكمة رئيسهم السابق حسين حبري
الذين قتلوا في معتقلاته تجاوز عددهم الـ40 ألفا ويتمثل أكثر من أربعة آلاف ضحية في محكمة دكار التي تبدأ اليوم
ولدى حديثه عن افتتاح محاكمة حبري الاثنين في دكار بتهمة «ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب وجرائم تعذيب»، أعرب المدرس مارتن دجيدوبون في نجامينا عن أمله في ان «تجرى وسط ظروف جيدة حتى تأخذ العدالة مجراها لأن الضحايا ليسوا مرتاحين الآن».
وفي العاصمة التشادية، ما زال البعض يتحدث همسا لدى مروره أمام المقرات السابقة لمديرية التوثيق والأمن الخفية والرهيبة، وهي الشرطة السياسية لحبري، حيث كانت تمارس أقسى أنواع التعذيب. ويقول الموظف روجيه ليوتار ان هذه المحاكمة «تطمئن الضحايا الذين ينتظرون إنصافهم منذ 25 عاما».
وغالبا ما تشهد الاحاديث مطالبة بإحقاق العدالة حيال التجاوزات الرهيبة إبان حكم حسين حبري (1982-1990). فقد قال التاجر حسين يوسف ان «الشعب التشادي كان ينتظر فعلا المحاكمة. اعتقد ان استفادة ضحايا هذا الديكتاتور من العدالة مسألة صائبة».
وينتظر البعض أيضا ان يتحلى حسين حبري بالشجاعة ليتحدث خلال المحاكمة، حتى لو ان محاميه قالوا ان موكلهم لن يفعل ذلك. وقال الناشط السياسي إيساكا رامات انه «لم يفلت من حكم التاريخ. سنرى ما سيقول في المحكمة، لذلك يجب ان يتحلى بالشجاعة حتى يخبرنا عن كل ما حصل».
وذكرى تلك السنوات السود ما زالت محفورة في الأذهان بعد 25 عاما على سقوط حبري الذي أطاحه الرئيس الحالي إدريس ديبي وعلى رغم اعتداءات إسلاميي بوكو حرام النيجيريين الذين باتوا يشنون اعتداءات في تشاد. وما يرويه الذين خرجوا أحياء من أقبية مديرية التوثيق والأمن مرعب، وسيحضر بعض منهم المحاكمة، لمواجهة رئيس جلاديهم.
ويتمثل أكثر من أربعة آلاف ضحية في محاكمة دكار، بينهم سليمان غونغونغ محاسب مفوضية حوض بحيرة تشاد الذي روى ما تعرض له من تعذيب في مديرية التوثيق والأمن. وقال «اعتقلوني في الثالث من آب/أغسطس 1988. ولم أخرج إلا في الأول من كانون الأول/ديسمبر 1990، لدى وصول ديبي» إلى الحكم. وأضاف «ذهبوا لاعتقالي في مكتبي. لكن من سيتولى المحاكمة؟ فعند الاعتقال ينتهي كل شيء ولا تحصل حتى مواجهة. يضعونك في السجن هذا ما يعجبهم». واعتقل لدى خروجه من المستشفى حيث أجريت له عمليةِ، على ان يعود في اليوم التالي. وفي مديرية التوثيق والأمن »تركوني كما لو اني ميت. كنت في الزنزانة بلا أي عناية طبية وحتى من دون طعام».
وأضاف «يمكنك كل يوم احصاء وفاة ثلاثة أو أربعة اشخاص، هذا أمر مرعب، بسبب انعدام العناية الطبية. وكان التعذيب في كل الأنواع، التعذيب المعنوي والجسدي…».
وأمضى عبد الرحمن غويي المدعي السنغالي الوحيد بالحق العام الذي يزود القوات الفرنسية المنتشرة في تشاد بالذهب والمجوهرات، سبعة أشهر في الاعتقال في 1987، بتهمة انه «جاسوس للقذافي» الزعيم الليبي في تلك الفترة.
وقال «عندما اقتادوني إلى زنزانة، كانت هذه الزنزانة جحيما». فقد كان أربعون شخصا يتكدسون في هذه الغرفة غير المضاءة. وأضاف «تألمت ورأيت أشخاصا يتألمون في هذه الزنزانة، أشخاصا أسيء اليهم، أشخاصا يموتون في الزنزانة».
وبات سليمان غونغونغ يريد ان ينظر في عيني حسين حبري في المحكمة. وقال «إذا كان القانون يتيح فعلا (للقاضي ان يرغم حبري على المثول)، فيجب ان يحضر. وحتى لو لم يتكلم، يجب ان يستمع إلى ما نقوله وأن يرانا بأم العين».
استولى رئيس تشاد الأسبق حسين حبري الذي كان خبيرا استراتيجيا بارعا في حرب الصحراء، على السلطة بقوة السلاح في 1982 وسرعان ما طبق نظاما قمعيا مروعا ساد سنوات حكمه الثماني.
ووصف حبري الذي ستبدأ محاكمته الاثنين في العاصمة السنغالية دكار بأنه «مقاتل الصحراء» و»زعيم حرب». وتوازي مسيرته في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي التاريخ المضطرب لتشاد المستقلة التي كان ثالث رئيس لها.
ولد حبري في 1942 في فايا لارجو (شمال) وعاش في صحراء جوراب بين الرعاة البدو. وقد لاحظ معلموه ذكاءه بسرعة.
وأصبح نائب رئيس الإدارة المحلية ثم انتقل إلى فرنسا في 1963 ليتابع تعليمه في معهد الدراسات العليا لما وراء البحار. وبعد ذلك درس الحقوق في باريس والتحق بمعهد العلوم السياسية واستكمل ثقافته السياسية بالإطلاع على كتب فرانتز فانون وأرنستو «تشي» غيفارا وريمون أرون.
وبعد عودته إلى تشاد في 1971 التحق بجبهة التحرير الوطني لتشاد التي تولى قيادتها قبل ان يؤسس مع شمالي آخر هو غوكوني عويدي مجلس القوات المسلحة للشمال.
واعتبارا من 1974 بدأ اسمه يعرف في الخارج باحتجازه رهينة لثلاث سنوات عالمة الإثنيات الفرنسية فرنسواز كلوستر مما أجبر فرنسا على التفاوض مع المتمردين.
وبعد ذلك أصبح رئيسا للحكومة في عهد الرئيس فيليكس مالوم الذي قاطعه فيما بعد، ثم وزيرا للدفاع في عهد غوكوني عويدي رئيس حكومة الوحدة الوطنية التي شكلت في 1979.
وقام هذا القومي المعارض بشدة للزعيم الليبي حينذاك معمر القذافي الذي يؤيده عويدي، بمقاطعة حليفه السابق وبدأ حربا أهلية في نجامينا التي اضطر للانسحاب منها في نهاية 1980. ومن شرق تشاد استأنف النضال ليقاتل نظام عويدي المدعوم من طرابلس، ودخل نجامينا منتصرا في 1982. بعد عام واحد، استفاد عويدي من تدخل ليبي تصدت له قوات فرنسية زائيرية لمصلحة حكومة حبري. وفرض حسين حبري نفسه بعد عدة وساطات ومعارك جديدة، لكن المواجهات استؤنفت في 1986 و1987.
في نهاية 1990، غادر حسين حبري نجامينا بسرعة هربا من هجوم خاطف شنه متمردو إدريس ديبي (الرئيس التشادي الحالي) الذي كان أحد جنرالات الجيش وانشق قبل 18 شهرا ثم اجتاح البلاد انطلاقا من السودان. لجأ حبري إلى دكار حيث عاش بهدوء لأكثر من عشرين عاما.
ويقول المحامي الأمريكي ريد برودي كبير المحققين في هذا الملف في منظمة هيومن رايتس ووتش ان الديكتاتور السابق حرص على «إفراغ الخزائن» قبل مغادرته تشاد وتمكن من بناء «شبكة حماية» له في السنغال.
وفي مذكراته التي نشرت في 2014، روى الرئيس السنغالي السابق عبدو ضيوف انه واجه صعوبات هائلة في اقناعه بإعادة الطائرة التي أقلته إلى دكار، إلى الدولة التشادية.
وفي السنغال، خلع حبري لباسه العسكري ليرتدي عباءة ملونة. وقد لقي هذا المسلم الممارس للشعائر الدينية تقدير جيرانه الذين يؤدي الصلاة معهم وكان سخيا بمشاركته في بناء مساجد.
وفي صيف 2011 عندما أعلن الرئيس السنغالي عبدالله واد فجأة انه يريد ترحيله وتسليمه إلى نجامينا، تظاهر سكان حي واكام تعبيرا عن تأييدهم لحبري وأكدوا ان لديه زوجة وأطفالا سنغاليين. وفي نهاية المطاف، أوقف في 30 حزيران/يونيو 2013 في دكار واتهمته محكمة خاصة أنشأها الاتحاد الأفريقي بارتكاب «جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب وجرائم تعذيب». وقد أودع الحبس الموقت.
التشاديون يأملون في طي صفحة رهيبة من تاريخهم بمحاكمة رئيسهم السابق حسين حبري
الذين قتلوا في معتقلاته تجاوز عددهم الـ40 ألفا ويتمثل أكثر من أربعة آلاف ضحية في محكمة دكار التي تبدأ اليوم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق