هى مدونة تسعى لتحقيق العدالة والحرية فى الوسط الإرترى وتلتزم فى ذلك خطاً وطنياً عاماً ينتهج المواطنة أساساً وطريقاً !!
وفى ظل ما يطرأ فى الساحة من تطورات تؤكد المدونة مبدأ الثبات على الخط الوطنى رافضة ً بذلك دعاوى التقسيم والتطرف المغطأة بشعارات إسترداد الحقوق..!
للملاحظات والمشاركات نرجو التواصل على بريد:
abuhusam55@yahoo.com
الثلاثاء، 14 يوليو 2015
عدن: الرد السعودي على الاتفاق النووي صحيفة رأى اليوم
وقع الاتفاق النووي، وتحسست السعودية اماكنها
الهامة و الحساسة, وثبتت مواقعها على الارض، اردات قلب المعادلة العسكرية
في اليمن مع اعلان الاتفاق النووي، ولو بمعركة خاطفة في عدن، فعدن هي التي
اوجعت السعودية حين سيطر عليها الحوثيون، وهي من تريد السعودية ان توجع
بها ايران، لموقعها على باب المندب.
فبينما كان “ظريف” وزير الخارجية
الايراني، يلوح بورقة الاتفاق من على شرفته في فينا، كانت السعودية تلوح
بدبابات التحالف تتقدم في عدن، و اضاف الاعلام الموالي انتصارا بطوليا
للمقاومة الشعبية على مليشيا الحوثي، التي تُركت لها مساحة للهرب، فكان
تسليم عدن يتم خلال ساعات قليلة، وهي التي فتتها الصراع لاشهر.
فظهر الاسلوب الخليجي بإطلاق اليد العسكرية
في الجنوب اليمني ” منفذ باب المندب والبوابة الخليجية الجنوبية ” لإثبات
ان هذه المنطقة الهامة الاستراتجية والجيوسياسية مازالت تحت السيطرة
الخليجية ، وان دعم ايران لمليشيا الحوثي لاحتلالها، لم ينجح بابتزاز
ومحاصرة الخليج. فباب المندب ممر نفطي يشكل شريان الحياة بالنسبة
للسعودية.
-هل تستمر فرحة عدن؟
وسط هذه اللعبة الاقليمية، ظهر انتصار
المقاومة في الجنوب بالاحتفال في عدن وفي الاعلام، انه نهاية الحرب، مع
تجاهل الاعلام العالمي لهذا الحدث، واهتمامه بالاتفاق النووي، مكللا بصدمة
الاعلام الخليجي من هذا الاتفاق، وكانت معركة تحرير “عدن” قد جرت في
اقل من خمس ساعات، بالسيطرة اولا على أهم المواقع العسكرية ، والتي بدأت
منها معركة الجنوب قبل أربعة اشهر بالسيطرة على ” المطار”
فكان السؤال ان كان التحالف السعودي قادر على
الاستيلاء على “عدن” بهذه السرعة، فلماذا تاخر كل هذا الوقت، ودفعت
“عدن” كل هذا الدم والثمن. ولماذا تم التحرير الان؟ مايؤكد ان اليمنيين
ليسوا الا اداة سهلة في حرب كبيرة، لايعرفون مداها.
اسئلة كثيرة تطرح عن السيناريو المرتقب في
اليمن بعيد توقيع الاتفاق الذي صدم وازعج السعودية، لكن وسط الفرحة الغامرة
او الحزن الفاقع، يخفت رنين الاسئلة، خاصة ان الاعلام الموالي – المحلي
بالمظاهر السطحية الاحتفالية، وترك شيء غامض يتحرك في العمق، لكن لمن
ستسلم عدن؟
بالنسبة للتوقيت فقد جاء مع صبيحة اعلان
الاتفاق النووي، وواضح انها رسالة سعودية لإيران ، تعيد ترتيب قواعد
الاشتباك، للبدء بالمرحلة الجديدة “حروب ما بعد الاتفاق النووي”
ومن المفترض ان تُسلم “عدن” للمقاومة
الشعبية المتحالفة مع السعودية، لكنها ليست القوة الوحيدة على الارض،
فهناك اكثر من حراك جنوبي، والوان سياسية متناحرة، وتحالفات متصارعة،
وارتباطات اقليمية مختلفة، هذا باختصار الوضع في الجنوب، بخلاف المساحة
الواسعة التي تلعب فيها القاعدة.
ولهذا فان بدء تسلم الجماعات المسلحة
الجنوبية لعدن، قد يعني ان دور الحوثيين انتهى في الجنوب، ويعلن عن بدء دور
اخر لجماعات اخرى، بتفخيخ الصراع الجنوبي- الجنوبي، بين الأجنحة المختلفة،
فإيران مازال لديها ايد خفيه في الجنوب ، فهناك تحالف بين فصائل جنوبية
وايران ، وفي هذه البيئة المتصارعة، تنشط القاعدة ايضا.
اذا الصراع الجنوبي – الجنوبي سيكون الغرض منه
ابقاء ايران على الخارطة وكذلك السعودية وأثبات ان الجنوب لن ينجح كدولة
مستقلة. وهذا يعني ان الحرب في عدن لم تنتهي، بل بدأت، فالصراع في اليمن،
ليس مفصولا عن الصراع الاقليمي بين ايران والسعودية، والذي اخذ مسارا
جديدا مع اعلان عاصفة الحزم في اليمن، والتي جاءت كرد على بدء المفاوضات
النووية، والتقارب الامريكي – الايراني.
ان الحرب في اليمن جزء من سياسية السعودية
الجديدة، وهي الرد السعودي على الاتفاق النووي، وان كان التعويل على وحدة
المكونات الجنوبية – المسلحة، فالامر شبه مستحيل، وهذا سيعكس نفسه
لاحقا، على الحرب في الشمال لاسيما تعز. سواء باستمرار القصف والحرب، او
بطلب التدخل البري السعودي في الشمال “تعز″.
لتؤكد السعودية مرة اخرى انها على استعداد
لاعادة ترتيب اوراق اللعبة في اليمن، وان حلفاء الداخل مازالوا قادرن على
التحرك، غير ان الجانب المقابل “حلفاء الحوثي وصالح” لم يفقدوا السيطرة
الكاملة، على الجنوب، ولايعني هذا ان تواجدهم في المنفذ المائي قد اعلن
معركة النهاية، في حرب اثبتت انها ليست محلية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق