هى مدونة تسعى لتحقيق العدالة والحرية فى الوسط الإرترى وتلتزم فى ذلك خطاً وطنياً عاماً ينتهج المواطنة أساساً وطريقاً !!
وفى ظل ما يطرأ فى الساحة من تطورات تؤكد المدونة مبدأ الثبات على الخط الوطنى رافضة ً بذلك دعاوى التقسيم والتطرف المغطأة بشعارات إسترداد الحقوق..!
للملاحظات والمشاركات نرجو التواصل على بريد:
abuhusam55@yahoo.com
الاثنين، 6 يوليو 2015
على اسرائيل تغيير موقفها من نظام الاسد صحف عبرية ... صحيفة رأى اليوم
خلال الاربعين سنة الاخيرة شكلت سوريا تهديدا استراتيجيا على
اسرائيلي. صدمة حرب يوم الغفران وذكرى المدرعات والألوية في طبرية أكدت
حجم الخطر الذي يشكله الجيش السوري المعادي لاسرائيل. ونتيجة لذلك وضعت
استراتيجية للدفاع تهدف الى منع أي هجوم مفاجيء وعودة أحداث حرب يوم
الغفران.
خلال الـ 15 سنة الاخيرة ازداد الخطر السوري بسبب كونها جزء
أساسي في المحور الشيعي الذي يشمل ايران، سوريا وحزب الله. سوريا التي
يقودها أبناء الأقلية العلوية المرتبطة بالشيعة، شكلت مسار نقل الوسائل
العسكرية من ايران الى حزب الله، وشكلت جبهة داخلية لوجستية، وتقدم
الارشادات لحزب الله ومقاتليه.
المطار في دمشق كان أداة مركزية لتحقيق هدف ايران – تسليح
حزب الله. فقد تم ارسال الصواريخ والسلاح المتقدم عن طريق الجو من ايران،
ومن هناك الى مخازن حزب الله. وحسب مصادر اجنبية فقد تم قصف العديد من
الارساليات التي كانت في طريقها الى حزب الله من سوريا.
أهمية سوريا في هذا المحور شكلت موقف يقضي بأن سقوط نظام
الاسد سيقطع الامداد الايراني لحزب الله وسيلحق الضرر بتسلح المنظمة التي
تهدد اسرائيل ومواطنيها بشكل حقيقي من خلال الصواريخ التي تمتلكها. مع بدء
الاحداث في سوريا في آذار 2011 كان الموقف المقبول هو أن سقوط نظام الاسد
وصعود نظام سني معتدل معادي للخط الشيعي سيكون مفيدا لاسرائيل ويجب تأييده.
لذلك ليست غريبة التقارير التي تتحدث عن المساعدة الاسرائيلية الانسانية
للمتمردين في جبهة هضبة الجولان، الامر الذي يخلق صلة بين اسرائيل وبين
المتمردين من اجل الحفاظ على الهدوء على الحدود التي تسيطر عليها التنظيمات
الارهابية السنية المتطرفة التابعة للقاعدة.
رغم ما قيل أعلان، وبناءً على التطورات العسكرية في سوريا في
الاشهر الاخيرة، أي نجاح تنظيم الدولة الاسلامية في تدمر وانتصارات الجبهة
الاسلامية في منطقة إدلب والتهديد للشاطيء العلوي، وكذلك فشل هجوم الشتاء
للنظام وحزب الله في هضبة الجولان – كل ذلك يوجب على دولة اسرائيل تغيير
موقفها الاستراتيجي حول استمرار نظام بشار الاسد.
ليس هناك اليوم جهة أو قوة مؤيدة للغرب، علمانية أو معتدلة،
قادرة على الوصول الى السلطة في سوريا بعد سقوط النظام القائم، بل العكس،
فان التنظيمات الاسلامية السنية المتطرفة تتنازع من اجل السلطة،
واستراتيجيتها تعارض وجود دولة اسرائيل والغرب كذلك. هذه التنظيمات تتقاتل
فيما بينها من اجل السيطرة وهي تقتل بعضها البعض بطريقة فظيعة لا رحمة
فيها.
مع سقوط نظام بشار الاسد ستكف سوريا عن كونها دولة سيادية
وستتحول الى “ثقب أسود” حيث يزدهر الاسلام الاصولي على حدود اسرائيل
الشمالية. وغياب سلطة مركزية سيجذب الى سوريا عناصر اسلامية متطرفة من
افغانستان وحتى الشيشان، الذين سيتوجهون بعد فرض سيطرتهم على سوريا الى
دولة اسرائيل. ايضا انتصار المعسكر الراديكالي السني في سوريا سيخلق تهديد
حقيقي للنظام الهاشمي المؤيد للغرب في الاردن، وسيؤثر في الوضع الطائفي
القائم في لبنان، وسيؤدي الى تغيير حقيقي في الشرق الاوسط.
لذلك، فان التغيرات التي حدثت في الاشهر الاخيرة تلزم دولة
اسرائيل بعمل كل ما في استطاعتها للابقاء على نظام الاسد في سوريا. وفي هذا
السياق لا يجب استبعاد موضوع تقديم المساعدة، المباشرة وغير المباشرة،
للنظام السوري، ويشمل ذلك غض الطرف عن وجود قوات مقربة من ايران في سوريا.
ومن اجل كبح جماح النجاحات التي تحققها التنظيمات السنية المتطرفة فان على
اسرائيل الحفاظ على الوضع القائم في سوريا، وعدم السماح بانتهاء الحرب
بانتصار أحد الأطراف، وهذا من خلال دعم النظام القائم، مساعدة النظام ولو
لاسباب ميكيافيلية. قد يكون لهذا قيمة استراتيجية أمام ايران وحزب الله،
وقد يفتح قنوات سرية بين دولة اسرائيل وبين الخط الشيعي.
سوريا كدولة لم تعد تشكل تهديدا على اسرائيل. وفي المقابل
بدأ يتشكل تهديد استراتيجي آخر بمستوى عالٍ من الخطر – انتصار تنظيم الدولة
الاسلامية وسيطرتها مع تنظيمات اسلامية متطرفة اخرى على الدولة التي لها
حدود مشتركة مع اسرائيل، وتأثير انتصار كهذا على دول عربية اخرى، لا سيما
الاردن. يجب أن تشكل سابقة الصومال ضوء احمر وتحذير على ما يمكن أن يحدث في
ظل قتال تنظيمات متطرفة وغياب حكم مركزي. هذا يلزم اسرائيل بتغيير موقفها
من الصراع السني الشيعي في سوريا، وتأييدها لاستمرار حكم نظام الاسد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق