سوار الدهب يكشف عن دعم (قطري ـ سعودي) للإنتفاضة ضد نميري في 1985
الخرطوم 15 يوليو 2015 ـ كشف المشير عبد الرحمن سوار الدهب رئيس الحكومة الإنتقالية عقب انتفاضة أبريل 1985 بالسودان، عن دور قطري وسعودي يذكر لأول مرة في تأييد ودعم الثورة التي أطاحت بالرئيس جعفر نميري، ما أسهم في توطيد دعائم الحكم الجديد.
- المشير عبد الرحمن سوار الدهب
وحكم سوار الدهب السودان لفترة إنتقالية امتدت لعامين، جرت بعدها انتخابات عامة في 1986 حقق فيها حزب الأمة القومي بقيادة الصادق المهدي الأغلبية، وتلاه الحزب الاتحادي الديمقراطي بقيادة محمد عثمان الميرغني، والجبهة الإسلامية القومية.
وقال سوار الدهب في حوار مع صحيفة "الشرق" القطرية، الأربعاء، إن أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة، بذل جهودا كبيرة للغاية في دعم حركة التغيير التى قادها في انتفاضة السادس من أبريل، وأوضح أن جهود الأمير الوالد، والذي كان حينها وليا للعهد، ساهمت في معالجة الكثير من مشاكل السودان.
وروى أن الانتفاضة التي أطاحت بالنميري تصادفت مع وجود الشيخ حمد في السعودية لحضور مناورات درع الجزيرة بحضور العاهل السعودي الأسبق الملك فهد بن عبد العزيز، وقال "في صبيحة يوم التغيير أبلغ الأمير الملك فهد بالمستجدات بالسودان وأن على رأس السلطة الجديدة شخص المشير سوار الذهب واعطاه صوره طيبة عني".
وأكد سوار الدهب أن الملك فهد وجه وزارة الخارجية السعودية بإبلاغ سفيرها في الخرطوم بأن يتوجه إلى القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية ليعترف بالحكومة الجديدة ويبلغ تحيات الملك لرئيس الحكومة الإنتقالية.
وتابع "قال لي السفير: إن الملك فهد يطلب منك أن ترسل مندوبا من الخرطوم ومعه احتياجات السودان لدعم السلطة الجديدة في الخرطوم".
وأوضح أنه عندما تسلم مقاليد الحكم في السودان كانت هناك احتياجات كثيرة، فعمد إلى حل الحكومة وكلف وكلاء الوزارات بالحضور للقيادة العامة للجيش للتعرف على أحوال البلاد.
وأضاف أنه لم يسمع من مسؤولي الوزارات حديثا مطمئنا عن الظروف الإقتصادية، "مسؤول البترول قال إن البلد بلا بترول والموجود لا يكفى لأسبوع ومسؤول المالية قال إنه لا يوجد عملات أجنبية والبلاد مدينة للصناديق العربية وإذا لم نلتزم بالسداد فلن تحصل على قروض جديدة، ومسؤول الزراعة قال إن البلاد عاشت عامين من التصحر ولا توجد مدخلات زراعية للموسم الزراعي ومسؤول الصحة أفاد بعدم وجود أدوية منقذة للحياة.. عموما كانت الأوضاع الاقتصادية والمعيشية مزعجة للغاية".
ومضى سوار الدهب ليقول إن السفير السعودي أبلغه بأن الملك فهد يطلب منه أن يرسل مندوبا باحتياجات السودان العاجلة وبالفعل تم إيفاد مختصين من بنك السودان المركزي ووزارات الزراعة والصحة والبترول، وعندما وصلوا الرياض وجدوا الملك في انتظارهم وقال لهم قولته المشهورة: "نحن نقتسم الخبز مع السودان".
ونوه إلى أن الملك فهد أمر، وقتها، بمنحة فورية لبنك السودان بقيمة 60 مليون دولار وفي اليوم التالي تحركت البواخر من السعودية في اتجاه ميناء بورتسودان لتفريغ حمولتها من المواد البترولية و"استقر الحال بشكل غير عادي".
وأردف قائلا "عليه فإن الفضل بعد الله يعود لسمو الأمير الوالد فجزاه الله خيرا على كل ما فعل تجاه إخوته في السودان.. لقد كان سببا في استقرار الحكم الجديد في الخرطوم".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق