الجنرال بنجوس (1)
بقلم: محمد علي نور حسين
الحلقات نقلاً عن موقع فرجت
الساعة الخامسة
والنصف صباحا تم استدعاء الجنرال (بنجوس) لجهاز الإستخبارات على وجه السرعة
لأمر بالغ الأهمية ,, توجه الجنرال في طريقه لمبنى الإستخبارت وقبل وصوله
للمبنى بدقائق تلقى مكالمة من وزير الدفاع تأمره بتغير مساره والذهاب
لمكتب الرئيس ,, بكل بساطة وتلقائية القى وزير الدفاع بأوامره للجنرال
(بنجوس) الذي تلقى تلك الأوامر وهو يعيد تخيل مستقبله وليس يومه فقط أن يتم
استدعائك لمبنى الإستخبارت لهو شيئ بسيط مهما كان . أما ان يتم استدعائك
لمكتب الرئيس فقد حان أوان التغير للأسواء او للأحسن كما يريد هو , عاد
الجنرال بذكرياته للوراء قليلا وهو يعدل من مساره مجبورا ليسلك الطريق
المؤدي لداخل العاصمة وتحديدا شارع كمشتاتو ,, تذكر ايام النضال والتضحيات
من اجل الوطن تذكر زميلته في النضال وحبه الاول .. وابتسم ,,ابتسامة كان
لها معنى يا ليت تلك الايام تعود لحين .. من اول دخوله لشارع كمشتاتو احس
ان هناك خطاء ما فليس من عادة الجيش الإنتشار هكذا من اول الصباح حتى لو
كانو سيقومون بحملة لجمع الشباب الهاربين من تأدية الخدمة الوطنية . احس
انه يجب ان لا يذهب لمكتب الرئيس لان هناك نهاية لشيئ ما ويمكن ان تكون
نهاية حياته هو . كان الخوف ظاهرا على وجه الجنود الموزعين على طول الطريق
الأمر الذي يؤكد ان الموضوع جد خطير وليس بخير لنا نحن (الجيش) , لا استطيع
ان اتخيل ما الذي يمكن ان يكون قد حدث فليس من الممكن ان يحدث شيئ يعكر
صفو الرئيس الا ان يكون قد سمع من بعض قدماء المحاربين بعض الاستهجان من
سياساته او ان يكونو قد طالبو باطلاق سراح بعض الاسرى من زملائهم في النضال
الذين تم حبسهم لاسباب غاية في السرية بالنسبة للمواطنين مع انه بالنسبة
لنا كان من السهل معرفة اسباب زجهم في السجون ,,لقد تحدو أوامر الرئيس او
طلبو بإصلاحات ,,وهو ما يعد جريمة عظمة ,, ولا تحتاج لمحاكمة من وجهة نظر
الرئيس .
لماذا أتعب نفسي بالتفكير في الأسباب وبعد دقائق سأعلم ما الأمر الذي بسببه تم استدعائي لمكتب الرئيس .
قبل الدخول للمبنى
الذي يحوي مكتب الرئيس اود ان اعرفكم بنفسي اسمي ليس (بنجوس) ولكن كاتب
القصة لم يجد من داعي ليقول اسمي الحقيقي . انا من أول المناضلين من اجل
الوطن وهذا شيئ أعتز به جدا, فقد كنت صغير السن عندما إلتحقت بالنضال من
اجل التحرير (بنجوس ) كان لقبي لسنوات وكنت احب هذا اللقب , في البداية لم
اكن سوى مساعد طباخ ,, مرت الايام وكبرت وكان لا بد ان انخرط في التدريب
العسكري وقد كان ,, لم اجد صعوبة في ان اتعلم التكتيكات القتالية وإستخدام
كافة الاسلحة التي كان مسموحا لنا بإستخدامها وكنت دائما ما أحوز على إعجاب
المدربين والقادة ,, وبعد مرور عام كامل من دخولي ميدان القتال تم إختياري
للإلتحاق بدورة عسكرية في بلد عربي . وكنت من المبرزين فيها . لم اكن أدري
نوع التدريب في بداية الأمر كنت أعتقد انه تدريب على اسلحة وتكتيكات جديدة
فقط ولكن كان تدريبا مختلفا جدا ,, كان التدريب عبارة عن تعلم طرق
للإستجواب والتعذيب وهو ما لم اكن واثقا من اجادته او أن أواصل فيه من
ألاساس .. ولكن بعد مدة قصيرة جدا كنت قد بدأت الاستمتاع والتلذذ بأصوات
المستجوبين وترجيهم لي ان ارحمهم واخفف عنهم التعذيب او ان اقتلهم من اجل
ان اريحهم من عذابهم , ولكن لا تكمن اللذة في القتل أبدا بل في ان تسمع
الأنين الصادر منهم وترى دمائهم تسيل من انوفهم وافواههم من اثر الضرب
والركل , لا استطيع ان اصف اللذة المصاحبة لتعذيب شخص ما , خاصة إذا كان
عدوا لبلدي.
كان من ضمن
التدريبات ان نطور او نخترع اساليب جديدة للتعذيب تكون من بيئتنا نحن
المتدربين وكنت اول من طرح فكرة استخدام التين الشوكي في التعذيب عن طريق
ادخال الشوك بين الاظافر واللحم وقد حازت على اعجاب المدربين وكان لها اثر
كبير في ان يعترف الكثير من اعداء الوطن بما نريد منهم بسرعة كبيرة .
تودون مني
الاعتراف بانني مارست مهنتي بعد التحرير والعمل مع النظام في التنكيل
باعداء الوطن من الداخل ؟ نعم كان لي دور في استخلاص المعلومات المهمة و
المفيدة من بعض المعارضين للنظام خاصة من كان يأتى به من خارج الوطن في
صندوق ويتم تسليمه لشعبة خاصة بنزع المعلومات, كنت انا رئيسا لتلك الشعبة
بعد عودتي من دورة تدريبية خارج الوطن . استطعت في تلك الدورة من ان اتعلم
كيفية استخلاص المعلومات من المستجوبين ببعض العقاقير المهلوسة والمواد
المخدرة وهو ما كان يعد طفرة في فن الاستجواب بالنسبة لنا ,صحيح ان اسلوب
الاستجواب بالعقاقير كان فعالا ولكن كنت دائما ما اعود للاستجواب التقليدي
واستمتع ببعض مناظر الدم واسمع اصوات البكاء والرجاء منهم اعداء الوطن
الأنجاس , هل علمتم من انا الان ؟؟ انا اليد التي تصفع الخونة لتعيدهم
لصواب الإحساس بقيمة الوطن والنظام الحاكم.
خطوت داخلا بوابة المبنى الذي يضم مكتب الرئيس وانا خائف من ان تدور الدنيا دورتها الشهيرة وأمسي من قاتل , لمقتول.
كان سيادة وزير
الدفاع في انتظاري وبان عليه من الجهد والخوف ما لم يعبر صوته في مكالمته
لي , كانت كلماته واضحة وصريحة لدرجة قريبة جدا من الفعل , الصدمة بالنسبة
لي من ما سمعت من سيادة وزير الدفاع ان هناك اشخاص سولت لهم نفسهم ان
يحاولو القيام بإنقلاب على رئيس البلاد ,, لم استطيع ان اصدق انه يمكن يحدث
مثل هذا في بلدي ,قلت هؤلاء خونة ويستحقون السحل والموت البطيئ , نظر لي
وزير الدفاع وقال ان الرئيس يعلم انك من اشد الموالين له لذا اراد ان يوكل
اليك شخصيا مهمة استجواب الخونة , لمحت في مراة المكتب ان معالم وجهي
تتغير تدريجيا لشخص اخر اعلم ما هو انا وحدي .
كنت احاول ان اعرف
من سيادة وزير الدفاع عن أسماء الخونة عندما فتح باب المكتب ودخل سيادة
الرئيس وهو يبتسم لي . وانا لا ادري ماذا اقول او افعل , صافحني وهو يقول
لي انت من سوف يحل لغز هؤلاء الاوغاد الخونة انت املنا في ان نعرف من
ورائهم, وهل انتهى التنظيم الخاص بهم ام هناك افراد اخرين لم نستطع
اكتشافهم والقبض عليهم, كل هذه الاسئلة جوابها سوف يكون لديك انت بعد ان
تستجوبهم وانا اثق فيك , صافحني مودعا وشد على يدي بما معناه انت املنا
الوحيد , وكنت اعلم ذلك…..
يتبع
wedi_ali_jbr@yahoo.com
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق