الاثنين، 29 يونيو 2015

اغتيال النائب العام المصري رسالة دم عشية ذكرى 30 يونيو موقع صحيفة العرب



اغتيال النائب العام المصري رسالة دم عشية ذكرى 30 يونيو
  • شكل اغتيال النائب العام هشام بركات حلقة جديدة من حلقات العنف التي تشهدها مصر منذ سقوط حكم 
  • جماعة الإخوان المسلمين، ووقعت هذه العملية عشية ذكرى 30 يونيو في رسالة للدولة مفادها لا محيد
  •  عن العنف إلا بعودة “الشرعية” المزعومة.


التفجير الذي استهدف النائب العام يكشف عن قصور أمني

القاهرة - توفي، بعد ظهر الإثنين، النائب العام المصري هشام بركات متأثرا بجراح أصيب بها في انفجار سيارة
 ملغومة استهدفت موكبه في القاهرة.
وقالت وكالة الأنباء الرسمية المصرية إن بركات “لفظ أنفاسه الأخيرة متأثرا بجراحه”، مضيفة “أجريت له عملية جراحية
 دقيقة فارق في أعقابها الحياة”.
وأفتت قيادات الإخوان ورجال دين موالون للجماعة باستباحة دماء القضاة في مصر.
ويعد بركات أعلى مسؤول في الدولة يُقتل في هجوم منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي المنتمي لجماعة
الإخوان المسلمين في منتصف 2013، بعد احتجاجات حاشدة على حكمه الذي استمر عاما.
ونقلت الوكالة عن المتحدث باسم وزارة الصحة حسام عبدالغفار إن 9 آخرين أصيبوا في الهجوم نقلوا إلى مستشفيين للعلاج.
وقالت مصادر إن السيارة الملغومة فجرت عن بعد، وإن العشرات من السيارات تهشمت أو احترقت كما تحطمت
واجهات متاجر ومنازل في الانفجار.
وزاد استهداف العاملين بالسلك القضائي ومسؤولين، في الآونة الأخيرة، من جانب إسلاميين متشددين
مناوئين لحكومة الرئيس عبدالفتاح السيسي، بعد صدور أحكام بالإعدام والسجن المؤبد بحق قادة الإخوان
وأعضاء في الجماعة ومؤيدين لها في الشهور الماضية.
وأعلنت جماعة غير معروفة تسمي نفسها “المقاومة الشعبية بالجيزة” مسؤوليتها عن الهجوم.
 وقالت في صفحة على فيسبوك إنها استهدفت سيارة النائب العام أمام منزله ونشرت صورا قالت إنها للانفجار.



وفي وقت لاحق أزالت الجماعة إعلان المسؤولية من الصفحة التي لم يتسن التحقق من مصداقيتها.
وفي الشهر الماضي، دعت ذراع تنظيم الدولة الإسلامية في مصر والتي تسمي نفسها ولاية سيناء أتباعها
 إلى مهاجمة القضاة، فيما يفتح جبهة جديدة في نشاطها الهادف لتركيع الدولة.
وقتل، في نفس الشهر، ثلاثة قضاة بالرصاص في هجوم في مدينة العريش عاصمة محافظة شمال سيناء
حيث تنشط الجماعة المتشددة.
كما هوجمت في الآونة الأخيرة، منازل وسيارات لقضاة وألقيت زجاجات حارقة على عدد من نوادي القضاة ف
ي أكثر من مدينة.ويأتي الهجوم الأخير على بركات عشية الاحتفال بذكرى 30 يونيو التي أنهت حكم جماعة الإخوان في 2013.
ويرى خبراء أن هناك ارتباطا وثيقا بين عملية الاغتيال وذكرى اليوم، حيث أراد مرسلوها التأكيد أنه لا عودة
عن نهج العنف لاسترداد ما يعتبرونه “الشرعية” التي انتزعت منهم في مثل هذا اليوم.
وقال نبيل نعيم، القيادي السابق بتنظيم الجهاد، إن استهداف موكب النائب العام، أمر كان متوقعا،
خاصة لتحريض ما يسمی ببيان نداء الكنانة علی رجال القضاء المصري، لافتا إلى استهداف
 ما يسمی تنظيم ولاية سيناء لقضاة بشمال سيناء في وقت سابق.
وأضاف نعيم، أن جماعة الإخوان ترتكب نفس الأخطاء علی مدى تاريخها، موضحا أن استهداف القضاة
لن يثنيهم عن مواصلة محاكمة قيادات الجماعة.
من جانبه اعتبر ماهر فرغلي الخبير في شؤون الحركات الإسلامية في تصريحات لـ“العرب” أن جماعة الإخوان،
 تعاملت مع أحكام الإعدام التي صدرت ضد قياداتها، بمبدأ الثأر، وأفتت عقب صدور الأحكام،
 بوجوب قتل القضاة وعلى رأسهم النائب العام.
ووصف فرغلي تصرفات الجماعة بـ“الحمقاء” وأن أعضاءها يكررون نفس الأخطاء منذ أربعينات القرن الماضي،
موضحا أن القيادة المصرية لا تزال مترددة في التعامل مع الجماعة بقسوة وحزم.
وتوقع استمرار تنفيذ مثل هذه العمليات الإرهابية، خاصة الاغتيالات، لأن الجماعة لا تزال تتمتع بدعم خارجي يمنحها القوة.
وأضاف أن للجماعة تنظيما يسمى “التنظيم الخاص”، له علاقة قوية بجماعة وتنظيم داعش، وهناك تعاون مع
 التنظيمين في رسم خطط العمليات.
وأعادت محاولة اغتيال النائب العام واقعة قريبة الشبه قام بها الإخوان ضد القاضي أحمد بك خزندار في مارس 1948.

ليست هناك تعليقات: