اوروبا تعلن “حربا الالكترونية” على “الدولة الاسلامية” موقع صحيفة رأى اليوم
باتت “الدولة الاسلامية” تحتل المكانة الاخطر في الغرب بسبب
توسعها المتواصل والانتصارات العسكرية التي تحققها في العراق وسورية، ولكن
اللافت ان معظم الدول الغربية لا تعرف كيف تتعامل مع هذا الخطر، خاصة ان
اكثر من ثلاثة آلاف غارة جوية نفذتها طائرات التحالف الستيني بقيادة
الولايات المتحدة، لم تحقق اي من اهدافها في منع “تمدد” “الدولة” او
اضعافها.
الحرب على “الدولة الاسلامية”، التي تشن على جبهات متعددة
حاليا، على وشك ان تنتقل الى جبهة جديدة عنوانها وسائل التواصل الاجتماعي،
اذا لم تكن قد انتقلت فعلا، حيث افادت تقارير صحافية نشرت امس عن تشكيل
وحدة استخبارية خاصة وظيفتها منع “الدولة” من نشر افكارها على هذه الوسائل،
واغلاق حساباتها على “الانترنت” و”الفيسبوك” و”التويتر” وكشف هوية مستخدمي
هذه الوسائط والمتأثرين بها.
التقارير نفسها تفيد ان هذه الوحدة اغلقت حتى الآن 7000 حساب
لـ”الدولة”، او المتعاطفين معها، على “التويتر” فقط، ومستمرة في البحث عن
مواقع اخرى خاصة على “الفيسبوك”.
مهمة هذه الوحدة الاستخبارية التي ستعمل تحت ادارة
“اليوروبول” ستكون في قمة الصعوبة، لان “الدولة الاسلامية” تملك ذراعا
تقنيا قويا جدا يشرف عليه خبراء شباب تعلموا في جامعات الغرب، ويشكلون جيشا
الكترونيا فاعلا للغاية، ويتزعم هذا الذراع شاب سوري يدعى احمد ابو سمرة،
درس في فرنسا ثم انتقل الى جامعة مسوشيتش الامريكية، حيث حصل على درجة
الدكتوراه في علوم “الكمبيوتر” وتكنولوجيا المعلومات.
وعندما نقول ان هذه المهمة صعبة، فانه يكفي الاشارة الى ان
“الدولة الاسلامية” وانصارها المنتشرون في مختلف انحاء العالم يرسلون يوميا
اكثر من 94 الف رسالة (تويت) على جهاز “التويتر”، وينجحون دائما في فتح
حسابات جديدة في كل مرة تنجح فيه ادارة “التويتر” في اغلاق حساباتهم.
اهمية وسائط التواصل الاجتماعي بالنسبة الى “الدولة” تكمن في
توظيفها لها في ايصال افكارها الى الشباب في الغرب والشرق معا، وتجنيد
اكبر عدد ممكن منهم في صفوفها، وهذا ما يفسر تضخم عدد قواتها الى اكثر من
مئة الف مقاتل، هذا غير الخبراء والاداريين.
ما يثير احباط الدول الغربية، التي تقاتل “الدولة” بشراسة،
انها تقاتل على عدة جبهات في الوقت نفسه، تفصل بينها آلاف الكيلومترات
بكفاءة عالية، وتسيطر على المزيد من المدن رغم الغارات الامريكية، وقوات
الجيشين العراقي والسوري، مثلما حصل عندما استولت على مدينتي الرمادي
العراقية، وتدمر السورية الاثرية.
انها حرب طويلة وشرسة ومكلفة ماديا وبشريا، سواء بالنسبة الى
الدول الغربية او للدول الاقليمية المنخرطة فيها، والمنخرطون في هذه الحرب
يدركون جيدا ان اي تهاون او تراخ قد يصب في مصلحة “الدولة الاسلامية”
ومخططاتها التوسعية، وهذا مفهوم ينطوي على الكثير من الصحة.
الحرب الالكترونية لا تقل خطورة واهمية من الحروب الارضية
والجوية، ولكن جميع المؤشرات تؤكد ان “الدولة الاسلامية” التي لا قدرة لها
على مواجهة الحرب الجوية، وتربح تارة وتخسر تارة اخرى، في الحرب البرية،
حققت تقدما كبيرا في هذه الحرب، اي الالكترونية حتى هذه اللحظة.
“راي اليوم”
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق