الجنرال بنجوس(4)
بقلم: محمد علي نور حسين
الحلقات نقلاً عن موقع فرجت
عندما
تصفع شخصا ما فأنت تهينه بشدة ويحس بالإنكسار والخطوع إذا لم يستطيع
الدفاع عن نفسه , لا اعلم كيف ارتبط الصفع بإحساس الإهانة والإنكسار, ولا
يهمني ان اعلم , المهم ان هذه الصفعة تعمل لصالحي ومن دون أجر, تبين ان هذا
الجنرال العجوز لم يتحمل هذه الصفعة وأحس انها إهانة لدرجة انه رفض أن
يتناول الطعام لبقية اليوم , غريب امر هؤلاء الخونة هل يعتقدون ان الصفع
شيئ مهين! اذا سيموت هؤلاء الخونة من الاحساس بالإهانة فقط لأنني سأمعن في
إهانتهم و إذلالهم لدرجة انهم سيتوسلون فيها للموت بأن يأتي إليهم مهرولا
ليخلصهم مني ,, خونة أوغاد يحسون بالإهانة! عجبي .
جنرال
مسئول عن التلفزيون والإذاعة يشترك في إنقلاب ضد الحكومة هو أهم شخصية
بعد المدبر,من قال هذا الكلام ؟ أنا طبعا , و من دون اي ذرة تفكير منكم
ايها القراء, فأنا معلمكم هنا فتعلمو عسى ان يستفيد منكم شخص ما وأكون له
قدوة , الجنرال رقم ثلاثة في قائمة الخونة المنقلبين على اسيادهم و ولاة
امرهم , هو جنرال مسئول عن مبنى التلفزيون والإذاعة في البلاد وكما قلت لكم
هو اهم شخصية بعد العقلية المدبرة للإنقلاب الفاشل , ما ذكر في الملف
الخاص به انه شخصية محترمة امام العامة ولا يرضى ان يشكك احد فى اخلاقه
ونزاهته وحبه للوطن وحبه واخلاصه لزوجته وأبنائه, نعم هو شخص يحب وطنه
ويحب زوجته ويضحي من اجل ابنائه بكل ما يملك وما لا يملك , المثالية هي
الصورة التي يحاول معظم الناس رسمها وإستخدامها ليبدو امام العالم (من يهمه
امرهم) انهم يستحقون الإحترام والتقدير والحب , وهو عكس الواقع احيانا
كثيرة, مثلا هذا الجنرال لديه من العشيقات ما فاق المعقول لرجل في سنه ومع
ذلك يشترط عليهن ان لا يعرفن رجلا اخر ومن تخالف فلها سوء العقاب , أين
الوفاء لزوجته هنا ؟الا يخاف على صحته حتى؟ , تبين ايضا ان لديه عصابة تعمل
تحت امرته في تهريب الشباب من البلاد الى الخارج عن طريق البحر او البر
ومن يمتلك المال الكافي يخرج منها جوا , وهو من مدبري الإنقلاب الفاشل !
ماهذا التناقض الغريب, اين حب الوطن هنا؟ .
منتصف الليل من
اليوم الثاني دخلت عليه الغرفة المحتجز فيها وكان يجلس على الارض تاركا
الفراش والكرسي الخشبي وهذا الفعل ان دل انما يدل على ندمه وخوفه من القادم
فهو يعلم ان هذا النعيم لذائل حتما , اقتربت منه وطلبت منه الجلوس على
الكرسي الخشبي , نفذ ما قلته له من غير ان ينظر لي حتى, اود ان تحكي لي ما
اللذي حدث بالضبط , لم يجب على سوألي , هل انت خائف مني ؟ سمعت صوته وهو
يضحك , هل جن هذا المخبول حتى يضحك في حضرتي ؟ اعتقد انه خائف جدا لدرجة
انه لا يستطيع ان يتحكم في التعبير عن مشاعره , إقتربت منه خطوات قليلة
وانا اتحدث له عن العقاب وعن خيانة البلد من قبل من كانو في يوم من الايام
يعتبرون عمودها الفقري كنت اقف امامه عندما وصلت لاخر حروف خطابي الوطني ,
عندها فقط رفع راسه ونظر لي وهو يبتسم ,فتح فمه ليقول شيئا ما ولكن فجاءة
انفجر ضاحكا وهو يسعل ويضرب كفا بكف , تركته يضحك حتى سالت الدموع على
خديه , لم يقل شيئا ابن الملعونة كان يضحك فقط ولكن كان ضحكه كافيا بالنسبة
لي ان انوي على امرا ما , امر لن يستطيع الضحك بعده ابدا وانا واثق من ما
اقول تركته وذهبت لاعداد العدة المناسبة للتمتع ببعض اصوات الانين فقد
اكتفيت من الضحك.
عدت بعد ساعة
وكان كما تركته على الكرسي الخشبي , لم امنحه الوقت ليفكر في ما سأفعله به
,امرت اثنين من فريقي بأن يقومو بتقيد يديه على الحلقة الموجودة في سقف
الغرفة وتجريده من ملابسه كلها حتى الداخلية, نفذو الاوامر في دقائق وكان
هو مذهولا من ما نفعل , اخذت الحقيبة التى اتيت بها معي وفتحتها كانت تحوي
بعض الادوات التي استخدمها في التعذيب فقط ليس الا , سحبت من احدى جيوب
الحقيبة مشرطا طبيا ولكن من نوع خاص , امرت من احد رجالي بتثبيت الخائن حتى
لا يتعبني بالحركة اثناء العمل , عرض علي ان يقومو بضربه اولا حتى لا
يتحرك وانا اقوم بتشريح جسده بالمشرط بعد ذلك ,رفضت بشدة لانني اود ان يشعر
بكل ما سأقوم بفعله لانه بعد الضرب سيتخدر جسده ولن يشعر بالألم كما ينبغي
, تم تثبيته وبدات عملي بإحداث جروح سطحية على لحم كتفه بدون ان اتوقف
حتى لاستمتع بكل هذه الصرخات والتلوي من فرط الالم , لا لم يبداء الالم
الحقيقي حتى الان لأستمتع به, امرت من احد الرجال ان يأتي بالجالون الموجود
بخارج الغرفة , اسرع بأحضاره وفتحت الجالون وبداءت اصب منه بعض الكحول
المركز على اكتاف الخائن انتفض جسده كأنه صعق كهربائيا, امسكت بالمشرط مرة
اخرى وبداءت اكمل عملي وصوت بكائه يملئ الغرفة, لن ارحمك اليوم ابدا ايها
الخائن , بعد نصف ساعة من العمل على هذا الخائن كان قد دخل في غيبوبة من
شدة الالم وهو شيئ طبيعي لمن هم في مثل سنه ولكن لن تدوم هذه الغيبوبة اكثر
من ساعة او ساعتين ونستأنف العمل من جديد , الألم مفتاح الاسرار , الالم
متعتي الابدية , ذلك المنظر المقزز لشخص تحت التعذيب لوحة من رسمي انا
وافتخر بها جدا , فليس من السهل ان ترسم وجها لرجل ودموع القهر على خديه
(حقيقية) وهو مقيد عاريا في منتصف غرفة بها ثلاثة اشخاص , يجب ان تكون
مبدعا وموهوبا لتصل لهذا الكمال في الرسم ,صدقني ليس من السهل ان تكون
مبدعا خاصة في مثل هذا المناخ اللذي نعيش فيه.
تلقيت مكالمة من
وزير الدفاع يسأل فيها عن التقدم في الاستجواب وهل اعترف احدا منهم ؟ ياله
من غبي وزير الدفاع هذا , هل يعتقد انه من الممكن ان يعترف اشخاص قامو
بإنقلاب على الدولة في خلال يومين فقط؟ اقسم انهم لو اعترفو في مدة اقل من
اسبوعين لأقوم بقتلهم واحدا تلو الاخر, اين متعتي انا ؟ تبا له هذا المسمى
وزيرالدفاع , بعد متعتي يأتي الوطن , كم مرة في العمر سأعيش قصة الانقلاب ؟
هي مرة ويجب ان اتمتع بها , حل عني ياوزير الدفاع فأنا في طريقي لأن احقق
متعتي الابدية واسطر اسمي بالدم في تاريخ هذه البلاد العظيمة.
عدت
للغرفة مرة اخرى بعد ان اخبروني انه فاق من الغيبوبة , عجيب امر هذا
الانسان تتغير مبادئه وطباعه في لحظات فقط ,عند دخولي الغرفة فقط صرخ
الجنرال الخائن بأنه سيعترف بكل شيئ , كل شيئ ؟ تبا لي , هل يمتلك هذا
الكلب أذن تمكنه من سماع الاصوات من بعيد ام ماذا, لقد حقق لوزير الدفاع ما
كان يريد في لحظات, لا يهم لن اخبر وزير الدفاع هذا بكلمة من ماسيعترف به
هذا الخائن , اجلسته على الكرسي الخشبي وأمرته ان يحكي لي من البداية ,
بداية قصة الانقلاب ومن هو المدبر لها , اود ان اعرف من الذي سول له
الشيطان اولا , اريد ان اعرف كبيرهم الذي علمهم الإنقلاب , وزير الدفاع,
اول جملة نطق بها المعتوه , ما به وزير الدفاع وماهي علاقته بالانقلاب ؟
وزير الدفاع هو العقل المدبر لمحاولة الانقلاب , لم استوعب حديثه في بداية
الامر ,هل تريد ان تقول ان لوزير الدفاع يدا في هذا الانقلاب ؟ تبا لك ولي
ايها الخائن الغبي , خذوه وعلقوه حتى نكمل عملنا , اعتقد انك لن تعترف
بالسهولة التي كنت اتوقعها وهو ما اريده بالضبط , اقسم لي والدموع تملئ
عينه ان الجنرال هو من دبر محاولة الانقلاب وانه هو اللذي وشى بهم ايضا
ولكن لا يعلم لماذا وشى بهم وزير الدفاع , اسمع ايها العجوز الخرف ليس لدي
وقت لان اسمع مثل هذه الاكاذيب فهي لن تنجيك مني ابدا , علقوه وهو يصرخ
ويبكي مثل الطفل , انجاس هم من يحاولون ان ينقلبو على اسيادهم , ولكن انا
لهم بالمرصاد , استأنفت عملي ولكن بطريقة جديدة وضعت في مواجهة الخائن كشاف
ضوئي كبير جدا ذا ضوء قوي جدا جدا وحرارة اقوى وهو مقيد على وضعه الاول لن
ينام الخائن ابدا مادام هذا الكشاف يعمل سيعميه الضوء وتقتله الحرارة ,
خرجت وانا لا انوي ان اعود اليه قريبا.
wedi_ali_jbr@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق