قلق سعودي بعد اطلاق صواريخ سكود من اليمن باتجاه عمق المملكة موقع صحيفة رأى اليوم
صنعاء ـ “راي اليوم:
سجل النزاع في اليمن تصعيدا جديدا مع هجمات واسعة النطاق
للمتمردين الحوثيين على السعودية ردا على تكثيف الغارات الجوية التي
تستهدفهم وذلك مع دنو موعد محادثات السلام المرتقبة في جنيف، في الوقت الذي
اعتبره مراقبون تطورا خطيرا في مجرى الحرب الدائرة والتي تهدد العمق
السعودي، في الوقت الذي ينذر فيه تكثيف الهجمات الحدودية بحرب برية في
الاتجاه المعاكس.
واعرب المراقبون عن القلق بشأن استخدام الحلف “الصالحي
الحوثي” لصواريخ السكود الذي يعني وصول شحنات من هذه الصواريخ اليهم في
تطور جديد ينقل الصراع الى مرحلة جددة.
واعتبر المراقبون ان استخدام صواريخ سكود يذكر بصواريخ وحزب
الله وحركة المقاومة الاسلامية “حماس″ والجهاد الاسلامي التي وصلت الى
العمق الاسرائيلي، وكان لافتا ان اسرائيل قصفت عدة شحنات من صواريخ السكود
التي كانت في طريقها الى حزب الله من سورية لادراكها مدة خطورتها، وان
السعودية تدرك بالتالي مدى خطورتها في حال تم استخدام هذه الصواريخ لقصف
مدن مثل خميس شميط وابها اي ما بعد جازان ونجران وبامكانها الوصل الى العمق
السعودي مما تشكله من خطر على المملكة، بعد ان اقتصار استخدامها لصواريخ
الكاتيوشا محدودة التأثير.
فقد اطلق
الحوثيون وحلفاؤهم من العسكريين الذين بقوا موالين للرئيس السابق علي
عبدالله صالح قبل فجر السبت صاروخ سكود على جنوب السعودية المنطقة التي سبق
وتعرضت مساء الجمعة لهجوم على جبهات عدة.
والهجوم هو بحسب وسائل اعلامية سعودية الاول بهذا الحجم منذ
بدء حملة الضربات الجوية للتحالف العربي بقيادة السعودية على المتمردين
الحوثيين وحلفائهم في اليمن.
واسفرت المعارك التي تلت هذا الهجوم صباح السبت عن مقتل
اربعة عسكريين سعوديين بينهم ضابطان اضافة الى عشرات القتلى في الجانب
اليمني كما اعلنت قيادة التحالف في بيان.
وجاء في بيان لقيادة القوات المشتركة نشرته وكالة الانباء
السعودية “تمكنت قواتنا المسلحة السعودية اليوم من صد هجوم على عدة محاور
بقطاع جيزان ونجران من الجانب اليمني اتضح أنه منسق ومخطط ومنفذ من قبل
تشكيل للحرس الجمهوري التابع لقوات الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح
وبمساندة من ميليشيا الحوثي”.
وردا على ذلك قصفت الطائرات الحربية لقوات التحالف العربي
بقيادة السعودية خلال الليل الفائت مواقع عسكرية عدة وكذلك مواقع للمتمردين
في شمال اليمن بما في ذلك العاصمة صنعاء وايضا في الجنوب.
واستهدفت الغارات مخازن للاسلحة والذخيرة في جبل نقم وفج
عطان والنهدين وهي ثلاث تلال مطلة على صنعاء تعرضت لهجمات مرارا في السابق،
وكذلك مقر قيادة القوات الخاصة ما ادى الى انفجارات عنيفة هزت طوال الليل
العاصمة صنعاء بحسب شهود عيان.
وافاد شهود عيان وكالة فرانس برس ان طيران التحالف استأنف
قصف مخازن الأسلحة التابعة لميليشيات الحوثي والرئيس السابق صالح في معسكر
الحفا جنوب شرق صنعاء كما شوهد تحليق كثيف للطيران في سماء صنعاء.
وفي محافظة حجة بشمال اليمن أكد مصدر في السلطة المحلية
لوكالة فرانس برس أن عشرات القتلى والجرحى من ميليشيات الحوثي وقوات الرئيس
السابق صالح سقطوا في قصف طائرات التحالف لرتل عسكري في مثلث عاهم الحدودي
مع المملكة العربية السعودية بمنطقة حرض في محافظة حجة.
وتدخلت قوات التحالف ايضا في محافظات جنوبية بينها لحج حيث
قصفت قاعدة العند الجوية الاكبر في البلاد ويسيطر عليها المتمردون وفي تعز
حيث قتل سبعة مدنيين واصيب 29 بجروح الجمعة في قصف للمتمردين على احياء
سكنية في هذه المدينة ثالث كبرى مدن البلاد بحسب مصادر عسكرية وطبية.
واليوم نقلت وكالة الانباء السعودية الرسمية بيانا صادرا عن
قيادة القوات المشتركة للتحالف العربي بقيادة السعودية، جاء فيه “في الساعة
2,45 (23,45 ت غ) من صباح السبت أطلقت ميليشيات الحوثي و(الرئيس السابق)
المخلوع علي عبدالله صالح صاروخ سكود باتجاه مدينة خميس مشيط (جنوب غرب
السعودية)، وتم بحمد الله اعتراضه من قبل قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي
بصاروخي باتريوت”.
واضاف البيان “ان القوات الجوية للتحالف بادرت، في الحال ،
بتدمير منصة إطلاق الصواريخ التي تم تحديد موقعها جنوب صعدة” معقل الحوثيين
في شمال اليمن.
واطلاق صاروخ سكود امر نادر منذ بدء الضربات الجوية على
اليمن، اذ ان قوات التحالف سيطرت منذ الايام الاولى لعمليتها على المجال
الجوي لليمن بعد ان قلصت قدرات الدفاعات الجوية واستهدفت مواقع اطلاق
صواريخ سكود.
ويأتي هذا التصعيد في وقت وافق الحوثيون الجمعة على المشاركة
في محادثات مع الحكومة في جنيف بمبادرة الامم المتحدة في مسعى لانهاء
الحرب في هذا البلد الفقير في شبه الجزيرة العربية.
واعتبرت صحيفة الحياة العربية السبت ان كل طرف يسعى الى
تسجيل مكاسب قبل بدء الحوار، مشيرة الى هدنة محتملة مع بداية شهر رمضان
المرتقب نحو 17 حزيران/يونيو.
ولم يحدد اي موعد رسمي لهذه المحادثات لكن بحسب دبلوماسيين
في نيويورك فانها ستبدأ في 14 حزيران/يونيو. والهدف منها كما قال هؤلاء
الدبلوماسيون هو وقف اطلاق النار ووضع خطة انسحاب للمتمردين من المناطق
التي سيطروا عليها وزيادة المساعدة الانسانية.
ويطالب المتمردون حتى الان بوقف الضربات الجوية التي يقوم
بها التحالف العربي بقيادة السعودية منذ 26 اذار/مارس لاعادة سلطة الرئيس
عبد ربه منصور هادي الذي لجأ الى الرياض ومنع هؤلاء المتمردين من السيطرة
على كامل البلاد.
ولم يفصح علي عبدالله صالح حليفهم الاساسي عما اذا كان حزبه، المؤتمر الشعبي العام، سيشارك في محادثات جنيف.
واسفر النزاع عن سقوط حوالى الفي قتيل ودفع اكثر من 545 الف شخص الى مغادرة منازلهم بحسب الامم المتحدة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق