مفاصلة الإسلاميين ما بين الحبكة والحقيقة!!
- نشر بتاريخ الأحد, 21 حزيران/يونيو 2015
- بقلم: أحمد طه الصديق
قبل عام تقريباً، كتب الكاتب المعروف
إسحاق أحمد فضل الله مقالاً بصحيفة «الإنتباهة»، حرَّك السكون في الساحة
السياسية، وأعاد للذاكرة حدث مفاصلة الإسلاميين في السلطة التي قضت بذهاب
د.الترابي من ساحة النفوذ والتأثير السلطوي والسياسي داخل المؤتمر الوطني،
فمنذ وقوع الحدث الزلال، كان وقعه لدى المواطن العادي والمراقبين بين مصدق
ومتشكك، لكن كيف جرت الوقائع إبان إعلان المفاصلة الشهيرة؟.
فاجأ رئيس الجمهورية -الفريق آنذاك- عمر البشير بإعلان حالة الطوارئ في البلاد وتعليق الدستور وإنهاء أجل المجلس الوطني (البرلمان)، وقال في مؤتمر صحافي عُقد بعد يوم واحد من إعلان القرارات، إن القرارات جاءت لإعادة هيبة الدولة التي أضعفتها الهيئة القيادية للمؤتمر الوطني، وأشار بأنه ضد النظام الأساسي للمؤتمر الوطني لأنه يضع السلطة في يد الهيئة القيادية، متناسين أن هناك حكومة ورئيساً. وقال إنه ليس لديه خلاف مع قواعد المؤتمر الوطني، بل مع المؤسسات الفوقية التي جاءت بطُرق يعلمها الجميع. وقال إن الأمر بلغ في الأيام الماضية مرحلة خطيرة لدرجة أن تقوم الهيئة القيادية بتكوين لجنة محاسبة له شخصياً بحجة التغيُّب عن الاجتماعات، وقال إن هناك استهدافاً واضحاً لهز سلطة الدولة وإسقاطها، وأن ذلك انعكس في العصيان والرفض لتوجيهاته وقراراته التي يصدرها بشأن دفع مرتبات المعلمين وإزالة نقاط التحصيل عبر الولايات من قبل بعض الولاة، وكذلك رفض المجلس الوطني لطلباته وخطاباته. وقال إنه لا يمكن لبلد مثل السودان أن يُدار برئيسين، وأشار بأن الترابي أعلن صراحة لطلبه ورفضه مناقشة التعديلات الدستورية بالمجلس الوطني الذي يجعل الرئيس منسقاً بين الجهازين التنفيذي والتشريعي، وخلص إلى أن الوضع بات يمثل الوضع قبل الثلاثين من يونيو، وكان لابد من أن يفي بالبيعة التي تلقاها من الشعب.
وعلى إثر إصدار قرارات الرئيس، عقد د. حسن الترابي رئيس المجلس الوطني والأمين العام للمؤتمر الوطني مؤتمراً صحافياً في مقر المؤتمر الوطني بالخرطوم وصف فيه قرارات الرئيس التي أعلن فيها الطوارئ وحلَّ المجلس الوطني، بأنه انقلاب وخرق لقانون الحكم الاتحادي وغدر بالمؤسسة السياسية.
وصف الكاتب المعروف إسحاق أحمد فضل الله في مقال أشرنا إليه في مقدمة المقال بصحيفة «الإنتباهة»، أن مفاصلة الإسلاميين في الرابع من رمضان في عام 1999 بأنها مخطط مخادع، وقال (الخطر على السودان والإنقاذ.. كان يقترب باندفاع عنيف ولتفادي الخطر كان الثلاثة البشير وعلي عثمان والترابي يصنعون مخطط انشقاق الإسلاميين (شعبي ووطني)، والمخطط يوضع بمنطق أنه إن عرف الناس أن الانشقاق مخطط مخادع، عرفت المخابرات العالمية أن الانشقاق مخطط مخادع.. وهكذا كان الانشقاق يصمم بحيث يخدع العالم كله وحتى اليوم يؤمن كثير من الناس، والإسلاميون معهم، أن انشقاق الإسلاميين حقيقي.. والانشقاق المصنوع كان مرحلة تنتهي في التاسعة من مساء الثلاثاء الماضية، والترابي يجلس بين الصادق وغازي للاستماع إلى خطاب الرئيس )ثم يقول في فقرة أخرى (، لكن اللعبة تنتهي صبيحة انقلاب السيسي.. الانقلاب الذي يجعل المخابرات العالمية تطل من نافذة السودان. ويقول أيضاً (وفي المسرح.. المسرحية الجيدة تجعل المشاهد يتوتر للخطر ويغضب للخيانة.. ثم البطل والخير كلاهما ينتصر.. والمشاهد يتنهد في راحة).
هذي خلاصة ما ذهب إليه الأستاذ إسحاق فضل الله، قبل عام بحسب النص المنشور، وكنت قد تساءلت وقتها، هل ما كتبه الكاتب هو محض استقراء كُتب بمداد الخيال باعتبار أن الكاتب هو في الأصل كاتب قصة، أم أن مصدره تسريبات من جهة رسمية؟.
والمتشككون في المفاصلة بعضهم يستندون إلى حديث د.الترابي الذي كشف فيه سيناريو الإنقاذ الأول حينما قال (قلتُ للرئيس البشير اذهب إلى القصر رئيساً وسأذهب إلى السجن حبيساً)، فهم يرون أن للإنقاذ إرث في صناعة السيناريوهات والتي ابتدروها عند الانقلاب بغرض إكساب استقلالية الحركة الجديدة، ولهذا من غير المستبعد أن يلجأوا مرة أخرى لهذه الآلية، سيما فهم واجهوا صدوداً دولياً كبيراً مما أثر على الحراك الاقتصادي والسياسي للدولة.
أما معارضو سيناريو صناعة المفاصلة بين الإسلاميين باعتبارها مجرد تمثيلية، فهم يستندون إلى مآلات المفاصلة على أتباع الشيخ الترابي وحزبه المؤتمر الشعبي، وما ترتب عليها من تضييق واعتقالات طالت أكثر من مرة حتى الشيخ الترابي وبفترات طويلة لبعض الكوادر، بالإضافة إلى حرب لفظية بين الفرقاء واتهامات الحكومة للشعبي بالتآمر لقلب نظام الحكم وبتأجيج أزمة دارفور والوقوف مع حركة العدل والمساواة والتي استطاعت في العام2010 دخول مدينة أم درمان، وكان الثمن باهظاً أنهاراً من الدماء، ولهذا فهم يرون أن كل هذه الاسقاطات القوية والعنيفة للمفاصلة لا يمكن أن تكون مجرد قربان لتأكيد مصداقية المفاصلة كحقيقة، وليست مجرد سيناريو مصنوع.
ذلك رأي الفريقين، فما رأيك أيها القارئ العزيز؟!..
فاجأ رئيس الجمهورية -الفريق آنذاك- عمر البشير بإعلان حالة الطوارئ في البلاد وتعليق الدستور وإنهاء أجل المجلس الوطني (البرلمان)، وقال في مؤتمر صحافي عُقد بعد يوم واحد من إعلان القرارات، إن القرارات جاءت لإعادة هيبة الدولة التي أضعفتها الهيئة القيادية للمؤتمر الوطني، وأشار بأنه ضد النظام الأساسي للمؤتمر الوطني لأنه يضع السلطة في يد الهيئة القيادية، متناسين أن هناك حكومة ورئيساً. وقال إنه ليس لديه خلاف مع قواعد المؤتمر الوطني، بل مع المؤسسات الفوقية التي جاءت بطُرق يعلمها الجميع. وقال إن الأمر بلغ في الأيام الماضية مرحلة خطيرة لدرجة أن تقوم الهيئة القيادية بتكوين لجنة محاسبة له شخصياً بحجة التغيُّب عن الاجتماعات، وقال إن هناك استهدافاً واضحاً لهز سلطة الدولة وإسقاطها، وأن ذلك انعكس في العصيان والرفض لتوجيهاته وقراراته التي يصدرها بشأن دفع مرتبات المعلمين وإزالة نقاط التحصيل عبر الولايات من قبل بعض الولاة، وكذلك رفض المجلس الوطني لطلباته وخطاباته. وقال إنه لا يمكن لبلد مثل السودان أن يُدار برئيسين، وأشار بأن الترابي أعلن صراحة لطلبه ورفضه مناقشة التعديلات الدستورية بالمجلس الوطني الذي يجعل الرئيس منسقاً بين الجهازين التنفيذي والتشريعي، وخلص إلى أن الوضع بات يمثل الوضع قبل الثلاثين من يونيو، وكان لابد من أن يفي بالبيعة التي تلقاها من الشعب.
وعلى إثر إصدار قرارات الرئيس، عقد د. حسن الترابي رئيس المجلس الوطني والأمين العام للمؤتمر الوطني مؤتمراً صحافياً في مقر المؤتمر الوطني بالخرطوم وصف فيه قرارات الرئيس التي أعلن فيها الطوارئ وحلَّ المجلس الوطني، بأنه انقلاب وخرق لقانون الحكم الاتحادي وغدر بالمؤسسة السياسية.
وصف الكاتب المعروف إسحاق أحمد فضل الله في مقال أشرنا إليه في مقدمة المقال بصحيفة «الإنتباهة»، أن مفاصلة الإسلاميين في الرابع من رمضان في عام 1999 بأنها مخطط مخادع، وقال (الخطر على السودان والإنقاذ.. كان يقترب باندفاع عنيف ولتفادي الخطر كان الثلاثة البشير وعلي عثمان والترابي يصنعون مخطط انشقاق الإسلاميين (شعبي ووطني)، والمخطط يوضع بمنطق أنه إن عرف الناس أن الانشقاق مخطط مخادع، عرفت المخابرات العالمية أن الانشقاق مخطط مخادع.. وهكذا كان الانشقاق يصمم بحيث يخدع العالم كله وحتى اليوم يؤمن كثير من الناس، والإسلاميون معهم، أن انشقاق الإسلاميين حقيقي.. والانشقاق المصنوع كان مرحلة تنتهي في التاسعة من مساء الثلاثاء الماضية، والترابي يجلس بين الصادق وغازي للاستماع إلى خطاب الرئيس )ثم يقول في فقرة أخرى (، لكن اللعبة تنتهي صبيحة انقلاب السيسي.. الانقلاب الذي يجعل المخابرات العالمية تطل من نافذة السودان. ويقول أيضاً (وفي المسرح.. المسرحية الجيدة تجعل المشاهد يتوتر للخطر ويغضب للخيانة.. ثم البطل والخير كلاهما ينتصر.. والمشاهد يتنهد في راحة).
هذي خلاصة ما ذهب إليه الأستاذ إسحاق فضل الله، قبل عام بحسب النص المنشور، وكنت قد تساءلت وقتها، هل ما كتبه الكاتب هو محض استقراء كُتب بمداد الخيال باعتبار أن الكاتب هو في الأصل كاتب قصة، أم أن مصدره تسريبات من جهة رسمية؟.
والمتشككون في المفاصلة بعضهم يستندون إلى حديث د.الترابي الذي كشف فيه سيناريو الإنقاذ الأول حينما قال (قلتُ للرئيس البشير اذهب إلى القصر رئيساً وسأذهب إلى السجن حبيساً)، فهم يرون أن للإنقاذ إرث في صناعة السيناريوهات والتي ابتدروها عند الانقلاب بغرض إكساب استقلالية الحركة الجديدة، ولهذا من غير المستبعد أن يلجأوا مرة أخرى لهذه الآلية، سيما فهم واجهوا صدوداً دولياً كبيراً مما أثر على الحراك الاقتصادي والسياسي للدولة.
أما معارضو سيناريو صناعة المفاصلة بين الإسلاميين باعتبارها مجرد تمثيلية، فهم يستندون إلى مآلات المفاصلة على أتباع الشيخ الترابي وحزبه المؤتمر الشعبي، وما ترتب عليها من تضييق واعتقالات طالت أكثر من مرة حتى الشيخ الترابي وبفترات طويلة لبعض الكوادر، بالإضافة إلى حرب لفظية بين الفرقاء واتهامات الحكومة للشعبي بالتآمر لقلب نظام الحكم وبتأجيج أزمة دارفور والوقوف مع حركة العدل والمساواة والتي استطاعت في العام2010 دخول مدينة أم درمان، وكان الثمن باهظاً أنهاراً من الدماء، ولهذا فهم يرون أن كل هذه الاسقاطات القوية والعنيفة للمفاصلة لا يمكن أن تكون مجرد قربان لتأكيد مصداقية المفاصلة كحقيقة، وليست مجرد سيناريو مصنوع.
ذلك رأي الفريقين، فما رأيك أيها القارئ العزيز؟!..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق