الثلاثاء، 23 يونيو 2015

مصر تفك الارتباط بين المسجد والإخوان صحيفة العرب اللندنية

مصر تفك الارتباط بين المسجد والإخوان
تجديد الخطاب الديني لا يتم من دون المعالجة الجذرية، وكتب سيد قطب وحسن البنا تشجع على التطرف والعنف.
العرب  [نُشر في 24/06/2015،

الجماعة تستغل المنابر للتحريض على العنف والفوضى

القاهرة – تفاعلت قضية منع الجهات الرسمية المصرية للكتب التي تشجع على التطرف والتي شيدت عليها ثقافة
جماعة الإخوان المسلمين
 في المساجد، ككتب مؤسسها حسن البنا ومثقفها سيد قطب باعتبارها قضية لا تتعلق بالكتب نفسها لأنها متوفرة في أماكن
بقدر تعلقها بالمساجد نفسها.
فنحو تسعين عاماً والإخوان يستغلون المساجد، في المناسبات الدينية وغيرها، لنشر ثقافتهم الحزبية والدينية، وهي أماكن
 خصبة للعمل السياسي الديني.
وقال محمد عزالدين وكيل وزارة الأوقاف المصري لـ”العرب”، “توصلت اللجان المنوط بها تنقية مكتبات المساجد
من بعض الكتب المتشددة للغاية مثل (الدعوة والداعية) لحسن البنا و(في ظلال القرآن) لسيد قطب، وكتيبات صغيرة
لأعضاء بالجماعة الإسلامية، بخلاف أقراص مدمجة عديدة تدعو إلى التطرف والعنف والإرهاب ضد مؤسسات الدولة”.
 وأكد على أن أيّ مؤلف يخرج عن الدعوة الوسطية لن يتم السماح به في مكتبات المساجد.
واعتبر الكاتب جابر عصفور وزير الثقافة السابق، أن من حق وزارة الأوقاف والهيئات الدينية مصادرة الكتب
التي تشجع التطرف والعنف وتحض على الإرهاب، لكنه تحفظ على قيام تلك الهيئات بمراجعتها أو تنقيحها،
لأن هذا بمثابة إعادة تأليف لتلك الكتب، ويمثل خطورة لأن الكتاب مهما كانت أفكاره يظل منسوبا لمؤلفه الأصلي.
وطالب عصفور بمراجعة شاملة لكل الكتب التي تتم طباعتها وتوزيعها بل وتدريسها لطلاب الأزهر الشريف
 ذاته وتحتاج إلى مراجعة حقيقية وتنقية لكثير من الأفكار الواردة بها، مؤكدا خطأ التركيز على مصادرة
 كتب مشاهير الإخوان فقط، وترك العديد من كتب المؤلفين غير المعروفين متداولة بحريّة.
وأوضح عصفور في تصريح لـ”العرب” أن الحل الأنجع هو تشكيل هيئة علمية محايدة ومستقلة تقوم
 بعملية تجديد الخطاب الديني، وتنقيح كتب التراث ومراجعة الكثير من المناهج في الأزهر،
مع تقديم تقرير أسبوعي حول ما أنجزته في هذا المجال، وفي مجال مصادرة الكتب المتطرفة للإخوان
في المكتبات ودور النشر المختلفة.
ويرى وحيد عبدالمجيد أن الأفكار المتطرفة في الكتب المصادرة لا تشكل تهديدا حقيقيا للمجتمع،
 فالتطرف والعنف والإرهاب ليسوا نتاج الأفكار المتطرفة، إنما الواقع السيئ والمتدهور وانتشار القمع
وتدهور التعليم وانتشار البطالة وتراجع الخدمات وتزايد الظلم، لذلك في الأوقات الحالكة والصعبة يتجه الناس
إلى الأفكار المظلمة والحالكة، والعكس صحيح عندما يتسم الواقع بالاعتدال وتوافر العدل والمساواة والشفافية
 ويزدهر الاقتصاد والتعليم تتبنى الناس الأفكار المعتدلة والسليمة.
واعتبر عبدالمجيد أن الحل يكمن في تحسين الواقع ومعالجة بيئة التطرف والإرهاب وأسباب اندفاع البعض
إلى الانضمام للتنظيمات الإرهابية، عبر نشر التسامح والعدالة والاستقرار وتحسين أحوال الناس المعيشية
وتدعيم الثقة بين المواطن والدولة.
وقال الباحث رشيد الخيون المختص في الفكر والتراث الإسلاميين أن المنع ليس موجهاً للكتب بذاتها،
فإذا كان الأمر هكذا، فيمكن للراغب في قراءتها الحصول عليها بسهولة عبر الإنترنت.
واعتبر منع تداول مثل هذه الكتب في المساجد خطوة ترمز إلى فك العلاقة أو الصلة بين الإخوان والمسجد،
 ويمكن التعبير عنها بتحرير المسجد مِن السياسة الدينية، التي تعبّر عنها كتب البنا وقطب، وقد أتت هذه في
 شهر رمضان بالذات مما زاد في رمزيّتها إلى تحرير المسجد من السياسة.
ويرى علي مبروك، أستاذ الفلسفة بجامعة عين شمس، أن المصادرة لن تمنع الناس من الوصول إليها
عبر وسائل الاتصال الحديثة خاصة الإنترنت، ومن يرغب في الوصول إلى شيء يمكنه بكل يسر ت
حقيق ذلك بعيدا عن أيّ عوائق.
ومن ناحية ثانية فإن مصادرة تلك الكتب سوف تدعم حجج الإخوان وادعاءاتهم بالمظلومية والمطاردة
وهو ما يزيد من تعاطف الناس معهم.
وعاب مبروك على المؤسسات الدينية سطحية تعاملها مع عملية تجديد الخطاب الديني، وافتقادها للمعالجة الجذرية.
وأشار إلى أنه وفي ظل هذه السطحية سوف تزيد مصادرة الكتب من اندفاع النّاس حولها، ومن ثمة انتشار
 الأفكار السلبية والمتطرفة والتي تؤثر بدورها على المجتمع وقيمه وترفع درجات العنف والتطرف
 في أوساط الشباب على وجه الخصوص.

ليست هناك تعليقات: