الأحد، 21 يونيو 2015

عام على إعلان الخلافة.. من يستفيد من استمرار داعش صحيفة العرب اللندنية

عام على إعلان الخلافة.. من يستفيد من استمرار داعش
داعش يبقى المجموعة الإرهابية الأغنى في العالم يعمل كأنه حركة تمرد 'قد تنكفئ في منطقة ما وتتوسع في منطقة أخرى'.
العرب 

لا مؤشرات على زوال التنظيم المتطرف

بغداد - لا يعكس استمرار داعش بالسيطرة على مساحات كبرى بالعراق وسوريا حالة من القوة لدى التنظيم و
إنما حالة من الضعف لدى خصومه، فضلا عن أنه نجح في الاستفادة من تناقض المصالح بين الأطراف الأجنبية
المتدخلة في النزاع.
وتثار شكوك كبرى حول حصول “الدولة الإسلامية” على تسهيلات متعمدة لتحقيق نجاحات سريعة مثلما جرى في العراق منذ عام،
 حيث أعطيت أوامر للجيش العراقي بالانسحاب ليجد التنظيم نفسه وقد سيطر على محافظات ذات وزن، وحصل
 على كميات كبرى من الأسلحة بأنواعها المختلفة، فضلا عن ثروة نفطية كبرى قد تسمح له بالاستمرار لسنوات قادمة.
والأمر نفسه يتكرر في سوريا في ظل اتهامات مباشرة لقوات الرئيس السوري بشار الأسد بالانسحاب بشكل مدروس
وتسهيل سيطرة التنظيم على مواقع ومدن ذات وزن كان آخرها مدينة تدمر التاريخية، وأن النظام السوري يريد أن يخير
 المجتمع الدولي بين دعم بقائه هو أو فتح الأبواب أمام سيطرة “الدولة الإسلامية”.
وتتهم دوائر عراقية مختلفة إيران بأنها تلعب ورقة داعش لتضع الولايات المتحدة في أزمة مضاعفة إما التورط ف
ي صراع طويل المدى أو الانسحاب النهائي ليبقى الإيرانيون اللاعب الوحيد على أرض العراق.
ولا تسلم الولايات المتحدة من دائرة الشكوك، حيث توجه لها اتهامات بأنها ترفض خوض حرب شاملة
مع التنظيم قد تنهيه في أشهر قليلة، وتفضل استخدامه كورقة لتظل موجودة في العراق والمنطقة ككل.
لكن التنظيم نفسه يمتلك مقومات ومزايا تسمح له بالاستمرار لسنوات عدة، وفق ما يرى محللون.
واستفاد التنظيم من تهاوي الجيش العراقي، ليس فقط للسيطرة على المحافظات ذات الغالبية السنية،
ولكن من ظهور ميليشيا الحشد الشعبي ذات الخلفية الطائفية والتي لم تتورع عن ارتكاب جرائم ضد السنة،
وهو المناخ الذي ساعد على تقبل الأهالي له وعدم رفع السلاح بوجهه خوفا من انتقام طائفي جديد شبيه بما
 جرى في 2005 و2006.
وفشلت الحكومة العراقية، وتحت ضغط الأحزاب الدينية التي تدير الحشد الشعبي، في تدريب وتسليح مقاتلين
من العشائر السنية لمواجهة داعش.
وهو ما أعطى انطباعا قويا لدى أبناء العشائر بأن الهدف هو تركهم وحيدين في مواجهة التنظيم،
الشيء الذي قد يدفع مئات من الشبان الذين كانوا ينوون الالتحاق بالقوات العراقية إلى اللحاق بداعش للدفاع عن أمن العشائر.
وأكد الباحث في مركز “شاتهام هاوس” المتخصص في شؤون الشرق الاوسط وشمال أفريقيا حسن حسن إن “الدولة الإسلامية”
تعمل كأنها “حركة تمرد، قد تنكفئ في منطقة ما وتتوسع في منطقة أخرى، لكنها باقية في المستقبل المنظور”.
وتوقع حسن أن يكون التنظيم “موجودا وناشطا على مدى عقد من الزمن على الأقل”.
وتقف عوامل عدة خلف نجاح التنظيم بينها موارده المالية الكثيرة واسلحته المتطورة وقدرته على استغلال
 المآخذ المشروعة التي يعاني منها السكان المحليون في سوريا والعراق.
وقال الباحث السياسي في مؤسسة “راند كوربوريشن” للأبحاث باتريك جونستون إن التنظيم
“يبقى المجموعة الإرهابية الأغنى في العالم” مع عائدات أسبوعية تقارب مليوني دولار أميركي،
 وأن بعضها متأت من “ممارسة الابتزاز وجباية الضرائب وبيع سلع ينهبها من المناطق التي يسيطر عليها”.
ويشير الباحث إلى أن كلفة إدارة عمليات التنظيم منخفضة نسبيا، إذ أنه يمتلك عديدا بشريا ثابتا وتحديدا
من المقاتلين الأجانب، ويحتفظ بترسانة عسكرية غنم معظمها من المعارك التي خاضها في مواجهة الجيوش أو الفصائل المسلحة.
ويستخدم مقاتلو التنظيم مجموعة واسعة من الأسلحة الصغيرة والخفيفة، وكذلك المدفعية والمدافع المضادة للدبابات.
ويقول الباحث في مركز بروكينغز في الدوحة تشارلز ليستر إن التنظيم على ما يبدو يمتلك إمدادات
 لا تنتهي من الشاحنات الصغيرة والعربات المدرّعة التي استولى عليها، وفي سوريا لديه دبابات”.
ويرى ليستر أن التنظيم “يسعى الى ضمان تحقيق سلسلة شبه ثابتة من الانتصارات على المستوى التكتيكي،
 ما يؤدي إلى سيطرته على إمدادات إضافية من الأسلحة”.
ويشتري التنظيم أسلحة من السوق السوداء، ما يجعله، وفق حسن حسن، “واحدا من أكثر المجموعات
تجهيزا في سوريا والعراق”.
ويقول “لدى تنظيم الدولة الاسلامية السلاح والتدريب والوسائل التي تخوله العمل كجيش صغير”.

ليست هناك تعليقات: