الأحد، 21 يونيو 2015

تسريبات ويكيليكس.. رسائل ضغط على السعودية موقع صحيفة العرب اللندنية



تسريبات ويكيليكس.. رسائل ضغط على السعودية
نشر 60 ألف وثيقة بالتزامن مع زيارة وليّ وليّ العهد إلى موسكو لن يغيّر من خيار القيادة السعودية في الدفاع عن
مصالحها ودورها الإقليمي.
العرب  [نُشر في 21/06/2015، العدد: 9955،

لقاء ولي ولي العهد السعودي مع الرئيس الروسي.. الشكوك الأميركية حول التغير في الموقف السعودي أصبحت مخاوف جدية

الرياض - قال مراقبون إنّ تزامن نشر موقع ويكيليكس آلاف الوثائق المنسوبة إلى سفارات سعودية مع زيارة
وليّ وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى موسكو ولقاءه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يكن أمرا بريئا،
وأن العملية تكشف عن قلق غربي وخاصة من الولايات المتحدة تجاه سياسة المملكة بتنويع مصادر مشترياتها من الأسلحة،
 وعقد صفقات اقتصادية كبرى مع دول منافسة لواشنطن.
وأربكت زيارة الأمير محمد والنتائج التي حققتها الولايات المتحدة خاصة أنها انتهت إلى تأكيد زيارة العاهل السعودي
 الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى موسكو وزيارة بوتين إلى الرياض، ما يعني أن العلاقة بين البلدين تجاوزت
مرحلة إذابة الجليد إلى بناء علاقة تقوم على المصالح.
وكانت روسيا بعثت برسائل تؤشر إلى رغبتها في التقارب مع السعودية بشكل عملي كان أبرزها عدم استمرار الفيتو
 ضد القرار 2216 في مجلس الأمن الذي يطالب المتمردين الحوثيين في اليمن بالانسحاب من المدن التي سيطروا
عليها بقوة السلاح، وهي الخطوة التي قال مراقبون إنها كانت وراء زيارة وليّ وليّ العهد السعودي وزير الدفاع إلى روسيا.
والسعودية نفسها ربما تخطط لاختبار موقف واشنطن عبر فتح صفحة جديدة مع الروس كحلفاء محتملين في مواجهة
 الانسحاب غير المفهوم للولايات المتحدة تجاه إيران.
وما يثير قلق المسؤولين الأميركيين ليس فقط صفقات الأسلحة التي يمكن أن تحصل عليها روسيا من السعودية،
وإنما نجاح موسكو في ملء الفراغ الذي يسببه البرود في علاقة واشنطن بالرياض، وأن الأمر قد لا يقف
 عند المزايا الاقتصادية التي ستحصل عليها روسيا، وقد يتطور الأمر إلى تحوّلها إلى رقم دبلوماسي مهم
في منطقة استراتيجية للمصالح الأميركية.
وواضح أن أسلوب “نشر الغسيل” هدفه الضغط على السعودية لمراجعة موقفها الهادف إلى الرد على سياسات الرئيس الأميركي
باراك أوباما المتذبذبة تجاه دول الخليج والتي لا تقيم وزنا لمصالحها الاستراتيجية.
لكن المراقبين يشيرون إلى أن أسلوب التسريبات، وأيا كانت الجهة التي تقف وراءه، من الصعب أن يغيّر خيار
 القيادة السعودية الجديدة في الدفاع عن مصالح المملكة ودورها الإقليمي في مقابل رهان الإدارة الأميركية الحالية على إيران
وإعدادها للعب دور شرطي المنطقة كما كان الأمر في عهد الشاه محمد رضا بهلوي قبل أن تطيح بها ثورة آية الله الخميني
 التي تتجه الآن للعب الدور نفسه في خدمة واشنطن.
واللافت أن الوثائق، وبقطع النظر عن مدى صحتها، حملت تأكيدا على وجود تبدل تدريجي في المواقف السعودية
تجاه الولايات المتحدة، وخاصة بعد خيار الرئيس أوباما بالتوجه نحو إيران.
وتكشف إحدى الوثائق المسربة أن الرياض أبدت قبل ثلاث سنوات شكوكها بشأن المحادثات النووية الجارية مع إيران.
وجاء في الوثيقة التي تم إرسالها من السفارة السعودية في طهران إلى وزارة الخارجية السعودية أن الولايات المتحدة
تتودد إلى إيران وتنقل إليها رسائل بهذا المعنى من خلال وسيط تركي.
وكان التنافس السعودي الإيراني حاضرا بقوة في الوثائق المسرّبة، وكشفت إحدى هذه الوثائق عن أن الرياض
 طلبت بعدم السماح لإيران باستخدام أجواء المملكة لنقل شحنات من الأسلحة إلى حماس من خلال السودان.
وكشفت وثيقة أخرى عن تهديدات تلقاها رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سعد الحريري من نظام الأسد،
وأشارت إلى أن رئيس الاستخبارات السوري (الذي توفّي مؤخرا) رستم غزالة، طلب من أحد الصحافيين أن يبلغ الحريري
بأن “ما كان للأب فهو للأبن”، كما هدد غزالة بإرسال لاجئين فلسطينيين إلى الحج من مخيمات سورية ولبنانية،
لنقل أسلحة إلى المملكة.
ونشر موقع ويكيليكس 60 ألف برقية دبلوماسية يقول إنها مسربة من وثائق المؤسسات الدبلوماسية السعودية
وتحوي أعدادا كبيرة من رسائل البريد الإلكتروني المتبادلة بين وزارة الخارجية وهيئاتها الخارجية،
لافتا إلى أنها جزء من 500 ألف وثيقة سيتم نشرها قريبا عن المملكة.
وتحمل الوثائق، التي عرضها الموقع باللغة العربية، في أعلاها شعارات وعناوين مثل “المملكة العربية السعودية”
 أو “وزارة الخارجية”، وحمل بعضها صفات “عاجل” أو “سري”.
ولم يتضح بعد كيف حصل الموقع على هذه الوثائق، على الرغم من أنه أشار في بيانه إلى هجوم إلكتروني أخير
على وزارة الخارجية السعودية، شنته مجموعة تطلق على نفسها اسم الجيش اليمني الإلكتروني.
وحذرت وزارة الخارجية السعودية، المواطنين من “تجنب الدخول إلى أيّ موقع بغرض الحصول على
 وثائق أو معلومات مسربة قد تكون غير صحيحة بقصد الإضرار بأمن الوطن”

ليست هناك تعليقات: