السبت، 6 يونيو 2015

ماذا سنفعل كعرب لمنع تجريد قطر من حق تنظيم كأس العالم؟ - موقع صحيفة رأى اليوم


ماذا سنفعل كعرب لمنع تجريد قطر من حق تنظيم كأس العالم؟ وما هي خططنا في حال نجحت الحملة ضدها؟ هل نفرط بهذا الاستحقاق؟ ونخسر في الرياضة مثلما خسرنا ونخسر في الحروب والسياسة امام اعدائنا؟ اليكم بعض مقترحاتنا

amir-qatar-moza-palter.jpg6

اكد وزير الخارجية القطري السيد خالد العطية ان قطر مستعدة لاستضافة تصفيات كأس العالم عام 2022، وانها حصلت على هذا الحق بكل الطرق القانونية، وقدمت افضل عرض اثناء التصويت في “الفيفا”، واشار الى انها تتعرض لحملة ذات طابع عنصري، وجاءت هذه التصريحات بعد الفضائح التي هزت الاتحاد الدولة لكرة القدم، واجبرت رئيسه سيب بلاتر على الاستقالة بعد اعتقال مجموعة من مساعديه بتهم الفساد، وتهديد دول اوروبية وامريكية شمالية وجنوبية بتنظيم مسابقة خاصة بها لنهائيات كاس العالم اذا استمر في منصبه.

لم يثبت حتى هذه اللحظة، بالدليل القاطع، تورط دولة قطر في اي رشاوى او تجاوزات قانونية، ولكن من الواضح ان الذين يقفون خلف الحملة التي اطاحت ببلاتر، يسننون سكانينهم لسحب حق ترتيب هذه التصفيات من دولتين هما روسيا (2018) وقطر (2022)، وما زال من غير المعروف ما اذا كانوا سينجحون في هذه المهمة ام لا، ولا نشكك مطلقا في قدراتهم الهائلة في هذا  الصدد، بالنظر الى الوثائق التي نشروها في الصحف، وتتضمن تسجيلات لمكالمات هاتفية، واعتراضات لرسائل نصية وايميلات، وعروض سخية بالوظائف والجنسيات الاوروبية والامريكية بحق اللجوء السياسي لبعض المرتشين وضعاف النفوس.

بلاتر اتهم خصومه بشن حملة سياسية ضده، وقال انه لو لم تكن كل بريطانيا وامريكا قد تقدمتا لاستضافة هذه التصفيات النهائية لما حدثت كل هذه الضجة، ولظلت دار “ابو سفيان” على حالها، والمقصود هنا “الفيفا”.

كلام بلاتر دقيق وينطوي على الكثير من الصحة، وما يجعلنا نميل الى ذلك، اعلان جون وايتنغديل وزير الدولة البريطاني للثقافة والاعلام والرياضة امس بأن انكلترا ستكون مستعدة لاستضافة كأس العالم عام 2022 اذا تم تجريد قطر من حق استضافتها نتيجة لادعاءات الفساد، واشار الى ان بلاده لديها الامكانيات الضرورية، وقد تتدخل اذا طلب منها الاتحاد الدولي لكرة القدم استضافة التصفيات في تلك السنة، وهذا الكلام يعكس وجود خطة او اجندة متكاملة قد تنتهي بانتزاع انكلترا هذا الاستحقاق من قطر.

اللافت ان كلام وزير الثقافة والرياضة البريطاني الذي ادلى به في البرلمان يتحدث عن دورة 2022 التي من المقرر ان تستضيفها دولة قطر، ولم نسمع اي حديث عن الدورة التي تسبقها عام 2018 التي تستضيفها روسيا، مما يوحي بأن روسيا الدولة العظمى قد يكون من الصعب على الذين يقفون خلف هذه الحملة نزع هذه الدورة منها، وان دولة قطر العربية و”غير العظمى” قد تكون الضحية في نهاية المطاف.

بين السنة الحالية 2015 ودورة عام 2022 لكأس العالم سبع سنوات، ومن الصعب التنبوء بما يمكن ان يظهر من وثائق حول الفساد في “الفيفا”، وكل الدلائل تشير الى ان قطر ستكون مستهدفة، ويتضح ذلك من خلال الحملات الاعلامية الشرسة في اجهزة الاعلام الغربية التي تركز على سوء معاملتها للعمال الاسيويين فيها، واتهامها بدعم الحركات “الارهابية” في اماكن عدة في العالم العربي، وخاصة في سورية وليبيا والعراق.

الاتحاد الدولي لكرة القدم منح دولة قطر حق تنظيم مسابقة عام 2022، لانه اراد ان يعطي هذا الحق لدولة عربية او شرق اوسطية، تماما مثلما كسر احتكار حق التنظيم للامريكيتين واوروبا واليابان بمنح حق التنظيم للقارة الافريقية ممثلة في دولة جنوب افريقيا، ولهذا فان العرب مطالبون بالتمسك بهذا الحق، والدفاع عنه بكل الطرق والوسائل، واذا نجحت الحملة الحالية لتجريد قطر منه فاننا نطالب في هذه الصحيفة “راي اليوم” ان تنظم هذه المسابقة دولة عربية مثل مصر او الجزائر او المغرب، او دول مجلس التعاون الخليجي مجتمعة، بما فيها دولة قطر نفسها، باعتبارها صاحب الحق الاساسي.

نتقدم بهذا الاقتراح مبكرا لاننا نعتقد ان خوض هذه المعركة حق مشروع ويحتاج الى وقت طويل من الاعداد والتنسيق مع اتحادات كروية اسيوية وافريقية واوروبية.

شبعنا من الهزائم كعرب في ميادين القتال تحت ذريعة عدم امتلاك الاسلحة الحديثة، ولا نعتقد ان الانتصار في هذه المعركة الرياضية يحتاج الى طائرات “اف 15″ او”اف 16″ وصواريخ “كروز″.

خذلنا المرشح العربي الامير علي بن الحسين في معركته للفوز برئاسة “الفيفا”، وعلينا ان لا نخذل قطر، واذا استعصى علينا دعمها في مواجهة العاصفة العاتية التي تواجهها لاسباب عديدة، فان علينا ان نسمو على خلافاتنا، وان لا نخسر معركة تنظيم كأس العالم على ارضنا كعرب، نقول هذا الكلام من موقع المختلف مع دولة قطر والكثير من سياساتها خاصة في سورية وليبيا واماكن اخرى، وهذا امر يطول شرحه، وليس هذا مكانه على اي حال.

“راي اليوم”

ليست هناك تعليقات: